الفلاح والصراع الطبقي*التيتي الحبيب*
الفلاح والصراع الطبقي
في حديث لبول باسكون عن الصراع في البادية قال:
" ان الاعتبار يعطى للمساهمة في الحياة المحلية، والصراع الطبقي الحقيقي في البادية لا يجري بين كبار الملاكين وغيرهم، بل يجري بين المقيمين والمتغيبين"
( انظر كتاب بول باسكون او علم الاجتماع القروي)
لهذه الاطروحة التي تفضل بها بول باسكون ما يسندها عبر التاريخ ولعل انتفاضة اولاد خليفة هي اسطع مثال. ثم ان المقولة تثير اشكالية البنية الثقافية في البادية حيث تداخل علاقات القرابة او القبلية وتوظيفها من طرف كبار الملاكين حتى يتم كبح او تعمية التناقضات الطبقية بين هؤلاء كبار الملاكين المحليين وصغار الفلاحين. كما ان الدولة اشتغلت ووظفت الاعيان وجعلتهم المخاطب او الوساطة مع ساكنة البادية.
في كون الصراع الطبقي انحصر في لحظة بين المتغيبين والمقيمين جعل شعار الارض لمن يحرثها شعارا شعبيا وتقدميا ويخدم مصالح الفلاح الفقير والمعدم وحتى الصغير.
اليوم يتجه الصراع الطبقي في البادية الى الصراع حول الارض والماء وكلما ارتبط هذا الصراع بمطالب اخرى وتحول الى صراع سياسي الا واصبح صراعا طبقيا يمكنه ان يشكل حقل تعاون واتحاد نضالي مع الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة.
هل انتفت ظاهرة المتغيبين عن البادية؟ جوابنا انها لم تنتفي بل يمكننا ان نزعم بانها تقوت مع مجمل التفويتات التي تعرضت لها اراضي صوديا وصوجيطا. وقد تزداد قوة مع سياسة خلق طبقة متوسطة التي يخطط لها النظام عبر تمليك اراضي الجموع لأصحابها الذين كانوا يستغلونها. فبعد التمليك واعراق المالكين الجدد بالقروض سيجدون انفسهم مجبرين على بيع بقعهم للمعمرين المضاربين وهم طبعا شرذمة من المضاربين يسكنون المدن الكبرى وهم متغيبون عن البادية ويهمهم حلبها في اوقات معينة.
التيتي الحبيب
07/01/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق