جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

من معضلات التراث *التيتي الحبيب*

 من معضلات التراث

المعضلة وهي المسألة التي ليس لها حل او يصعب ايجاد الحل والمخرج. والتراث العربي خاصة والاسلامي عامة يتضمن الكثير من المعضلات. تناولها او تحليلها يساعد على ايجاد الحل الصعب او ايجاد الصياغة الجديدة لموضوع المعضلة لكن بنفس جديد متنور يخرج الناس من مأزق المعضلة.
في هذا الباب اطرح هذه المعضلة.
في المتعارف عليه ان النسب الشريف أي الانتساب الى نسل النبي محمد ينتقل عن طريق النسل من جهة الذكور. فالشريف يكون ذكرا يورث الشرف الى ابنه الذكر. لكن في متابعة الظاهرة نجد ان كل هؤلاء الذكور يرجع نسبهم الى النبي محمد لكونهم ابناء بنته فاطمة الزهراء لان النبي لم يكن له ولد ترك خلفا.
فهؤلاء الشرفاء يشكلون سلسلة نسب اصلها امرأة وهي فاطمة الزهراء التي ورثت الشرف عن ابيها واورثته لعلة ان ليس له ولدا ترك ذرية.
معضلة التراث هنا هو هذا التناقض الاجتماعي والفقهي والمنطقي والطبيعي حتى. فكيف يتم منع النساء واقصائهن من النسب الشريف بتوريث هذا النسب لذريتهن.
بالاضافة الى هذا التناقض المتعدد الابعاد فان التراث يجحف في حق المرأة والتي قال في احد امثاله انهن شقائق الرجال. ان هذا الاقصاء للمرأة في هذه الجزئية يكشف بأن هذا التراث متناقضة اقواله وفتاويه، وتناقضها قد يسقط في حالات المعضلات.
لماذا سقط هذا التراث عن عمد في هذه المعضلة؟ سقط فيها، لأنه لو اتاح للمرأة توريث الشرف الى نسلها لأصبح هذا النسب اكثر انتشارا يشمل اعدادا مضاعفة لما هو عليه الامر لما ينحصر في توريثه فقط عن طريق الذكور. ولما تتوسع القاعدة اكثر يصبح الامر عاديا وإمكانية استغلاله كامتياز وحظوة لفئة ضيقة غير ذات موضوع. ان اقحام المرأة في توريث الشرف هو نزع القداسة التي يرغب فيها المجتمع الذكوري الانتهازي.
هكذا يتضح ان المجتمعات الطبقية استعملت الاسلحة الايديولوجية بما فيها الدين من اجل اقصاء المرأة وركنها في المراتب الدنيا في المجتمع. القول بعكس ذلك هو تبرير لاضطهاد النساء باسم المقدس الموضوع على المقاس.
نثير هذا الموضوع لكشف نماذج من معضلات التراث وتبيان تهافت الخطاب الذكوري لما يتغلف بالخطاب الديني. نثير هذا الموضوع ليس للمطالبة بالحق في الانتساب الى الشرف او الى نسل الرسول لأننا نعتبر ذلك امرا اصبح متجاوزا في المجتمع الحديث والشرف هو شرف الكد والاجتهاد لتحصيل العيش وأسبابه بالاستحقاق وبالطرق المشروعة والديمقراطية. والمواطنون والمواطنات سواسية كأسنان المشط.
التيتي الحبيب
08/01/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *