جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

خلاصة خطاب الرفيق جورجي ديمتروف الرفيق الحبيب التيتي

 

خلاصة خطاب الرفيق جورجي ديمتروف الرفيق الحبيب التيتي



ونحن في حضرة الذكرى 100 للثورة البلشفية المجيدة التي عبرها دخلت البشرية الى عهد جديد عهد سلطة العمال، اقترح على المناضلات والمناضلين الاشتغال على نصوص وقضايا ذات دلالة قوية ولا زالت لها راهنية. نصوص تساعد على الانبعاث المتجدد لأهداف الثورة البلشفية الخالدة والتي لازالت هناك الكثير من التضحيات بالغالي والنفيس تقدم عبر العالم.اما نحن بالمغرب فأحسن ما نقدمه هو الانخراط القوي والشجاع والمبدئي لبناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين والذي بدونه سيستمر هذر كفاحات شعبنا.
النص السابع

جورجي ديميتروف 1882-1949
مناضل شيوعي من طراز نادر ساهم في تأسيس الحزب الشيوعي البلغاري.تولى مسؤوؤلية الامانة العامة للأممية الشيوعية الثالثة والقى تقريرا بمناسبة المؤتمر السابع 1935 يعتبر من المرجعيات في الفكر الماركسي لمسالة الجبهة المتحدة نظرا لعمق القضايا التي اثارها وبالجرأة البلشفية التي حكمت خطابه.تعميما للفائدة اقدم للرفيقات والرفاق خلاصة خطابه وانأ بذلك احث الجميع على دراسة هذا الخطاب…
ايها الرفاق
انني انهي تقريري وكما ترون فإننا نطرح الان.على نحو جديد جملة من القضايا. ولا سيما قضية الجبهة الموحدة والموقف حيال الاشتراكية الديمقراطية والنقابات الاصلاحية وغيرها من المنظمات الجماهيرية. انطلاقا من دراسة الوضع الذي اعقب المؤتمر السادس. ومن عبر نضالنا. واستنادا الى درجة التعزيز التي حققتها احزابنا. وقد يوجد من دوي الحكمة من يرى في ذلك كله ارتدادا عن مواقعنا المبدئية وانحرافا ما الى اليمين. عن خط البلشفية لكن ثم ماذا. ان الناس في بلادنا بلغاريا يقولون ان الدجاجة الجوعانة تحلم بالشعير…
فليفكر الدجاج السياسي كما يشاء.
فلا يهمنا ذلك إلا قليلا. والذي يهمنا كثيرا هو ان تفهم احزابنا والجماهير الواسعة في العالم ما نسعى اليه فهما صحيحا.
فلن نكون ماركسيين لينينيين ثورين. وتلامذة جديرين لماركس وانجلس ولينين. ما لم نعد النظر كما ينبغي في سياستنا و تكتيكنا وفقا لما يمليه الوضع المتغير والتحولات الطارئة على الحركة العمالية العالمية.
ولن نكون ثورين حقا ما لم نتعلم من تجربتنا الخاصة ومن تجربة الجماهير.
و قد آن لأحزابنا في البلدان الرأسمالية ان تناضل و تعمل باعتبارها احزابا سياسية للطبقة العاملة حقا. وان تلعب دور العامل السياسي فعلا في حياة بلدانها. وان تنتهج دائما وأبدا سياسة بلشفية جماهيرية فعالة. لا ان تقتصر على مجرد الدعاية والانتقاد. و مجرد الدعوات الفارغة الى النضال من اجل ديكتاتورية البروليتاريا.
اننا اعداء كل نمطية جامدة. و نحن نريد مراعاة الوضع الملموس في كل لحظة وفي كل مكان معين. لا ان يجري وفق قالب مقرر لكل زمان ومكان. و ألا ننسى ان موقف الشيوعيين لا يمكن ان يظل واحدا في مختلف الظروف.
اننا نريد ان يحسب حساب دقيق لسائر مراحل تطور الصراع. ونمو الوعي الطبقي لذى الجماهير بالذات. وان نشخص ببراعة في كل مرحلة. و نحل المهام الملموسة للحركة الثوية التي تتناسب مع تلك المرحلة.
اننا نسعى لإيجاد لغة مشتركة مع الجماهير الواسعة. لكي تناضل ضد العدو المشترك. و ان نجد السبل الى التغلب نهائيا على انعزال الطليعة الثورية عن جماهير البروليتاريا وجميع الكادحين. و كذلك الى انهاء العزلة الوبيلة بين الطبقة العاملة نفسها وحلفائها الطبيعيين في النضال ضد البرجوازية والفاشية.
اننا نريد اجتذاب اوسع الجماهير الى النضال الطبقي الثوري وتقريبها من الثورة البروليتارية. انطلاقا من حاجاتها ومصالحها الملحة وعلى اساس تجربتها الخاصة.
اننا نريد ان نقرن- على مثال بلاشفتنا الروس الامجاد. وبالاقتداء بالحزب القائد للأممية الشيوعية- الحزب الشيوعي في الاتحاد ألسوفييتي – البطولة الثورية التي يتحلى بها الشيوعيون الالمان والأسبان والنمساويون وغيرهم بالواقعية الثورية الحقة. وان نضع حدا لأخر بقايا التخبطات الفكرية حول القضايا السياسية الجديدة.
اننا نريد ان نسلح احزابنا بالعدة الكاملة لتحل ما يواجهها من المهام السياسية البالغة التعقيد. ولا بد من النهوض لهذا الغرض. بمستواها النظري و تربيتها بروح الماركسية اللينينية الحية. لا بروح النصية القاتلة.
اننا نريد ان نستأصل من بين صفوفنا الانعزالية المغرورة التي تشكل في المقام الاول حجر عثرة في طريقنا الى الجماهير. وتعرقل انتهاج سياسة جماهيرية بلشفية حقا. اننا نريد ان نشدد بكل السبل نضالنا ضد جميع المظاهر الملموسة للانتهازية اليمينية آخذين بعين الاعتبار ان الخطر من هذه الجهة سيتزايد بالذات اثناء العمل على انتهاج سياستنا ونضالنا الجماهيري.
اننا نريد من شيوعيي كل بلد ان يستخلصوا و يستفيدوا في الوقت المناسب من جميع العبر التي توفرها تجربتهم الخاصة باعتبارهم طليعة ثورية للبروليتاريا. ونريد لهم ان يتعلموا بأسرع ما يمكن كيف يخوضون الصراع الطبقي. لا ان يقعدوا على الشاطئ ليراقبوا ويسجلوا تلاطم الامواج. بانتظار الطقس الجميل.هذا ما نريده نحن.
وإننا نريد ذلك. لان الطبقة العاملة على راس جميع الكادحين. ستكون بفضل ذلك و برص صفوفها في جيش الثورة اللجب. وبقيادة الاممية الشيوعية قادرة بلا ريب على اداء رسالتها التاريخية-على ان تكنس الفاشية ومعها الرأسمالية من على وجه الارض.

……………….

ولد جورجي ديمتروف في 18/06/1882 من عائلة كادحة فقيرة عرف أبناؤها بوطنيتهم ونضالهم الثوري وقد قضى إخوته نحبهم في السجون وإعداما بالرصاص .

ترك ديمتروف المدرسة بسبب الفقر وهو في سن الثانية عشرة ليصبح عامل طباعة ، وانخرط منذ صغر سنه في نضال الطبقة العاملة البلغارية ، وقد أتاحت له حرفة الطباعة أن يشبع نهمه من المعرفة من خلال مطالعة الكتب الواردة للمطبعة .

إنضم ديمتروف الطفل ( 16 عاما) إلى مجموعة عمالية ثورية وساهم في تنظيم الحركة النقابية لعمال الطباعة ، الذين بدأ بكتابة مقالات عنهم وعن قضاياهم ونضالهم ، وقرن كتاباته بممارسة ميدانية نضالية ثورية طليعية بينهم حتى باتوا يقتادون به ، وانتخب سكرتيرا لنقابتهم في مدينة صوفيا في سن الثامنة عشرة .

وعرف ديمتروف مناضلا نقابيا ثوريا ، وقائدا ومنظما ، ولذلك تبوأ عام 1904 موقع سكرتيرا الاتحاد النقابي البلغاري .

ولم ينتهج ديمتروف نهجا إصلاحيا أثناء نضاله النقابي ولم يفصل هذا النضال عن بعده السياسي الذي أولاه الأولوية واعتبر النضال النقابي في خدمته وأرضية له يجب استغلالها لتوحيد صفوف العمال ضد مستغليهم وميدانا لخوض وتعلم الصراع الطبقي ، ولاستقطاب الطليعة العمالية وكسب ثقتها وتأطيرها والارتقاء بوعيها فكريا وسياسيا .

وفي عام 1902 انخرط ديمتروف في ” الحزب الاشتراكي الديمقراطي البلغاري” ولكنه سرعان ما انفصل عنه بعد سنة رفقة ما يقارب الخمسين من رفاقه الماركسيين ليؤسسوا منظمة اشتراكية بروليتارية . وكان انفصالهم عن ذلك الحزب بسبب قيادته الانتهازية ومواقفها التي لا تخدم مصلحة الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء .

… وفي عام 1919 ساهم ديمتروف مع رفاقه في إنشاء الأممية الثالثة وأصبحت منظمتهم الحزبية البلغارية تعرف باسم ” حزب العمال البلغاري” ( الحزب الشيوعي فيما بعد ) .

تحالف الحزب الشيوعي البلغاري وحزب ” الاتحاد الزراعي الشعبي المدافع عن الفلاحين في جبهة واحدة .وفي عام 1923 قاد الفاشيون انقلابا عسكريا أطاح بحكومة ” الاتحاد الزراعي الشعبي” من الفلاحين وقتلوا من أعضاء ذلك الحزب ما يناهز ثلاثين ألفا كما قتلوا رئيس الحكومة والحزب ومثلوا به بوحشية [1] ووضعت بلغاريا تحت سيطرة الحكم الفاشي.

نظم الحزب الشيوعي البلغاري انتفاضة مسلحة ضد الفاشية قادها وأدارها ديمتروف ولكنها فشلت وقدم الشيوعيون ما يقارب ثلاثين ألف شهيد خلالها وغادر ديمتروف بلاده لعدة أعوام تنفيذ القرار الحزب لينخرط في الخارج في الحركة العمالية العالمية نقابيا وسياسيا متخذا مكانه القيادي فيها .

صدر ضد ديمتروف حكم بالاعدام بوصفه عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي البلغاري وقد منع نشاط الحزب واعتبر الانتماء إليه جريمة .

وفي شهر مارس من عام 1933 اعتقل دمتروف في منفاه ببرلين صحبة رفاق شيوعيين بلغاريين ووجهت له تهمة احراق الرايخستاغ (البرلمان الألماني) وكانت الفاشية الألمانية هي التي دبرت ذلك الحريق واتخذت منه ذريعة لتصفية الحركة الشيوعية في بلغاريا وبلاد البلقان خدمة للفاشيين الحاكمين في بلغاريا ، وأمام حملة الاحتجاجات العالمية الواسعة أطلق سراح ديمتروف ومن معه بعد عام من الاعتقال وحكمت محكمة لايبزيغ ببرائته ، بعد أن حولها إلى منبر لمحاكمة الفاشية وفضحها وللدفاع عن الشيوعية والطبقة العاملة وكرامة الانسان .ومن خطابه الدفاعي أمام المحكمة ننقل الفقرة التالية :

” أنا أعترف باني اتكلم ببعض الخشونة ولكن نضالي وحياتي مفعمين بالخشونة وكلامي كلام صريح وصادق وقد تعودت أن أسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية فأنا لست محاميا ملزما هنا بان يدافع عن موكله ، أنا أدافع عن نفسي كشيوعي متهم ، أنا أدافع عن كرامتي الشيوعية الثورية أنا أدافع عن مبادئي ومعتقداتي الشيوعية ،

… أما بخصوص الحزب الذي أنتمي إليه فهو اليوم خارج على القانون وقد رفضت مرارا أن أعطي أية معلومات عنه وأن تصريحاتي كانت دائما وأبدا جدية ومفعمة بالعمق العقائدي[2]

لقد استغل ديمتروف محاكمته بشكل جيد للقيام بالدعاية لصالح الطبقة العاملة والحركة الشيوعية العالمية والتحريض ضد الفاشية والرجعية وبلغت لهجة التحدي عنده إلى حد تبشير المحكمة بأن العثور على المتهمين الحقيقيين في القضية ستقوم به المحكمة الشعبية لدكتاتورية البرولنياريا القادمة وأن الشيوعيين يمكنهم أن يقولوا بنفس إصرار قاليلوا : ” ان الأرض تتحرك مع ذلك ، أن عجلة التاريخ تتحرك وتتحرك إلى الأمام نحو أوروبا سوفياتية نحو جمهورية اشتراكية عالمية ، وهذه العجلة التي تدفعها البرولثياريا بقيادة الأممية لن يتمكن أحد من أيقافها لا بتدابير الإبادة الجماعية ولا بأحكام الاعدام والسجون ، إنها تدور وستضل تدور حتى الانتصار النهائي للشيوعية “.

كان ديمتروف ثائرا منذ صباه على كافة أشكال الظلم والاضطهاد ومناصرا منحازا للشعوب المضطهدة معاديا بشراسة للأمبريالية العالمية ثابت في مبادئه مرنا في تكتيكاته اتبع خطى لينين وستالين من موقع طبقي عمالي .

انتخب ديمتروف سكرتيرا للأممية الثالثة وكان من أبرز قيادتها واشتهر بكتاباته وتقاريره المقدمة في مؤتمرات الأممية الشيوعية ومن أهمها تقريره المقدم في المؤتمر السابع عام 1935 حول الوحدة السياسية للطبقة العاملة والجبهة الوطنية الموحدة المناهضة للفاشية ، ومن مقولاته المعبرة ” إننا نريد من شيوعيي كل البلدان أن يستخلصوا ويستفيدوا في الوقت المناسب من جميع العبر التي توفرها تجربتهم الخاصة باعتبارهم طليعة ثورية للبرولتياريا ، ونريد لهم أن يتعلموا بأسرع ما يمكن كيف يخوضون غمار الصراع الطبقي لا ان يقعدوا على الشاطئ يراقبوا ، ويسجلوا تلاطم الأمواج بانتظار الطقس الجميل”[3].

وعندما غزت الجيوش النازية بلغاريا بموافقة الملك في 12 جوان 1941 دعا الحزب الشيوعي البلغاري الشعب للمقاومة الوطنية المسلحة ضد الملكية الحاكمة والفاشية المحتلة التي تدعمهاوعرفت حرب المقاومة بحرب الأنصار ( حرب العصابات السرية المرتبطة سياسيا بالحزب الشيوعي) وتشكلت عام 1942 الجبهة الوطنية الشعبية التي ضمت القوى الوطنية المناهضة للفاشية ووضع ديمتروف برنامجها الكفاحي ، وقادت الشعب البلغاري والطبقة العاملة البلغارية إلى النصر .

وفي اواخر عام 1945 دخل ديمتروف صوفيا بعد أن انتهت مهامه كسكريتير عام للجنة التنفيذية للأممية وأصبح بعد حلها أول رئيس وزراء لأول حكومة للثورة الوطنية الديمقراطية الاشتراكية في بلغاريا وبتاريخ 2 جويلية 1949 مات جورجي ديمتروف في موسكو بعد مرض ولكن شخصيته النضالية الثورية الأممية القيادية بقيت حية في أذهان الملايين من الشيوعيين بوصفه شيوعيا مخلصا لفكر ماركس، أنجلز، لينين وستالين وفيا لطريقهم الثوري المبدئي آمن بحتمية انتصار الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة على أعدائهما الطبقيين وترك للأجيال تعاليم ودروس قيمة حول الاستراتيجية والتكتيك اللينيني ، ودور الحزب الثوري وطبيعته وشروط نجاحه ، والعمل الجبهوي وشروطه والفاشية وسماتها ،وأسباب ظهورها التاريخية وغير ذلك من المواضيع التي زخرت بها كتبه وتقاريره.

المجد والخلود للرفيق ديمتروف في ذكرى وفاته

[1] أنظر بخصوص ما سبق ذكره من أحداث هامة في حياة ديمتروف كتاب : جورجي ديمتروف سيرته وحياته ، اصدار دار النشر صوفيا باللغتين العربية والفرنسية

[2] المصدر السابق ، الخطاب الخشامي أمام محكمة لا ينريغ

[3] ) انظر أيضا مقدمة كتاب ديمتروف : ضد الفاشية والحرب ص 5 و6 و11




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *