جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

في الذكرى الثانية على رحيل رفيقي عبد الرحيم الخادلي

 في الذكرى الثانية على رحيل رفيقي عبد الرحيم الخادلي

كانت وفاة الرفيق العزيز والطيب فاجعة حقيقية، وكل من ارتبط به من قريب أو بعيد، يترك لديه انطباعا جميلا، وأذكر بالمناسبة رأي أحد الرفاق عزيز لودي، الذي قال عنه بالحرف:"عبد الرحيم أجمل مناضل في النهج الديمقراطي، بدليل أن جميع سكان حيه يحبونه"
جمعتني مع الرفيق الراحل أيام النضال المرير، منذ تأسيس النهج الديمقراطي سنة 1995 وعبد الرحيم لا يكل من العمل ، يزاوج بدون استراحة فعلية بين البحث عن لقمة العيش ، حيث كان معطلا ، ويدرس الفلسفة لبضع ساعات في مدرسة حرة، وبين العمل في هيئة تحرير جريدة النهج الديمقراطي، في ظروف قاسية، فقد كنا نسهر إلى وقت متأخر من الليل بالمطبعة، ولا يرتاح له بال إلا حين تخرج الجريدة في حلة جميلة، وكم كانت فرحتنا عظيمة لما نذهب إلى مقهى"بوتي بوسي" حيث نطفئ عطش اليوم بكؤوس من البيرة المنعشة للجسد والروح، لقد كانت إرادته قوية في مواجهة الظروف القاسية وبمعنويات جد مرتفعة، ودائم الضحك والسخرية بالصحبة الطيبة مع الرفاق : الراحل الرفيق فلاح رؤوف والرفيق عبد اللطيف الصردي دامت له الصحة والعافية، والرفيق أحمد سيبابة الذي نتمنى له الشفاء العاجل. لم تكن له ضغينة مع أي أحد من الرفاق أو الأصدقاء ،وكان ذا قلب طيب لا يبخل عليك بما ملكت يداه، وفي السنوات الأخيرة تم ترسيمه. في قطاع التعليم ، واضطر الرحيل إلى الرباط للاشتغال إلى حين تقاعده، مستثمرا كل ما يملك برفقة زوجته الطيبة في استكمال بنته البكر سلمى تعليمها العالي والعمل بفرنسا فيما زياد الأصغر مازال يتابع تعليمه العالي، لقد تعلمت منه الصبر والحزم وتجاوز الخلافات مع الرفاق بطريقة لا تفسد للود قضية، فعلا فقد النهج الديمقراطي أحد خيرة مناضليه كما فقدت الحركة اليسارية والديمقراطية أحد أبنائها البررة الذي كان دائما في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق الشعب المهضومة، ما عسايا أقول لك أنا المجروح قبلا بفقدان رفاق نذروا حياتهم للنضال والصمود أمام أعتى الأنظمة القمعية، واليوم تنظاف إليهم، كأن الموت اتخذ قرار اختطافكم واحدا واحدا كما كان يخطفهم الجلاد بالأمس، أنت الذي دقت مرارة الاعتقال بسجن لعلو سنة 1981 ومنذ تلك الفترة ما برحت ساحة النضال حتى هذا اليوم الأخير من سجلك النظيف، سوف أظل أتذكر دائما شغبك وضحكك الهستيري وقهقهاتك التي تسمع من بعيد وأنت في كامل السعادة محتضنا رفاقك في جلسة ممتعة،سوف أتذكر كلماتك القوية وأنت تجهر بقول كلمة حق ، وبرفع الشعارات في المظاهرات والمسيرات، وأتذكر سهراتنا التي لاتنقطع كلما تهيئنا لمهام نضالية جديدة، سوف أحن إليك كما أحن إلى أمي وخبز أمي وقهوة أمي.
حسن الصعيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *