جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حوارمع الرفيق عبد الله الحريف حول تجربة الاعتقال وحركة الى الامام

حوارمع الرفيق عبد الله الحريف حول تجربة الاعتقال وحركة الى الامام 

النهج الديمقراطي


 س * عن طريق من التحقت بمنظمةالى الامام؟

ج * مباشرة بعد الاعتقالات (1972) شكلنا أول لجنة لمناهضة القمع, شاركت في تأسيسها العديد من التنظيمات الجماهيرية (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب, الاتحاد الوطني للمهندسين...), وهنا تعرفت على الرفيق عبد الرحمن نودا... لكن قبل التحاقي بالمنظمة كنت قد أسهمت مع مجموعة من الرفاق في مبادرة " وكالة الأنباء الشعبية " وهي نشرة كنا قد بدأنا في إصدارها مما أدى إلى اعتقال أنيس بلافريج, الخطبي, جمال بلخضر ومناضلين آخرين وقد حاولوا اعتقالي بدوري إلا أني تمكنت من الإفلات, وبعد اختفائي مدة ثلاثة أشهر بالدار البيضاء طمأنني مدير مكتب التنمية الصناعية آنذاك فعدت إلى العمل... والتحقت بمنظمة إلى الأمام, إذ اتصل بي عبد الرحمن نودا وذهبت للقاء السرفاتي...
 س * لنعد للحظة اعتقالك, كيف تستعيد هذه اللحظة في أبعادها الإنسانية والسياسية؟
ج * ربما كنا مهيئين للحظة الاعتقال, إذ أن عددا من رفاقتنا كانوا قد اعتقلوا, فالحملة انطلقت في نونبر 1974 وكادوا يعتقلوني مع بدايتها, إلا أنني لما علمت أن البوليس يبحث عني لجأت لمنزل مكترى من طرف المنظمة, حيث أقمت فيه رفقة رفيقين آخرين, والواقع أنه رغم كوننا كنا مهيئين للاعتقال فقد فوجئنا به من جانب آخر, إذ أن نظرتنا لمسألة الصمود ربما كانت تكتسي طابعا ميتافزيقيا... فنحن وإن أننا  كنا مقيمين بذلك المنزل إلا كنا لا نعرف مكانه حيث كان يتولى رفيق آخر إدخالنا وإخراجنا مغمضي الجفون... كنا نخرج بهذه الطريقة للذهاب للمواعيد التي كانت تربطنا بمناضلين آخرين... ولم نكن نتصور أن يتم اعتقال ذلك الرفيق وعن طريقه تعرف الشرطة المنزل, وبالفعل فقد بقي بين أيديهم ومرت على موعدنا معه 48 ساعة دون أن نأخذ الاحتياطات اللازمة, وإذ كنا كما قلت ننطلق من نظرة مثالية لصمود المناضل... وفي تقديري ففكرة الصمود منظمة ليس فقط في مستوى مواجهة القمع المباشر, ولكن أيضا على المستوى السياسي أي الدفاع عن الأفكار الجذرية والارتباط بالطبقة العاملة ومواجهة الاستبداد... لكن جانب المثالية يتمثل في الاعتقاد أن كل المناضلين قادرون على تحمل التعذيب إلى ما لا نهاية... وخاصة حينما لا يكون هناك أمام  المناضل مجال للمراوغة, كأن يتم اعتقاله ومعه مفاتيح, ففي هذه الحالة سيعمدون إلى تعذيبه من أجل معرفة عنوان البيت الذي يحمل مفاتيحه... وهذا ما حصل لرفيقنا الذي قاوم على مدى يومين, وقد تعرض بفعل صموده لمحنة قاسية...
س * هل تعرف اليوم مكان هذا المنزل؟
ج * لا أعرف مكانه بالضبط إلى حد الساعة, وإن كنت قد علمت بعد الاعتقال أنه يوجد بحي افريقيا (بالدار البيضاء)... وشخصيا كنت في إطار السرية أطبق تلك الإجراءات الاحترازية بشكل حازم, ولم يكن لدي الفضول لمعرفة الأشياء وهذه أمور تساعد... إذ هم يعذبون للوصول إلى أهداف وحين يقتنعون أنك لا تعرف شيئا ما فالعملية تصبح بلا جدوى بالنسبة إليهم...وكلما كان المناضل فضوليا كلما كان عرضة لتعذيب ربما أكثر وللكشف عن معطيات...
س * هل يمكنك تذكر لحظة الاعتقال؟
ج * في حوالي التاسعة مساء وقد كانت في حوزتهم المفاتيح فتحوا الباب دون أن نشعر بهم وهجموا علينا بشكل مباغت... لا أذكر وجوههم... كانوا ربما حوالي عشرة... وبعد ذلك, أخذونا مباشرة إلى درب مولاي الشريف.
س * اعتقلتم دون أن تقاوموا ؟
ج * لم يكن ذلك ممكنا, إذا كان المنزل دون منافذ تمكن من الهرب... كان منزلا صغيرا مكونا من غرفتين...
س * من اعتقل معك؟
ج * اعتقل معي الرفيقان فؤاد الهلالي وإدريس بنزكري, وكان ذلك في يوم 30 يناير 1975...
س * غداة حركة 3 مارس 1973 يبدو أن التمايز بين 23 مارس وإلى الأمام قد بدأ يبرز بقوة, وفي تقييمكم اليوم ألا يظهر لكم أن 23 مارس بدعوتها إلى التراجع آنذاك والتوجه للطبقة العاملة كانت قد بدأت تميل وإن بشكل نسبي إلى الواقعية؟
ج * أختلف معك بهذا الصدد, فرغم أن إلى الأمام ربما طبقت بعض الأشياء بتهور, حيث كانت تتخذ مواقف هجومية في بعض الأحيان, ضد النظام, والحال أنها معزولة... إلا أن الإيجابي لديها هو أنها لم تتبن ما سمي ب"الخط الداخلي" أي الهروب من الالتحام بالجماهير والعمل معها... خطأ إلى الأمام تمثل آنذاك في نهج المواجهة والقيام بدعاية وتحريضين قويين عبر المناشير ضد النظام وهو أمر في تقديري غير صحيح في ذلك الوقت, لكن في مقابل ذلك فإن ما كانت تقول به 23 مارس من أن النظام قوي وانه قد استعاد المبادرة ومن أجل الحفاظ على الأطر لنكتفي بالعمل الداخلي هذا أيضا غير صحيح... وإذ اعتبر أن التوجه العام لمنظمة إلى الأمام في تلك المرحلة قد كان صحيحا إلا أننا قد مارسناه على مستوى الأساليب بنوع من التهور ومن الإرادوية... وستمكن صحة التوجه العام في ما بعد من التأسيس لصمود سياسي وإيديولوجي داخل السجون والمنافي وفي الساحة في المراحل اللاحقة, كما حال دون ما حصل لعدد من الأطر التي تراجعت بالتدرج حتى اندمجت في اللعبة المخزنية وحال عدد من أحزابنا واضح للجميع...
س * هل يمكن أن نستعيد تفكيك إلى الأمام, والذي امتد من 7 نونبر 1974 إلى مارس 1976, كيف توالت حلقات المواجهة بين أجهزة الأمن وقيادة وأطر إلى الأمام؟
ج * أعرف أكثر ما جرى من نونبر 1974 إلى تاريخ اعتقالي في 30 يناير 1975...وأعتقد أن النظام استعمل أساليب مختلفة, فهناك بعض الاعتقالات التي مكنت من معلومات كما هو الأمر في اعتقال الكرفاتي, ثم هناك اعتقالات واسعة طالت أعدادا من النشطاء كانت الأجهزة تحتمل أن يكون منهم من هو منظم في إلى الأمام أو في 23 مارس, من هؤلاء النشطاء مناضلون في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أو في النقابة الوطنية للتلاميذ, وبعد عملية الاعتقالات الواسعة يقومون بالتصفية, وكلما تمكنوا من الإمساك بخيط يتتبعونه إلى أقصى حد ممكن, وهكذا فقد اعتقلوا في البداية الكرفاتي وهو ما قادهم إلى اعتقال ميمون شيشاح الذي قادهم بدوره إلى اعتقال عبد اللطيف زروال وهكذا... ثم هناك جانب آخر, إذ في إطار التنظيمات السرية قد تحصل انسحابات, وعادة ما يعتبر المنسحبون أنهم لم يعودوا معنيين, وعادة ما يعتبر المنسحبون أنهم لم يعودوا معنيين, لكن إمساكك الأجهزة بخيط من هذا الوسط قد يقود إلى اعتقالات لمناضلين ما زالوا يشتغلون داخل التنظيمات, وهو ما حصل في اعتقال عبد الله زعزاع الذي قاد إليه اعتقال مناضل منسحب... وقد كنا في ذلك الوقت نحاول ما أمكن الاستمرار في النقاش مع المنسحبين مما كان يبقى صلات الاتصال بيننا وبينهم.. وعادة ما يكون المنسحب حلقة ضعيفة في حال اعتقاله بفعل أنه في الغالب يكون قد تراجع عن قناعاته...
أما في المرحلة الثانية فإصرار رفاقنا على الاستمرار في المواجهة والحال أنهم كانوا معزولين, وفي ذلك خطأ سياسي.. بحيث تصرفوا وكان الصراع يدور فقط بينهم وبين الأجهزة, في حين أن الأمر يتعلق بصراع سياسي ولاشك أنهم كانوا يدركون أنهم معزولون سياسيا... وهو ما كان يقتضي أن يوقفوا حملات توزيع المناشر وكل الحركية التي كانوا منخرطين فيها بقوة... إذن ارتكبنا أخطاء سياسية بفعل إصرارنا على المواجهة والحال أن الظروف كانت تبدو في غير صالحنا, وفي ذلك بعض الاندفاع والإرادوية والاعتقاد بالثورة الوشيكة الوقوع وأنه يكفي الصمود لتتغير الأوضاع... لم يكن المطلوب الانغلاق, كما لم يكن مطلوب الاستمرار في المواجهة... كان علينا الانصراف إلى العمل مع الجماهير بكل هدوء من أجل أن نشرح لها أفكارنا وبرامجنا... كان علينا القيام بالدعاية دون تحريض...
س * كنتم ترفعون شعار الصمود وتعاملتم بقسوة مع المناضلين الذين أدلوا بأسماء, عناوين, مواعيد.. تحت التعذيب...
ج * ربما كانت القسوة تجاه المناضلين الذين يتحملون مسؤوليات في القيادة إذ كان يفترض أن يكونوا أكثر اقتناعا وقدرة على الصمود...
س * عند الانتقال من درب مولاي الشريف إلى سجن غبيلة اصدرتم من داخل الزنازن وبطريقة لا تخلو من استعراضية بيانات الطرد والتجميد في حق بعض المناضلين الذين كانوا في حالات نفسية وجسدية صعبة, من اتخذ هذه القرارات؟
ج * من الصعب علي أن أجيب على  هذا السؤال, ذلك أني لم أكن في ذلك الوقت ضمن القيادة, وأعتقد في إطار منظمة سرية توجد في مواجهة النظام من الضروري اللجوء إلى بعض القسوة في المحاسبة, فهذا أمر مفروض عليها, لكن دون أن يعني أن في ذلك موقفا نهائيا من المناضلين الذين قد يكونون ارتكبوا بعض الأخطاء أو لم يواجهوا القمع بالشكل المطلوب... وحسبما أذكر فالقرارات كانت تتعلق بالتجميد وليس الطرد, أي تجميد العضوية مع الاستمرار في النقاش... لأن القسوة لا تكفي فالصمود في النهاية سياسي وإيديولوجي فإذا انعدمت القناعات لن يبقى شيء, وقد تجاوزنا هذه المسألة في السجن في ما بعد, حيث دارت نقاشات وتحديد للمسؤوليات في من أعطى من؟ وكيف حصلت الأشياء؟ واعتبرنا أن قدرات الأشخاص تتفاوت وأن البشر قد يكون في لحظات معينة عرضة للضعف.. وبالتالي فلابد من تقييم سياسي.. فلربما كان المناضلون وهم يواجهون التعذيب لا يشعرون أنهم منغرسون وسط الجماهير بما فيه الكفاية...
س * بعد محاكمتكم في بداية 1977 سيتم نقلكم إلى السجن المركزي بالقنيطرة وهنا سيتشكل مجتمع المعتقلين السياسيين الصغير, ماذا تذكر عن هذه التجربة وما سيعتمل في إطارها, إن على المستوى الإنساني أو السياسي؟
ج * لابد من الإشارة إلى مرحلة درب مولاي الشريف, إذ كانت المعاناة شديدة, فقد قضت الأغلبية بهذا المعتقل السري ما بين سنة وسنة وأربعة أشهر في ظروف قاسية حيث التعذيب والمضايقات.. وهناك كتابات كثيرة بهذا الصدد.. وبعد ذلك تم التعامل بشكل مختلف مع المجموعات... إذ تم إلحاق البعض بسجن غبيلة وتحديدا بالحي الأوربي.. ثم بعد مدة سيتم إلحاق المجموعة الثانية بسجن عين البرجة.. وقد تم وضعي شخصيا بزنزانة إنفرادية بحي العزلة بغبيلة والأمر نفسه كان بالنسبة للسرفاتي ونودا وزعزاع, حيث قضينا في هذا الوضع سنة أخرى كنا خلالها مراقبين ليل-نهار.. لكن رغم العزلة المفروضة علينا كان قد أصبح من حق عائلاتنا زيارتنا, وبذلك كنا نتمكن من إيجاد أساليب للتواصل مع المعتقلين الآخرين.. ثم بعد ذلك انطلقت بعض نضالاتنا من داخل السجن, وهكذا قمنا بإضراب لمدة 17 يوما في أواخر 1976 طالبنا فيه بالمحاكمة... وبالفعل تمت الاستجابة لمطلبنا فتم إطلاق سراح مجموعة تتكون من 105 من المعتقلين وتقديم 139 الباقين إلى المحاكمة.. وبعد المحاكمة التي كتب عن أطوارها الكثير صدرت ضدنا الأحكام وتم نقلنا إلى القنيطرة باستثناء السرفاتي... وفي السجن المركزي تم تقسيم المعتقلين من جديد على أحياء "أوب" , مع تخصيص حي العزلة لمن يعتبرون "رؤوسهم قاسحة"...                  
س * هل يمكن ذكر بعض الأسماء التي تم إيداعها بحي العزلة؟
ج * كنا 26 مناضلا أغلبهم من القياديين من إلى الأمام و 23 مارس, أذكر منهم المشتري بلعباس وحمادي الصافي.. من إلى الأمام وعلال الأزهر, عبد السلام المودن, عبد العالي بنشقرون, صلاح الوديع... من 23 مارس...
س * وكنت ضمن هذه المجموعة؟
ج * نعم, هذا مع الإشارة إلى أنه إلى جانب السرفاتي لم يكن نودا بدوره معنا في تلك المرحلة في المركزي إذ كان يعالج في المستشفى... وبعد أن قضينا حوالي شهر بحي العزلة تم توزيعنا على أوب... إلا أنه قد تم اختطاف محمد السريفي في ماي 77 من داخل السجن تم أخذه إلى الكوميسارية بعد أن وجدوا لديه بعض الوثائق, فأعلنا عن إضراب جديد دام 12 يوما في ظروف قاسية جدا إذ لم نكن نتناول فيه لا ماء ولا سكر... فعمدوا من جيد إلى إرجاعنا إلى حي العزلة... وبعد إطلاق السرفي من الكاشو أوقفنا الإضراب فأرجعونا من جديد إلى أوب, وهكذا بدأنا في التحضير لإضراب أواخر 1977 الذي دام 45 يوما واستشهدت خلاله سعيدة المنبهي...
س * وبعد هذا الإضراب تحسنت الأوضاع ولربما انطلقت حياة مجتمع المعتقلين الذي كانت تصل أصداؤه إلى الخارج؟
ج * كانت تجربة غنية جدا, في البداية كنا في مجتمع شبه شيوعي فقد كانت المؤونة مشتركة وربما كانت هناك بعض المبالغة... وقد استمرت التجربة لكن مع بعض المراجعة, إذ أن أذواق الأكل قد تختلف...
وهكذا استمر التضامن وإلى النهاية كما بقيت بعض المجموعات تعيش حياة مشتركة وخاصة ما يتعلق بالأكل... وقد أعطى عدد من المناضلين وقتهم لهذا الجانب إذ كانوا يشرفون على التوزيع وعلى التتبع... وأذكر الرفيق الصديق الأحرش الذي كان يساهم في هذا العمل... وإن كان الجميع قد شارك في تدبير الحياة المشتركة داخل السجن... إلا أنه كانت تفاوتات حيث هناك رفاق كانت لهم تجربة في المخيمات أو الداخليات...
س * في 1979 كانت الاصطفافات واضحة, كان هناك دعاة الشرعية ودعاة حل التنظيمات والالتحاق بالمنظمات الجماهيرية  ودعاة إعادة البناء السياسي والتنظيمي, وكنت ضمن هذا الاتجاه, كيف تستعيد أجواء النقاش الفكري والسياسي الذي دار في المركزي؟
ج * لم يتم جمعنا بشكل كامل إلا سنة 1979 حيث التحق بنا السرفاتي, وسأمر على عدد من المحطات بسرعة, فبعد إضراب أواخر 1977 تم نقلنا إلى المستشفى... والدولة كانت تقول أنها دولة قانون وهو ما يعني أنها لن تستطيع الاعتراف بنا كمعتقلين سياسيين, إذ من شأن ذلك أن يمس مشروعيتها... وبذلك يمكنها أن تتعامل معك كمعتقل سياسي لكن لا يمكنها أن تعترف بك رسميا وإلا سيكون معنى ذلك اعترافها أنها تعتقل الناس من أجل أفكارهم وعملهم السياسي وليس لأنهم حملوا السلاح وقاموا بعمل إجرامي... وقد ارتكبنا خطأ سياسيا بعدم فهمنا لهذه المسألة...
فحين تفاوضوا معنا, فهمنا الأمر على أنه اعتراف بنا كمعتقلين سياسيين... لكن بعد ذلك وفي استجواب صحافي قال المعطي بوعبيد وقد كان وزيرا للعدل أنه لا وجود لمعتقلين سياسيين في المغرب, فاعتبرنا أن في ذلك تراجعا عما التزموا به...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *