جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

ذكرى استشهاد مصطفى بلهواري ومولاي بوبكر الدريدي: شباري عبد المومن وحسن الصعيب.

 بسجن اغبيلة ، في شهر غشت من سنة 1986 ، نظم المعتقلون السياسيون ذكرى استشهاد مصطفى بلهواري ومولاي بوبكر الدريدي، والتهاني أمين .فكانت هذه الكلمة بالمناسبة ، للرفيقين: شباري عبد المومن وحسن الصعيب.

عرس الشهداء
غشت، يفضح عورتكم في زمن الدجالين..ولا يهادن، يمضي..ولا يأبه.
غشت، يزكم أنوفكم..فالفضيحة تسللت إلى أكواخ بلادها القصديرية..ليعلن الرفض احتجاجا.
غشت، يمتد عميقا في الجرح، يجيء، ويذهب ليولد أكتوبر نافرا كالحصان..وما بين المجيء والذهاب تنهض البيضاء بوداعتها المعهودة، لتعانق مراكش سعيدة، مراكش بوعبيد حمامة، مراكش الدر يدي/بلهوا ري..ولتحتضن جداول الدم الأربع..فالبيضاء أدار/حزيران، تخترق الجدران المسيجة، ليتجدد العهد في حمأة الهتاف للعرس الجنوبي..ليعانق أمين المصطفى ومولاي بوبكر.
-2-
رفيقانا ،استشهادكما فاجعة شعبية وإنسانية..ارتباط صوفي وصميمي بالأرض الجدباء والجذور الممتدة في الأعماق..تيه داخلي على وجه البسيطة..صوت له غنائية الدم الفائر وعنفوان الأمل..صرخة غضب مدوية، منبعثة من جثت ضحايا "سيدي يوسف بن علي" من تحت أنقاض الدمار لتنفجر في وجه بشاعات وهمجية القرن العشرين..تأوه وأنين نساء وشيوخ وأطفال ابن امسيك في آذار/حزيران الداميين..شظية ملتهبة ومنغرسة في ثنايا جسد فلاحي أولاد خليفة والشعب الذي أنهكته حروب الاستنزاف.
استشهادكما رفيقينا شهادة معاصرة، لشعب وإنسانية يبحثان عن موطن للعدل والحرية والخلاص..شهادة حمامات الدم المورق على امتداد خريطة الوطن..لطخة سوداء في سجل الأسياد والأباطرة ..إشراقة شمس في نهار ممطر ، وبارقة أمل لليوم الموعود.
باستشهادكم سجلتم رفيقينا الشهداء/الأحياء ، حريتكم في الموت الشريف بنزيف دمائكم الفائرة..وامتدت إليكم أيادي سناء محيدلي وسليمان الخاطر لاحتضانكم في رحاب الموت والشهادة..لتغنوا أناشيد الحرية والسلام، ولترفعوا راية عصيان جيل الغضب من الخليج إلى المحيط في زمن السقوط والخيانة.
رفيقينا ، ليس غريبا أن في أوطان التتار تتماهى صور وملامح الأبطال، هذه الصور التي حفرت وانغرست في وجدان وذاكرة الشعوب، وغدت رمزا للخلاص والتوق إلى الحرية والعدل والسلام..
فهاهو بوبي ساندس من خلف الكوة المسيجة يطلق صرخته المدوية..معلنا عشقه البلوري للوطن الذي اكتسحته أقدام القتل والدمار معلنا عشقه الصوفي بالارتماء في أحضان الاستشهاد كروح عانقت الحياة الأبدية..ولينام في قبره مطمئنا.
بوبي ساندس يخترق الآن قبره وينتصب شامخا من تحت الأنقاض بركان غضب ، سينفجر عند التحام الجرح والفرح الممتدين كتيار عارم في وجه الهولوكوست الجديد.
-4-
نوفمبر يحفر في وجوهكم تجاعيد العار والخيانة..يعري عن ساديتكم البشعة ويقول لكم مرة أخرى:"سنحيى رغم الموت ومحاصرتكم لنا حبا في الوطن الحر الآتي"
نوفمبر، لا يصالح..يمضي ولا يأبه..يحث الخطوة تلو الخطوة ولا يبخل..فمن أعطاك الدم يعطيك الحب ..ولازال في رحم بلادنا بذور الخصب والعطاء..
أمين يطل من شرفة الحرية بوجهه الندي..ويلقي السلام، سلاما على الأحبة الذين رحلوا وما زالوا..أمين الذي لا يخادعكم حين يقول لكم أن السادات لم يمت ..وتكشفون بحدسكم المرهف أن الوطن ينحدر في منعطف طائفية جديدة.
فوصية أمين محفورة في كف العمال، وموشومة في جباه الفلاحين الفقراء، فانشروها في الأرض، وما بعد الأرض..واقرؤوها على الذي ينتظر الصيف..لتعم البسمة شفاه أطفال المستقبل.
-5-
ها هي مراكش تنفض عنها جراحها وتنهض بابتسامتها المشرقة ، ويديها الممدودتين لتقبل شهدائها الذين بعثوا لإحياء عرسهم الدموي في حضرة البتول والسعدية..زغردوا أيتها البطون الحبلى بالوعود والأمل ، فأبنائكن انتصبوا حبالا أطلسية في ردهات الحلم ، وأعلنوا عشقهم لسواعد المطارق وعرق المناجل..زغردوا أيتها الأشجار الصلبة في وجه الإعصار، واعلموا أن أرواح شهدائكن منتشرة وممتدة في أفق المنافي وتجاعيد الأقبية البعيدة..زغردوا أيتها الحالمات ووزعوا الحناء والقرنفل لتجعلوه حنطة للذين سيسقطون غدا على أعتاب خيوط الفجر الأولى.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
21/8/1986
حسن الصعيب
شباري عبد المومن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *