رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 307 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 307 من الاعتقال التعسفي.
تحية العدالة ياولدي.
غداً ستكونُ ياولدي في رابع جلسة لك أمام قضاء محكمة الاستئناف.
محاكمة استثنائية ينتظرها المجتمع السياسي والحقوقي والمدني الوطني والدولي، بتهم الحق العام ، التي تنظر فيها محاكم البلد بالآلاف، لكن محاكمتك بتهم مشابهة يُشغل العالم ،وهو ما يجعل منها محاكمة بدوافع سياسية بامتياز.
تفتقت عبقرية النيابة العامة بصنع تهم الحق العام، لكن حقيقتَها ظهرت بسرعة وانكشفت فبركتُها وأصبحت تهماً يشك في صنعها الجميع.
غداً سنلج قاعة المحكمة نحمل يأسنا من محاكمتك بشكل عادل لأن ما تهيأ لإدانتك لا علاقة له بالقضاء وبعدالته وإنما بتسخيره في تصفيةً لحسابات سياسية.
نحن نعلم أن القضاء في مثل هذه القضايا لا يملك قراره، وهذا لا يعود إلى عجز فيه أو فساده وإنما في توظيفه توظيفاً سياسياً يتجاوز استقلاله.
وبعد تحريض المجلس الحكومي والمجلس الأعلى للسلطة القضائية وكل مؤسسات الدولة لا يمكن أن نطمئن على تحقيق المحاكمة العادلة لك ولسليمان.
من يكون هذا القاضي الشجاع الذي يستعمل ضميره والقوانين أمام الضغوط التي يمارسها عليه من يرقيه ويعاقبه ويُنقِّله من منطقة إلى أخرى.
نحن حقيقة أمام حلم أو معجزة أن يتصرف القضاء وفق ما أمامه من أدلة وألا يستمع إلى التعليمات أو يستنبطها أو يستشعر اتجاه رياحها فيتبعها دون الرجوع إلى القوانين التي تؤطر عمله.
ونحن بدورنا نشعر باليأس من تحقيق العدالة في المغرب تحت الحجر على القضاء وعلى الحريات، ولا ننتظر مفاجأة تجعلنا نفهم أننا دولة تحقق الحماية الحقوقية والاجتماعية للمواطنين.
نحن ياولدي يأكلنا اليأس والأسى على ماضٍ صدقنا تضحياته التي ذهبت سدى بضحاياها وعدنا إلى عذابات العهد القديم.
لكن هيهات، ابناء ضحايا العهد القديم لن يرضوا بتكراره، ودون مغرب المواطنة والعدالة للجميع لا استقرار لأحد.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق