عودة للمؤتمر الوطني 13 للحزب الشيوعي الفيتنامي*التيتي الحبيب*
عودة للمؤتمر الوطني 13 للحزب الشيوعي الفيتنامي
نهتم بمثل هذه القضايا لأننا منشغلون بقضية بناء اممية ماركسية وهي من بين السيرورات الاربع في خط النهج الديمقراطي. فعلاقة الاممية الماركسية بخطنا السياسي هي علاقة عضوية لأنها تهم قضية بناء الاشتراكية. فماهو تصورنا للاشتراكية وكيف هي ملامح المجتمع الاشتراكي البديل لهمجية الامبريالية؟ الموضوع نظري في شق مهم وفي ذات الوقت موضوع ملموس بالنظر للتجارب السابقة ابتداء من كمونة باريس الى الثورة البلشفية وتجربة بناء الاشتراكية في المنظومة السوفياتية الى التجربة الصينية والفيتنامية ثم الكوبية.
كل هذه التجارب تقدم دروسا كبرى لا يمكن تجاهلها اوالتخلص منها بجرة قلم وكأنها لم تكن. فتجربة الصين ماثلة امامنا بما تدعيه القيادة الصينية في الحزب الشيوعي الصيني بأنها تبني الاشتراكية بمواصفات صينية وهي اشتراكية القرن 21 كما هي ماثلة امامنا التجربة الفيتنامية وقد اسدل الستار على اشغال المؤتمر الوطني 13 مساء الامس فاتح فبراير 2021.
نقرا في مقررات هذا المؤتمر والتي صدرت اليوم في تصريح رسمي بان الحزب الشيوعي الفيتنامي متوجه لبناء الاشتراكية بمواصفات فيتنامية عمادها انجاز المرحلة الانتقالية عبر سياسة السوق بتوجه اشتراكي وتحقيق التقدم الاجتماعي بمعايير دولية تهم الدخل الفردي والتعليم والتغطية الصحية والحصة الفردية من الماء الشروب...الخ.
فالتجربة الصينية وعلى دربها التجربة الفيتنامية تبينان ان الحزبين الشيوعيين مهتمان بتطوير الاقتصاد عبر مرحلة انتقالية من منظومة ملكية وسائل الانتاج جماعية الى منظومة الخوصصة والتقليص من دور الدولة وعبر الاندماج في المحيط الدولي ومنافسته. ان الحزبين يقودان بلديهما في طريق اللحاق بالركب الرأسمالي والانتصار عليه. انهما ماضيان في نفس المسار الذي اعتمده الحزب الشيوعي السوفياتي وانتهى بالانهيار للتجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ومعها التوابع. ان طريق اللحاق بالراسمالية طريق مسدود ومستحيل لسبب بسيط وهو الهيمنة الامبريالية وسيادتها على النظام العالمي.
يهمنا ايضا ان نسجل بان البروليتاريا في الصين وفي فيتنام قد فقدت السلطة السياسية وهي اليوم تتحول الى طبقة تتعرض للاستغلال في ظل نمط انتاج هجين يعود القهقرى لنمط الانتاج الرأسمالي الاستغلالي مغلف بخطاب ماكر.
كيف ستتمكن البروليتاريا الصينية والفيتنامية من استرجاع حزبيهما العتيدين واستئناف مهام الثورة؟ سؤال قد يهم هذه الاممية الماركسية التي نسعى لبنائها في القادم من الزمان وهي مهمة راهنة ولها مسوغات كبيرة جدا.
التيتي الحبيب
02/02/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق