جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

في قيم العمل/التيتي الحبيب

 في قيم العمل

للعمل قيمتين
+ القيمة الاولى هي قيمة تبادلية وهذه القيمة يفرضها سوق العمل وهي القيمة التي تهم بشكل مباشر العامل الذي يبيع عمله أي قوة عمله ويقبض ثمنها او مقابلها اجرته الاسبوعية او نصف الشهرية او الشهرية او حتى بالمفرق أي بالقطعة.هذه القيمة التبادلية تتحقق في مجال التبادل أي السوق. انها منفصلة عن ناتج استعمال قوة العمل.
+ القيمة الثانية وهي قيمة استعمالية وهذه القيمة تهم الرأسمالي وتتحقق هذه القيمة الاستعمالية في مجال الانتاج.وفي هذا المجال تصبح قوة العمل منتجة للرأسمال أي انها تنتج قسطا يغطي اجر العامل وقسطا يدمج في الرأسمال دون ان يكلف الرأسمالي أي شيء. وهذا القسط يسمى فائض القيمة وبه تقاس نسبة الاستغلال الذي يتعرض له العامل.
انطلاقا من هذا التحليل دعونا نرى ما هو الوضع الناجم في العالم الحقيقي حيث يتواجه الطبقة العاملة كطبقة مع طبقة الرأسماليين كطبقة.
فانطلاقا من تحليلنا لقيمة قوة العمل برزت امامنا قيمتان كل واحدة تتجسد في صعيد معين الاولى وهي القيمة التبادلية التي تتجسد في السوق أي سوق الشغل والثانية تتجسد في صعيد الانتاج أي في المصنع او الضيعة او المنجم والمؤسسة الانتاجية.
هكذا سيكون سوق الشغل مجال التقابل بين العمال من جهة والباطرونات من جهة ثانية لن ندخل في تفاصيل المهن او التخصصات والمهارات وغيرها من المحددات رغم اهميتها لكننا سنركز على اهم الخصائص وهي ان في هذا التقابل فان العمال ينافسون بعضهم بعضا على الفوز بفرصة العمل وبذلك فإنهم يساهمون في الضغط على الاجور في اتجاه الانخفاض لأنهم يساهمون في رفع الطلب على العمل بينما الباطرونات يناورن من اجل تقديم اقل عرض لفرص العمل ليزيدوا من اختلال العرض والطلب بما يجبر العمال على قبول اضعف الاجور والرضوخ لاقسى بنود التعاقد واجحفها. ويستمر ضغط هذا الاختلال حتى على العمال المشتغلين في مصانعهم ووحدات انتاجهم. لأنهم يعلمون ان هناك جيش احتياطي ينتظر الفرصة لاقتحام العمل وليعوض من طرد او غادر.
اما على صعيد الانتاج حيث يتواجه العمال مع الباطرون وهو يطالب بتنفيذ عقدة العمل المبرمة في السوق أي لحظة شرائه لقوة العمل والتي هي بالنسبة له قيمة استعمالية من حقه استعمالها وتشغيلها كما يريد وبدون محاججة او تبرم من طرف العامل. ففي هذه الحالة يكون العمال في مواجهة جماعية كعمال مقابل الباطرون، ظاهريا كشخص لكن في الحقيقة قهو ممثل لطبقة الباطرونا في يدها السلطة السياسية والقانونية والاقتصادية ممثلة في الدولة بمختلف اجهزتها. هنا في الوحدة الانتاجية وتحت سوط الاستغلال وقهره يبدا العمال في رد الفعل الاولي في مناقشة ظروف وشروط العمل ليتطور ذلك الى اشكال متدرجة من الوعي الحسي وما يقابله من اشكال في التنظيم الذاتي وصولا الى الانفتاح على العمل النقابي وتأسيس الفرع النقابي ومن خلال تجربتهم النضالية من احتجاجات واضرابات وما يتعرضون له من طرد او اعتقالات او تنكيل وقمع يبدأ بعض الطلائع العمالية في استيعاب انهم لا يواجهون الباطرون كشخص بل انهم امام ممثل لطبقة سائدة في المجتمع تخدمها دولة وهنا تفتح مرحلة تحول العمال من وعيهم الحسي الى ادراك انهم طبقة لها مصالح مستقلة وهذا يتطلب تحقيق اداة جديدة وهي الحزب السياسي المستقل الذي يصبح هيأة اركانهم توجههم وتنظم صفوفهم مقابل الدولة وأجهزتها.
وضرورة هذا الحزب بالنسبة للطبقة العاملة لأنها تدرك ان ما تعيشه من تطاحن في سوق الشغل وكون العمال يعادون بعضهم البعض ويسمحون بتخريب مصالحهم وبخدمة مصالح الطبقة العدوة لذلك يكون تدخل الحزب لتنظيم الطبقة العاملة حتى في مرحلة عرض بيع قوة عملها.
التيتي الحبيب

26/08/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *