جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

في شروط بناء الجبهة المناهضة للامبريالية.التيتي الحبيب

 في شروط بناء الجبهة المناهضة للامبريالية.

يتناول البعض هذه القضية بمعزل عما تحقق وسط الحركة الشيوعية المغربية ومن ضمنها الحركة الماركسية اللينينية المغربية، لكن على ما يبدو ان هذا البعض هو حديث الاهتمام بهذه الامور وقد يطل عليها من زاوية ضيقة للغاية وهذا ما نراه اليوم.
كان للنهج الديمقراطي اهتمام بالغ بهذا الموضوع، وعلى ما يظهر علينا نحن من ضمن الذين يحملون هم هذا التنظيم ومسؤولية التعريف به وتوسيعه علينا العمل بأكثر مما فعلنا الى حد الساعة حتى تعرف ادبياته واطروحاته. ولعل اكبر اسهام كان في الموضوع هو ادماج سيرورة رابعة الى جانب السيرورات الثلاثة وهي سيرورة بناء اممية ماركسية وظهرت هذه الاطروحة في ادبيات المؤتمر الوطني الثالث سنة 2012 وهذا نص الفقرة المتعلقة بتلك السيرورات الاربعة:
" 40- تأسيسا على ما سبق، فإن نضال النهج الدميقراطي يندرج ضمن أربع
سيرورات:
- سيرورة المساهمة في بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموما
الكادحين: إن هذه السيرورة تتطلب إبداع أشكال من التنظيم تساعد على
التمفصل بين الحركة النضالية للجماهير الكادحة وتنظيماتها الذاتية المستقلة وبين
التنظيم والعمل من أجل توحيد المناضلين والقوى التي تناضل من أجل القضاء على الرأسمالية والانغراس وسط الطبقات الكادحة وإغناء الفكر الاشتراكي وتأصيله في التربة المغربية.
- سيرورة تطوير وتوسيع الحركة النضالية عبر بناء وتطوير وتنويع تنظيماتها
الذاتية المستقلة.
- سيرورة بناء تحالف الطبقات الشعبية عبر المساهمة في بلورة برنامج يركز
مهام التحرر الوطني والبناء الديمقراطي وتلتف حوله أكبر قوة سياسية واجتماعية
ممكنة.
- سيرورة بناء أممية ماركسية من أجل تجاوز الرأسمالية وبناء الاشتراكية."
وقد حظيت هذه السيرورة الرابعة بشيء من التفصيل في المؤتمر الوطني الرابع سنة 2016 وجاءت الفقرة التالية:
"رابعا- مهامنا لبناء أممية ماركسية:
32- خلافا للقوى اللبرالية والاجتماعية-الديمقراطية التي تتوفر على هيئات دولية تنسق عبرها مواقفها وتتبادل التجارب فيما بينها وتعالج تناقضاتها، تتميز القوى الماركسية بالتشرذم بل حتى العداء فيما بينها. وهذا الواقع له جذوره في التجربة التاريخية للحركة الماركسية العالمية.
إن النهج الديمقراطي الذي يعتبر نفسه جزءا من الحركة الماركسية العالمية لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذا الواقع، بل يسعى، قدر الإمكان، إلى المساهمة في تجاوزه. ولعل أحد الوسائل لبلوغ هذا الهدف هو تركيز الماركسيين على الجواب على سؤال "ما العمل؟" الآن، أي في ظل التطورات التي عرفتها الرأسمالية، والاستفادة من دروس الماضي دون الإنشداد إليه إلى حد تقديس تجربة هذه الحركة الماركسية أو تلك وجعلها نموذجا يحتدى به وحدا فاصلا مع الحركات الأخرى. إن الجواب على سؤال "ما العمل؟" يتطلب مجهودا فكريا مشتركا للماركسيين في العالم وأيضا وأساسا انخراطهم الجماعي في النضال ضد الرأسمالية واستخلاص الدروس من هذا النضال. من هذه المنطلقات، يسعى النهج الديمقراطي إلى تعميق فهمه للواقع وللماركسية وإلى بناء وتطوير علاقاته مع قوى وتجمعات لقوى ماركسية.
33- وبالملموس هناك أكثر من عشرين حزب ومنظمة ماركسية-لينينية تنتمي للندوة الدولية وتعقد اجتماعات سنوية وهناك عدد من المنظمات الماركسية-اللينينية التي تربطها علاقات مع حزب العمل البلجيكي ومنظمات وأحزاب ماركسية في إفريقيا، والمطروح هو البحث في بناء علاقات بينها.
ويمكن أن تنبني هذه الأممية على الأسس الدنيا التالية:
--اعتبار الماركسية كمنهج للتحليل ونظرية في التغيير الثوري الهادف إلى القضاء على الرأسمالية وبناء الاشتراكية ثم الشيوعية. نظرية ومنهج خاضعان للتطور والاغتناء على ضوء تجارب الشعوب ونضالاتها وبالاستفادة من التقدم العلمي.
--الموقف من التغيير الثوري: من خلال القطيعة مع الإصلاحية والسعي إلى بناء سلطة الطبقة العاملة.
--مناهضة الإمبريالية والتكتلات الإمبريالية( الاتحاد الأوروبي مثلا)، بل يجب أن تشكل هذه الأممية الرافعة الأساسية للنضال ضد الإمبريالية، وخاصة بواسطة المساهمة الفعالة في بناء جبهة مناهضة للإمبريالية، انطلاقا من بناء جبهات قارية وإقليمية ضد الإمبريالية."
وقد خلص برنامج النضال الذي صادق عليه المؤتمر الرابع الى
"- على المستوى الأممي:
دعم نضالات الطبقة العاملة والحركات الاجتماعية في الدول الإمبريالية
دعم نضالات حركات مناهضة الإمبريالية والعولمة.
المساهمة في بناء جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية العالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
دعم ومساندة نضالات الشعوب و حركات التحرر العالمية.
فضح التدخلات العسكرية والأمنية للمغرب في إفريقيا والعالم العربي ضد الشعوب والنضال من أجل سحب هذه القوى
المساهمة في بناء أممية ماركسية"
وفي آخر اصدار عن اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي في دورتها 14شتنبر 2020 في اطار التحليل السياسي على الصعيد العالمي جاءت هذه الفقرة:
"على المستوى العالمي
" ....وقد عمقت هذه الجائحة التناقضات القائمة بين الامبرياليات والدول الرأسمالية على المستوى العالمي، وسرعت تحولات اقتصادية وسياسية كانت جارية، حيث أصبحت اليوم الصين هي القوة الاقتصادية الأولى أمام الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وتوجت سياستها الاقتصادية العالمية بالمخطط الاقتصادي طرق الحرير وحزام الحرير، ويتجاوز هذين المخططين تصدير الخدمات إلى بناء البنية التحتية من موانئ وطرق سيارة ومطارات. وترتبط العديد من الدول الأسيوية باتفاقيات شراكة مع الصين في هذا الإطار.
وتسعى الامبريالية الأمريكية للتصدي للتطور الاقتصادي للصين من خلال رفع الرسوم الجمركية وسن العقوبات، لكن الصين تتصدى لهما من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع قوى عالمية كروسيا، وقوى إقليمية كالهند وإيران. وتظل الامبريالية الأمريكية تستمد قوتها من خلال قوتها العسكرية ونشر القواعد العسكرية في كل أنحاء العالم، وعلى الخصوص في الشرق الأوسط، ودعمها للأنظمة الرجعية في الخليج والكيان الصهيوني والأنظمة الاستبدادية في العالم، وهيمنتها الاقتصادية من خلال فرض المعاملات التجارية الدولية بالدولار، وهو ما قامت بالتصدي له دول البريكيس، ويقف الاتحاد الأوروبي عاجزا عن التموقع كقوة دولية منافسة للصين وروسيا والتخلص من هيمنة الامبريالية الأمريكية، وإذا كانت الامبريالية الأمريكية هي العدو الرئيسي لشعوب العالم والعقبة الرئيسية أمام تحررها، فإن الامبريالية الفرنسية تفرض هيمنتها الاقتصادية على المغرب الكبير وغرب إفريقيا من خلال دعمها للأنظمة الاستبدادية والهيمنة من خلال قواعدها العسكرية في الغرب الإفريقي."
هكذا يتضح ان لنا من الادبيات والتفكير العميق ما يجعل بوصلة مناضلي النهج الديمقراطي واضحة ولا يعتريها التيه او الغموض او كما يحاول البعض اثارة الكثير من الدخان والتلبيس حتى يتسنى له تقديم رأيه او موقفه كخط بديل في موضوع الصراع مع الامبريالية ومهام الماركسيين وخاصة منهم الماركسيين اللينينيين.
فالنضال على الصعيد العالمي نراه جبهة اساسية لها موقعها في استراتيجية التنظيم وبكل تأكيد في استراتيجية الحزب المستقل للطبقة العاملة. فلكي تتأسس هذه الاممية الماركسية لا بد من توفر تحليل دقيق لطبيعة الامبريالية اليوم ومن هي الجهة التي تهيمن في هذا المعسكر وما هو تقسيم العالم الراهن
وهذا التحليل سيمكن من رصد التناقضات داخل المعسكر الامبريالي ومن خلال ذلك يتطلب من الاحزاب المرشحة لبناء تلك الاممية الماركسية ان تنخرط في عملية تأسيس تلك الاممية ولان هذا التأسيس لن يتم على البارد كما يقال فانه سيتم على الساخن اي في معمعان النضال ضد الامبريالية وضمن جبهة واسعة تضم كل القوى المناضلة سواء كانت جمعوية او نقابية او حزبية وحتى انظمة تعاني من التدخل السافر او الاعتداء والعزل من طرف الانظمة الامبريالية. هذه الجبهة الواسعة المناهضة للامبريالية تتخذ عدة اشكال وعدة مستويات وقد تبنى هنا على قضية معينة وهناك على قضية اخرى كما انها قد تكون عالمية اوجهوية او قارية.
ففي موضوع معين قد تتوجه الاسلحة الى العدو الاكثر شراسة او الجهة المهيمنة على الصعيد العالمي او على الصعيد الجهوي.
وبشكل ملموس تعتبر في المرحلة الراهنة الولايات المتحدة كزعيمة المعسكر الامبريالي على الصعيد العالمي او كقوة مهيمنة رغم ظهور قطبيات مختلفة في العقود الاخيرة ولذلك لا بد من الاخذ بعين الاعتبار الجدي ما للولايات المتحدة من نفوذ ذو طبيعة عالمية ويفرض سطوته وسلطته على جميع الدول التابعة على كافة المستويات العسكرية( القواعد والاتفاقيات و العسكرية وبيع الاسلحة...) والاقتصادية(عبر صندوق النقد والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية ) . إن ضرورة تجميع أكبر واوسع جبهة عالمية ضد الامبريالية الامريكية، كألد عدو لشعوب المعمور، تتطلب من القوى المناضلة وفي قلبها الاحزاب الماركسية المنضوية او المنخرطة في بناء الاممية الماركسية في عملية بناء أوسع جبهة شعبية عالمية وتمفصلها، مع الحفاظ على استقلالها، مع جبهة الأنظمة التقدمية والمناهضة للامبريالية الامريكية. وبديهي ان هذا الامر لا يتناقض بل يدعم عملية بناء جبهة اقليمية للتصدي لهيمنة الامبريالية الفرنسية على منطقة المغرب الكبير وغرب إفريقيا.
وعند الكلام عن بناء هذه الجبهات المناهضة للامبريالية – وهنا نؤكد على امر بالغ الاهمية حتى لا يتم التعامل مع طرحنا بطريقة مجتزأة او يتعرض الكلام الى التشويه والبتر كما هي عادة المتحذلقين - لا يجب ان يغفل اي احد ان المبادرة هي بالأساس للأحزاب الماركسية المناضلة ضد الامبريالية والمنخرطة في بناء تلك الاممية التي وضعت على جدول اعمالها القضاء بالثورة البروليتارية على الامبريالية في المركز وبالثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية على انظمة التبعية الكمبرادورية وبالتالي القضاء على التبعية والهيمنة الامبريالية التي لها نفوذ تاريخي او موكول لها قمع وارضاخ شعوب تلك المناطق.ان هذه الاحزاب الماركسية وهي تبني هذه الجبهات تحافظ على استقلاليتها في تحديد الموقف او الشعار او الخطة النضالية انها ملزمة بذلك لانها تريد ان تخلص من خلال هذه الجبهة الى تقوية الاحزاب الماركسية وان تبني امميتها التي تشكل هياة اركان قيادة الثورة على الصعيد الاممي.
هكذا نعتبر الكلام عن مواجهة الامبريالية بعيدا عن مهمة بناء الاممية الماركسية اداة انجاز الثورة على الصعيد العالمي يصبح كلاما مثقفيا وجعجعة لاثارة الغبار على موضوع يهم الثورة على الصعيد العالمي.
ومما يثير الاستغراب هو ان نرى البعض يتناول موضوع ترتيب التناقضات على الصعيد العالمي ويعتبر وهو هنا محق ان العدو الامبريالي المباشر للشعب المغربي هو الامبريالية الفرنسية فنراه يعتبر مهمة محاربة هذا العدو محاربة العدو النقيض اي اسقاطه والقضاء عليه لكن لما يتعلق بمواجهة هذا العدو في عقر داره نرى هذا البعض يتحاشى الكلام عن الثورة الاشتراكية بفرنسا ويعتبر ان الحل هناك هو الطريق الذي يسلكه الحزب الشيوعي الفرنسي اي الطريق السلمي البرلماني والتغيير التدريجي عبر المؤسسات التي تضعها الديمقراطية البرلمانية هناك. انه طريق اصلاح الرأسمالية ومسايرتها حتى يتحول نمط الانتاج الرأسمالي بفعل نضج شروطه وتتحقق الملكية الجماعية لوسائل الانتاج بدون ثورة ولا استيلاء البروليتاريا بالعنف الثوري على السلطة وسن ديكتاتوريتها. مثل هذه الازدواجية في الخطاب والمعايير هو ما يجعلنا نعتبر موقف اصحابها اثارة للغبار وطمس القضايا الحقيقية في موضع الصراع مع الامبريالية.
التيتي الحبيب
06/11/2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *