رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 36 من الحكم الجائر و لليوم 392 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 36 من الحكم الجائر و لليوم 392 من الاعتقال التعسفي.
مساؤك سلام ياولدي.
قطعت لك عهداً أيها الغالي أن أجعلك حاضراً في حياتنا رغم التغييب والقيد.
عاهدتك أن أكتب لك كل يوم كلاماً عنا وعنك وعن دوافع اعتقالك والتحرش بك وعن صحتك وعن معاناتك في السجن وعن حملة التضامن الواسعة معك.
اردت من خلال هذا العهد أن أكسر التغييب وأن نتصل بك يومياً.
رسائلي إليك ستستمر مهما طال اعتقالك، وهي عبارة عن شهادة على العصر منا إليك.
مازال صوتك يهز كياننا ،والدتك وأنا، ذاك اليوم المشؤوم وأنت في سيارة الأمن ألتي تحملك إلى سجن عكاشة بعد أن قرر الوكيل العام اعتقالك يومين قبل عيد الأضحى وشاءت صدفة لوغاريتم السلطة أن تحكم عليك بست سنوات يومين قبل عيد الأضحى الماضي.
لا أدري هل هذه سادية أم صدفة.
ونحن ننتظر إدناً بالسماح لنا بتوديعك دون جدوى، ومن داخل سيارة الأمن صرخت بأعلى صوتك:
بابا ! لا تسكت.
ما زالت هذه الجملة تهز إحساسنا بالظلم الذي وقع عليك وتشعرنا بإحساسك بالقهر وأنت تُختطف أمام أعيننا، بعد حرب طويلة خاضها ضدك إعلام الرصيف والتحرش الأمني والقضائي الذي كان يهيئ الرأي العام ويؤلبه عليك.
لكن هيهات ! انقلب السحر على الساحر وصرت كالنجم الساطع في أجواء الوطن والعالم.
ومن لم يكن يعرفك ويعرف أعمالك صار يعرفها ويقدرها، ويكتشف الأسباب الحقيقية لاعتقالك.
وها أنا ياولدي أعتبر هذا الوعد واجباً مقدساً يجمعنا بك كل يوم ويجري ذكر إسمك في عروقنا فنشعر بحضورك بيننا.
أنت الحاضر في كل الأماكن التي عبرتها وفي بيتنا نشعر بعبقك وصوتك الجميل وعزفك الرائع.
استمعنا اليوم إلى إحدى حواراتك التي أجريتها قبل اعتقالك الأول نهاية 2019 حول الوضعية الاقتصادية والسياسية بالمغرب.
ولقد انبهرنا بقوة تحليلك ودقة ملاحظاتك حول الاختيارات الاقتصادية الفاشلة التي دفعت الدولة/السلطة إلى التضييق على حرية التعبير والصحافة الحرة لردع الحراكات الاجتماعية حماية لهذه الاختيارات الاقتصادية الطبقية.
كنت رائعاً ومقنعاً ومعتدلاً بعيداً عن كل غلو أو تطرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق