"جورج شفيق حاتم" صديق "ماو"
صديق "ماو"
قرأت عن "إدجار سنو" منذ سنوات وعرفت جزءا من قصة حياته. هو صحفي أمريكي تحمس للثورة الشيوعية في الصين ولزعامة ماو تسي تونج من بدايتها وكتب عنهما وعن الصين كتبا كثيرة.
لكن هذه أول مرة أعرف أن طبيبا عربيا، اسمه
"جورج شفيق حاتم"
كان موجودا في الصين، قبيل اندلاع الثورة، وتحمس هو الآخر لها، وانضم إليها، وكان صديقا ل"ماو" و"شواين لاي"، وحصل على لقب "طبيب الثورة"، وحصل على الجنسية الصينية، بل وكان "ماو تسي تونج" يناديه ب"ابن العم".
القصة رواها كتاب صدر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات كتبه أستاذ جامعي اسمه "إدجار بورتر" يؤرخ فيه لسيرة ومسيرة الطبيب العربي "جورج حاتم" في الصين.
في عام 1911 وُلد "جورج" (أو "شفيق") لأسرة لبنانية هاجرت من قرية حمانا في جبل الشوف بلبنان. هذه الأسرة التي كافحت طويلا حتى استكمل ابنها تعليمه ودخل كلية الطب.
في عام 1933 قرر الشاب "جورج" السفر إلى مقاطعة شينغهاي في الصين ليفتح عيادة له هناك. بالطبع كان ذلك غريبا جدا، لكنه فعلها، وهناك تعرّف على الصحفي الأمريكي "إدجار سنو".
وقتها كانت المسيرة التاريخية للشيوعيين الصينيين قد بدأت تحت زعامة الأسطورة "ماو تسي تونج"، وتحمس لها الطبيب العربي وقابل "ماو" في أحد المعسكرات وسريعا ما توافق معه فكريا وسياسيا.
انضم "جورج" للثورة ك"طبيب ثوري"، وسرعان ما حصل على لقب طبيبها الأول، واختار له اسما صينيا هو: "ماهايدي"، وتزوج من إحدى الشابات الثوريات في الجيش الشعبي.
بعد نجاح الثورة عام 1949 وسيطرة الشيوعيين على كامل أرض الصين مُنح الطبيب العربي الجنسية الصينية وأصبح الطبيب الخاص لقادة الثورة، وشارك في تأسيس وزارة الصحة الصينية.
عاش حياته كلها في الصين، وبعد وفاة صديقيه: ماو ولاي عام 1976، ثارت الشكوك حوله وتم اتهامه بالتجسس على الصين، لكن سرعان ما تمت تبرئته، بل وبعدها - في أوائل الثمانينيات - أقام له الحزب الحاكم تكريما مهولا في قاعة الشعب الكبرى حضره رئيس الدولة، وظل مُكرما في بكين حتى وفاته عام 1988.......

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق