جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أي تعب هذا...الرفيق عبدالله ايت السي

أي تعب هذا الذي يستبد بالإنسان في هذا الوطن أي عقول و أجساد يمتلك هؤلاء ليصبروا و يتحملوا كل هذا التعب في الصباح و في المساء ينهك المرء هنا بكثرة رقابة المفروضة عليه من الأسرة و المجتمع و الدولة الطبقية,لا يبتسم الناس هنا فقد هجرتهم تلك الإبتسامة منذ زمان بعيد في الحي و الشارع و مقرات العمل و الباص لا ترى سوى وجوه عبوسة و مشتتة ذهنيا كل غارق في تعبه غاطس حد الثمالة, و هم كذلك الصغار الذين تراهم نحفين قصيري القامة وجوه صفراء أو مائلة للسواد ذلك كله يدل على نقص كبير في منسوب تغدية متوازنة و تنشئة صحية خصوصا منها النفسية, في الماضي و في الحاضر لا يتغير هنا سوى ديكور النباتات حسب الفصول لنقل الطبيعة أما الإنسان فمازال يجتر معه تقاليد بائدة ثقيلة تثقل كاهله بسبب الخوف الذي تربى عليه من كل ما هو جديد, في النهاية يمكن تشبيه حالنا هنا بحال الغابة القوي يأكل و يفترس الضعيف و الأخير لم يترك له سوى الله فقد سرقوا أحلام الصغار أما الكبار فقد اكتشفوا اللعبة مع مرور السنين و أصبحوا سيزيفيين بالتكرار, هنا لابد من أن تقف مسافة قدمين أو ثلاثة مع كل شخصية لكي لا يمر نهارك مأساويا بسبب حجم المعاناة التي قد تحكى لك و الشكاوي ان بدرت بالسؤال عن الأحوال, سوف تكتشف مدى الحضيض الذي وصلنا إليه في كل مناحي الحياة, لا يمكن للمرء أن يتحمل كل ذلك التعب لذلك فهو يعيد إنتاج أمراض إجتماعية من المفروض أن يتم الحسم معها خصوصا مع التقدم الكبير الذي حققته الإنسانية في كل مجالات الحياة, يستطيع المنغرس و المختلط و المنصت لهموم الإنسان أن يخرج بخلاصة صغيرة الا و هي أن التخلف السائد كان و لا يزال نتيجة تشبث المرء هنا بالميتافيزيقيا و إهمال العقل و عدم قدرته على تقبل أن العقل معارض للنقل, حتى في حالات التي ترى فيها نماذج حسمت مع المرء و تقاوم لتغيير منطق تفكير المجتمع فسرعان ما تستسلم الأمر الواقع إذا أرادت أن تعيش كائنات اجتماعية و الا فمصيرها تهميش مستمر بمشاركة ذوي القربى أولا ثم المدرسة ثانيا و بعده المجتمع الذي لا يرحم و الذي تربى على قدسية الرأي الواحد و الأوحد و كل من خالفه فهو ليس منهم, هل هناك من تعب أكثر من تعب ذوي العقول النيرة التي تصارع ضد تيار جارف و ضد رجعية وفاشية تزحف على الأخضر واليابس في عالم شبيه بغابة كبيرة يفترس فيه الأوقياء الضعفاء و يعيشون من دمائهم, نعم يا صديقي لا شيء أكثر ألما من التعب الذي لا يقتلك و لا يتركك تعيش حياة هنيئة بل يتقاذفك كما تفعل الأمواج الهائجة بشراع السفن المبحرة أو كما يفعل لاعبوا كرة القدم بالبالون, هذا التعب الذي له ظروف كثيرة و كبيرة لكن غايتها واحدة تدمير لذة المرء في الإستمتاع بالحياة على قصارها, و تحاصر المرء دائما أسئلة من الشك عن معنى الوجود غير أن تلك النخبة النبيلة من المجتمع هي وحدها التي تجيب عن تلك الأسئلة بشعار واحد و اوحد وطن حر و شعب سعيد.

#جاكيط بالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *