جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

من اجل توسيع زاوية النظر /التيتي الحبيب

من اجل توسيع زاوية النظر
اذا كانت من ميزة يجب علينا فهمها والأخذ بها عند النظر الى ماوتسي تونغ في المقام الاول ثم هوشي منه ثانيا كقادة ماركسيين هو انهم نجحا بدرجة كبيرة للغاية في الدمج الخلاق للماركسية كقوانين وكمنهج للتحليل بالتربة المحلية وبالتراث الوطني لبلديهما.لقد اصبح تحليلهما للتشكيلة الاجتماعية مفهوما ومستساغا غير بعيد عن الفهم والإدراك لكافة الجماهير.قربا الى فهم وإدراك المواطن العامل او الفلاح مفاهيم فلسفية بالاعتماد على قضايا وحتى صور مأخوذة من المعيش او من التاريخ.بهذا الدمج اصبحت الماركسية في خطابهم او في قلمهم مغمسة بالتربة وبالخصائص لشعوبهم وليست فلسفة غريبة مستنسخة واردة من ثقافة اوروبا او خارجية.
هل نجحا في استقطاب الجمهور الواسع لطريقة ومنهج تحليلهم ولإقناعهم بنتائج تحليلاتهم؟ نعم حصل ذلك بعد العديد من الاخطاء والكثير من المحاولات .وهذا ما يفسر ان احزابهما اصبحت مثل السمكة في الماء وقادا اكبر حروب التحرير وحققا اعظم الانتصارات.
كل من يريد ان ينتقد هذه التجارب عليه ان يفند هذا الجانب من المجهود النظري والعملي لهذين القائدين.ومناقشة هذه القضية اليوم او بالأمس او غدا تعتبر مسالة حيوية وجوهرية بالنسبة للماركسيين.هل استطاعوا ان يدمجوا قوانينها الجدلية في طريقة نضالهم وتغييرهم للواقع المعاش؟ هل استطاعوا استنباط الخصوصيات وتناقضاتها وقوانين تفاعل تلك التناقضات.والخصوصيات هنا يجب ان ينظر اليها باعتبارها العناصر المحلية التي من خلالها تفعل قوانين الجدل المادي وليس باعتبارها عناصر منفلتة من جاذبية وفعل قوانين الجدل المادي الماركسي.
هذه الجزئية يغفلها بعض الذين يسطحون الاوضاع ويعتبرون التشكيلات الاجتماعية تخضع لنفس فعل القوانين وان التناقض الرئيسي او الاساسي في هذه التشكيلة الاجتماعية مثلا في اوروبا الغربية هو نفسه في امريكا الجنوبية او افريقيا؛ هو نفس الفعل بالنسبة للتشكيلة الاجتماعية في عهد الرأسمالية الصاعدة او في عهد الامبريالية اي الرأسمالية المتعفنة.
عندما ننظر الى اسهامات ماوتسي تونغ وهوشي منه من هذه الزاوية فإننا سنكسب لا محالة قدرة او امكانية التقدم نحن ايضا في دمج الماركسية بواقعنا دمجا تصبح فيه ابنة تربتها تتغذى من حيوية الصراع الطبقي تساعد على اكتشاف التناقضات وقوانينها وتراتبها وكيفية معالجتها وان تتحول الى اسلوب عمل وطريقة التحليل تتملكها جماهير العمال والكادحين.بذلك ننزع عنها طابع التغريب الذي حشرها فيه العديد من المثقفين الذي يحتقرون الشعب وتراثه وثقافته.
لست هنا في مجال الدفاع الاهوج عن هذا القائد او ذاك كما اصبح شائعا اليوم في بعض الاوساط الماركسية وإنما اردت التنبيه الى افلاس نظرية التشيع لهذا الزعيم ضد آخر لما تعنيه من تحويل كلام القادة وخطاباتهم الى حقائق خالدة وتبنيها والالتزام بها كناموس وحقائق يجب ان يسير عليه المجتمع والكون.لقد حذر بشكل مبكر كل من ماركس وانجلس الى درجة ان ماركس اعتبر نفسه غير ماركسي لما نسبوا له قانون ان الاقتصاد هو العامل المحدد الوحيد.كما ان لينين حذر ايضا بأن لا ماركس ولا انجلس لم يقوما إلا بوضع حجر الزاوية لهذا العلم الذي هو الماركسية والذي يجب ان نطوره في جميع الاتجاهات وذلك ما قام به هو نفسه لما طوره بنجاح ونبوغ في اتجاهات معينة لا يسع المجال هنا لتحديدها، ولم يستطع تطويره في اتجاهات أخرى - وقد قال في أحد خطاباته لقد ارتكبنا حماقات- نفس الشيئ بالنسبة لماو وغيره من القادة.
التيتي الحبيب
06/01/2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *