عاد دوار بيه، الموجود بعين السبع بالدارالبيضاء إلى الواجهة ليكشف عن الخروقات في ملفات السكن العشوائي ومعاناة قاطنيه، خصوصا ضحايا الهدم. وتواجه حاليا أسر من "كاريان بيه" محن العيش في خيام بلاستيكية منذ شتنبر الماضي، بعدما جرى هدم أكواخها بتهمة التورط في عمليات تفريخ دور الصفيح.
وقال بلال مبشور، مواطن يقيم بخيمة بلاستيكية مع أسرته بعد هدم كوخه بدوار بيه في شتنبر الماضي لـ "المغربية"إنه متابع حاليا بتهمة بيع بقع بالدوار، ومازالت المحكمة تنظر في ملفه إلى جانب متورطين آخرين، مشيرا إلى أن عمليات البيع "معروفة بين السكان ولا تمر في الخفاء، وتوجد جهات معينة تستفيد منها، ولولا هذه العمليات لما ارتفع عدد الأكواخ".
وفي انتظار النظر في ملفه، يقول مبشور، يواجه أبناؤه مشاكل التمدرس، لأنهم يجدون صعوبة في مراجعة وتحضير الدروس، بسبب غياب الظروف الملائمة للراحة والاطمئنان، إضافة إلى صعوبة توفير الأمن لأسرته.
وذكر أن الفقر يحول دون توفيره سكنا لائقا لأسرته، لأنه من المستحيل الخلود إلى الراحة في خيمة بلاستيكية لا تحمي من البرد والشتاء كما لا تقي من حرارة الشمس، مؤكدا أنه على الجهات المشرفة على المبادرات التنموية، أن تساهم في وضع حد لمعاناة سكان دور الصفيح، محملا مشاكل باقي الأسر، التي هدمت أكواخهاـ إلى الجهات التي تستفيد من تشجيع السكن العشوائي.
وجرى هدم كوخ مبشور، حسب أقواله، ضمن عملية الهدم التي شملت 27 كوخا في شتنبر الماضي، بتهمة المساهمة في تفريخ دور الصفيح، إذ قال إن عددا من سكان الدوار يبيعون بقعا أو أكواخا، و لولا هذه العمليات التي تجري، حسب قوله، تحت أعين السلطات المحلية، لما ارتفع عدد سكانه.
وتعيش حاليا 3 أسر في خيام بلاستيكية، من أصل 27 أسرة، حيث أن عددا من الذين جرى هدم أكواخهم، حاولوا إيجاد حلول للإيواء، وتفادوا بذلك قسوة الطبيعة، حسب مبشور، الذي يوجد أحد أبنائه رهن الاعتقال في ملف السكن العشوائي.
من جانبها أكدت حبيبة السدراوي، زوجة مبشور، لـ "المغربية" أنها تعاني مشاكل في رعاية شؤون أبنائها، الذين تراجعوا في حياتهم الدراسية، خاصة الابنة البالغة 17 سنة من عمرها، مشيرة إلى مشاكل السهر على توفير الأمن إلى جانب زوجها، إذ يحرسان الخيمة بالليل تفاديا للاعتداء عليهم من طرف الغرباء.
بدورها قالت الزهرة طواف (30 سنة) لـ "المغربية" إنها تعاني من السكن مع ابنتها صفية في "خيمة بلاستكية قرب مجرى للماء، وإلى جانب تراكمات الأزبال" منذ هدم الكوخ، الذي اشترته بـ 4 ملايين سنيتم، وهي تعمل حاليا في الأشغال المنزلية "الميناج" لكي تكسب قوتها اليومي، فيما اضطرت لتوقيف ابنتها صفية التي كانت تدرس بالقسم السادس من التعليم الأساسي لكي تحرس الخيمة وتقف أمام كل من يحاول سرقة أمتعتها المنزلية.
واستغربت الزهرة استثناء بعض السكان الذين اشتروا أكواخا في الفترة نفسها التي جاءت فيها إلى الدوار، إذ لم يجر في حقهم تنفيذ الهدم، الذي مسها وأحدث شرخا بأسرتها الصغيرة. وقالت إنها تتكفل برعاية ابنتيها، بعد تخلي زوجها عن البيت، واضطرت حاليا إلى نقل ابنتها ليلى، التي تتابع دارستها بالقسم الخامس من التعليم الأساسي إلى منزل أختها، في ما ترعى صفية "شؤون الخيمة". وأعربت الزهرة عن حيرتها، خصوصا وأنها مطالبة بمغادرة المكان بعد الانتخابات، حيث أكدت أن بعض الجهات أخبرتها بأنه سيجري هدم خيمتها إلى جانب باقي الخيام بعد عمليات الاقتراع المقبل.
وذكرت الزهرة أن أغلبية الذين كانوا يقيمون بخيام رحلوا إلى أماكن أكثر أمنا، ولم يبق سوى ثلاث خيام تعيش بها أسر مكدسة تجمع بين الأبناء والآباء والأحفاد.
وعاد ملف هذا الدوار الموجود بعمالة عين السبع الحي المحمدي إلى الواجهة بعدما جرى الاستماع إلى مجموعة من المواطنين وبعض رجال السلطة وأعوانهم، واعتقال أحد المواطنين على ذمة التحقيق في ملف تفريخ دور الصفيح. وبالمناسبة دعت جمعيات محلية إلى إنقاذ سكان هذه الخيام من التشرد، والمساهمة في التخفيف من معاناتهم، خاصة وأن من بينهم نساء أرامل ومطلقات وأطفال انقطعوا عن الدراسة.
وأشارت المصادر إلى أن مجموعة من العائلات تعيش في ظروف غير لائقة بخيام بلاستيكية منذ شتنبر الماضي، حين جرى هدم أكواخها وإتلاف أمتعتهم، داعية إلى ضرورة توفير السكن لهذه الأسر، لأنه حق من حقوقهم المشروعة ، التي يضمنها الدستور المغربي وينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولأن الحق في السكن الملائم هو احد المقومات الرئيسية للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية , لما له من ارتباطات وثيقة بالحق في العمل والصحة والتعليم والبيئة وبمنظومة الحقوق الأخرى وذلك من منطلق الارتباط الوثيق لجميع الحقوق إنسانية في العالم.
وسبق أن أشارت "المغربية" إلى أن عامل عين السبع الحي المحمدي، بالدارالبيضاء، فجر قضية تفشي البناء العشوائي في الدوار المذكور، من خلال مراسلته لوكيل الملك بابتدائية البيضاء، يطلب "فتح تحقيق في تفشي الظاهرة بدوار بيه، وفي حق أشخاص تبين أنهم يترامون على ملك الجماعة وملك الغير ويشيدون فوقه أكواخا، يبيعونها للغير"، وبمجرد توصل وكيل الملك بمراسلة العامل، أعطى تعليماته للشرطة القضائية بأمن عين السبع الحي المحمدي، من أجل فتح تحقيق وتقديم أي شخص ثبت تورطه في الملف، إلى العدالة، وبعد التحقيق مع المتهمين، تبين أن لهم علاقة بالملف، وأحيلوا على العدالة.
اواخريناير 2013
جدير بالاشارة ان حزب النهج الديمقراطي العمالي بالدار البيضاء الشمالية تابع ملف هذا الدوار والعديد من الدواوير ومن ذلك بيانه بتاريخ 9 شتنبر 2022:
تداول المكتب المحلي بالدار البيضاء الشمالية في الوضعية الاجتماعية المزرية والتي تزداد تدهورا على جميع الأصعدة بالنسبة للطبقة العاملة وعموم الكادحين/ات من فلاحين صغار وباعة متجولين وموظفين صغار من حيث الارتفاع الصاروخي للمواد الأساسية مقرونة مع دخول مدرسي عرفت فيه الأدوات المدرسية زيادة مهولة أثقلت كاهل الأسر وفي ظل خصاص كبير في الحجرات الدراسية والأطقم التربوية.
كما تم التطرق إلى الوضعية الصعبة للطبقة العاملة من حيث الإغلاق الغير خاضع لمدونة الشغل على علاتها كما هو حال مجموعة من المعامل بمختلف الأحياء الصناعية بالمنطقة من بينها عمال جيكوطيكس وسوماتيم بالبرنوصي وخياطة عادل بالحي الحسني وسيكاليم بعين السبع مما يزداد معه عدد الأيدي العاطلة والممارسة لمهن مختلفة منها عرض بضائع بسيطة للبيع في الشوارع والأزقة حيث الملاحقات المخزنية المستمرة والتي تؤدي إلى مصادرة البضاعة كما أن جل الشركات لا تلتزم بما جاءت به مدونة الشغل على علاتها في ظل ضعف موارد مفتشية الشغل وقلة موظفيها .
وبالنسبة للكادحين/ات في الأحياء الشعبية خاصة في مجال الانتقال إلى سكن لائق عوض المعاناة وسط سكن قصديري غير لائق كما هو الحال بالنسبة لدواوير الرحامنة وسيدي مومن القديم بالبرنوصي ودوار بويه بعين السبع حيث أصبح مشروع القضاء على السكن الغير اللائق في خبر كان ومضت سنوات طويلة على ذلك والوضع على ما هو عليه بل زاد استفحالا.
وبعين حلوف والحلايبية بمديونة حيث المعاناة مع المزبلة منذ سنوات طويلة ينتظر السكان فتح السلطات حوارا حول مطالبهم مع لجنتيهما الخاصتين بذلك.
ولم يسلم من تم ترحيله من مواجهة العديد من الصعوبات حيث مازال سكان إقامة إنعام يعانون من عدم التسليم التام لمنازلهم مما يجعلهم عرضة للاعتقال والملاحقة كما مازال بعض من اقتنى شققا في بعض الاقامات يعاني الأمرين مع أصحاب المشروع كما هو الحال مع بساتين بوسكورة. هذا مع انعدام اغلب تلك المشاريع للتجهيزات الضرورية من طرق ونقل ومدارس ودور شباب وملاعب قرب وغيرها.
ولكل تلك الأسباب وغيرها فان المكتب المحلي للنهج الديمقراطي العمالي بالدار البيضاء الشمالية يؤكد على ما يلي :
– دعوته الطبقة العاملة إلى مزيد من الوحدة والصمود في مواجهة شراسة هجمة الرأسمال والباطرونا بمساندة مكشوفة من الدولة والدفاع عن المكتسبات التي ادى في سبيلها العمال الغالي والنفيس.
– دعوته النقابات الى تحمل مسؤوليتها فيما آل إليه العمل النقابي الذي أصبح بحكم الواقع ممنوعا على الطبقة العاملة ومصير من يفكر بتكوين مكتب نقابي هو السجن أو الطرد، كما تفشى العمل بالعقدة المؤقتة بدل الترسيم في اغلب الشركات مما يجعل معه الانتماء إلى النقابات مستحيلا.
– ضرورة تخصيص مفتشية شغل بإقليم مديونة نظرا لتحمل العمال مشقة التنقل إلى مفتشيات خارج الإقليم، ونظرا للعمل في وضعية لا تلتزم بأي قانون ومن ذلك تشغيل الأطفال القاصرين والنساء ليلا.
– تضامنه مع سكان إقامة إنعام بالمجاطية بإقليم مديونة والمستفيدين في إطار برنامج تكميلي للأسر المركبة من سكان سيدي عثمان والذين استفادت أسرهم بالتشارك.
هؤلاء المواطنين دخلوا منازلهم وهي في طور الانجاز بعد أن طال انتظارهم وبموافقة السلطات حيث لم ينهي المنعش العقاري الانجاز الكامل للمشروع. يخوض هؤلاء المواطنون نضالا من اجل تمكينهم من كافة وثائقهم وإكمال إصلاح منازلهم؛ ويطالبون بفتح حوار مع ممثليهم بدل الاعتقالات والقمع كما وقع مؤخرا.
– تضامنه مع أصحاب الشقق السكنية بمشروع ”بساتين بوسكورة“ وغيرها من المشاريع السكنية الذين يواصلون احتجاجاتهم ضد التأخير الحاصل في تسليم شققهم أو الرفض التام للتسليم من صاحب المشروع.
– تاكيده على ضرورة إيجاد حلول للسكان المشردين بعد تهديم منازلهم بدوار السبيت وكابرييل ومزيريرة ببوسكورة ودوار أولاد سيدي عبو بتيط مليل.
– مطالبته بإطلاق سراح الشابتين ابتسام وآية من ساكنة سيدي مومن واللتين لفقت لهما تهمة اهانة مقرر قضائي في الوقت الذي كانتا فيه تسكنان براكة تنعدم فيها شروط السكن الآدمي -مطالبته بتمكين الباعة المتجولين في جميع المناطق من أسواق نموذجية وأسواق قرب مع سومة شهرية تراعي وضعيتهم وتقتصر على مبلغ بسيط من اجل إدارة ما يقتضيه المشروع.
– ضرورة إحداث دار شباب بمقاطعة عين السبع التي تعتبر من المناطق المدينية من عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب لكن تنعدم بها دور الشباب والمرافق الحيوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق