رسالة من رفيق يقاطع إلى رفيق يشارك . عزيز عقاوي
رسالة من رفيق يقاطع إلى رفيق يشارك .
أما بعد ،
إن من يقاطع الانتخابات يا صديقي العزيز لا يقاطعها حبا في المقاطعة ، يقاطعها لأنه يعرف أن الإشكال ليس في اختيار أبناء الشعب الصالحين الأوفياء ذوي النيات الحسنة .
إن الإشكال أعمق مما تتصور، إنه إشكال دستوري وقانوني سياسي طبقي.
فأنت وأنا والآخرين ربما لنا نيات حسنة فهل نياتنا الحسنة قادرة على إصلاح التعليم بالمغرب ؟
هل النيات الحسنة وهي أكيدة موجودة ومتواجدة داخل مستشفياتنا ومحاكمنا قادرة على إصلاح أوضاع الصحة ؟ وأوضاع القضاء؟
إنه الأمر كذلك داخل الجماعات الترابية...
إن الدولة العميقة المخزنية، قد وضعت وذبجت كل القوانين على مقاسها . فهي لا تريدنا أنت ولا أنا يا صديقي العزيز، أن نتقاسم معها القرار والسلطة والرأي . إنها تريدنا جنودا مجندين لتطبيق التعليمات وفق أهواء ومزاج الماسكين الحقيقيين بأمور الدولة ومستقبلها /مستقبلهم .
إنها تريدنا في الحكومة وليس في الحكم. وأنت صديقي العزيز، تفهم جيدا أن الفرق بين الحكومة والحكم هو كالفرق بين حكومة المغرب وحكومة السويد ...
أما المطلوب مني ومنك ومن جميع الحالمين بغد أفضل وبمغرب ديمقراطي – حتى لا تنعتني بالعدمية والغلو وممارسة فن النقد والانتقاد دون تقديم البدائل... فهو ، وبكل بساطة ممتنعة، النضال الشعبي المستمر من داخل الأحياء ،والمدن ،والقرى ، والمداشر والمعامل، والكليات، والمؤسسات من أجل محاسبة المتورطين في نهب الوطن وقمع المواطنين في افق دستور ديمقراطي يضع السيادة في يد الشعب ليقرر مصيره بيده ثم تغيير القوانين والسياسة التعليمية وتفعيل مبدأ المحاسبة واحترام القانون ...
أما غير ذلك، فكن على يقين رفيقي أنك لن تقدم شيئا ولن تعطي شيئا... لأنك و بكل بساطة فاقد للشيئ ، وفاقد الشيء لا يعطيه...
ورغم ذلك ، أتمنى أن تتمكن من نيل ثقة ناخبيك وأن تتحمل المسؤولية في جماعتك وان تخبرني بإنجازاتك على المستوى البنيوي والديمقراطي في السنوات القادمة .
إلى ذلك الحين، استودعك وأذكرك فقط، لأنك تعلم ذلك،أنني سأمارس حقي في الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات لأن ذلك يدخل في صميم البناء الديمقراطي وتقويض أسس النظام الاستبدادي الذي لا يستسيغ الرأي الآخر ...
مودتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق