جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

درس من المدرسة اللينينية*الرفيق الحبيب التيتي*

 درس من المدرسة اللينينية

من هو الماركسي بالمفهوم اللينيني؟ كيف يتعامل هذا الماركسي مع الجماهير ومع نضالاتها؟ ماهي استعداداته الفكرية والنضالية من اجل اتخاذ التكتيك المطلوب في اللحظة المعينة؟ ماهي نظرة الماركسي للتحالفات مع الفئات التي توجد تحت او فوق الطبقة العاملة؟
يساعد النص التالي على البحث في هذه الاسئلة ويقدم التسويغات النظرية والعملية.
مقتطف من لينين مجلد 3 من 10
إن الماركسية تختلف عن جميع الأشكال البدائية للاشتراكية،لأنها لا تربط الحركة بشكل وحيد محدد من أشكال النضال. إنها تقبل بأكثر أشكال النضال «تخترعها» بل تقتصر على تعميم أشكال نضال الطبقات الثورية،الأشكال التي تنبثق بصورة عفوية في مجرى الحركة بالذات،على تنظيم هذه الأشكال ،على بث الوعي فيها. إن الماركسية التي تعادي إطلاقا جميع الصيغ المجردة و جميع وصفات المذهبيين الجامدين،تتطلب النظر بانتباه إلى النضال الجماهيري الجاري الذي يولد بلا انقطاع أساليب جديدة للدفاع و الهجوم تزداد تنوعا يوما بعد يوم،و ذلك بقدر ما تتطور الحركة و يتقدم وعي الجماهير و تتفاقم الأزمات الاقتصادية و السياسية. و لهذا لا تنبذ الماركسية سلفا و بصورة مطلقة، أي شكل من أشكال النضال الممكنة و القائمة في فترة معينة، و هي تقر بأن التغير في الأوضاع الاجتماعية يؤدي حتما إلى ظهور أشكال جديدة للنضال لا يعرفها مناضلو الفترة المعنية. و من هذه الناحية، تتعلم الماركسية، إذا جاز القول، في مدرسة الجماهير العملية، و هي أبعد من أن تدعي تعليم الجماهير أشكال نضال يخترعها «صانعو المناهج» في زوايا مكاتبهم.
إن الماركسية تقتضي إطلاقا البحث في مسألة أشكال النضال من ناحيتها التاريخية. إن وضع هذه المسألة خارج الظروف التاريخية الملموسة يعني جهل ألف باء المادية الدياليكتيكية.ففي مختلف فترات التطور الاقتصادي،و تبعا لمختلف الظروف السياسية و القومية و الثقافية و المعيشية،الخ. تحتل مختلف أشكال النضال المرتبة الأولى و تغذو الأشكال الرئيسية ؛ و تبعا لذلك تتغير بدورها أشكال النضال الثانوية،التابعة. فإذا حاولنا الإجابة بنعم أو لا بصدد وسيلة محددة من النضال دون أن نبحث بالتفصيل الظروف الملموسة للحركة المعنية، عند درجة التطور التي بلغتها هذه الحركة، فهذا يعني أننا تركنا تماما الميدان الماركسي.
إن جميع وسائل النضال بلا استثناء، في المجتمع البورجوازي، تقرب البروليتاريا من شتى الفئات غير البروليتاريا القائمة فوقها و تحتها، فيدب فها التلف ، و تتشوه، و ينخفض شانها إلى الحضيض، إذ تترك لمجرى الأمور العفوي.فإن الإضرابات، المتروكة لمجرى الأحداث العفوي، تنحط إلى «Alliances» أي إلى اتفاقات بين العمال و أرباب العمل ضد المستهلكين. و يغدو البرلمان بيتا للدعارة تتاجر فيه عصابة من الساسة البورجوازيين،بالجملة و المفرق، «بالحريات العامة»، و «الليبرالية»، و «الديمقراطية»، و النزعة الجمهورية، و العداء للاكليروس، و الاشتراكية، و غير ذلك من البضائع الدارجة، و تنحط الصحافة قوادة، في متناول الجميع، إلى أداة إلى إفساد الجماهير، و تتملق بفظاظة الغرائز المنحطة لدى الغوغاء، الخ،الخ... إن الاشتراكية-الديمقراطية لا تملك وسائل نضالية شاملة قادرة على أن تفصل البروليتاريا عن الفئات القائمة فوقها أو تحتها، بوساطة ضرب من سد الصين. إن الاشتراكية-الديمقراطية تستعمل وسائل مختلفة، تبعا للأزمنة، و تخضع دائما تطبيق هذه الوسائل لشروط فكرية و تنظيمية محددة تحديدا دقيقا
يترتب على الاشتراكية –الديمقراطية إطلاقا أن تأخذ على عاتقها مهمة إنشاء منظمات تكون قادرة ، بأقصى درجات ممكنة، على قيادة الجماهير في هذه المعارك الكبيرة، و بقدر الإمكان، في هذه المناوشات الصغيرة. و في مرحلة يتفاقم فيها النضال الطبقي حتى درجة الحرب الأهلية، يترتب على الاشتراكية الديمقراطية أن تشترك في هذه الحرب الأهلية، و ليس هذا و حسب، بل يترتب عليها أيضا أن تضطلع فيها بدور قيادي. ينبغي على الاشتراكية الديمقراطية أن تربي منظماتها و تهيئها، لكي تبرز فعلا طرفا محاربا لا يهمل أية مناسبة لإنزال الخسائر بالعدو.
المجلد 14، ص1-13
المجلد 3 من المختارات في 10 مجلدات ، دار التقدم موسكوص58-71



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *