جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عبداللطيف زروال يتحامل على نفسه ويعود

عبداللطيف زروال يتحامل على نفسه ويعود

الى كل من ساهم في انجاح مخيم شبيبة النهج11 بالجديدة

كان الجو قارسا على شاطئ البحر بالجديدة وكان الشباب مرحا يرقص ويغني ويتبادل التحايا والعناق في اخر يوم من اسبوع كله نقاش وتبادل للافكار والحوار حول الكثير مما تحبل به ادبيات النهج الديموقراطي من مواقف ومعطيات قابلة للجدال والاغناء
كان الحماس قد اخذ منهم وهم يرددون وراء المغني اغان الهبت حواسهم ثورية وانتفاضات  مثل امواج البحر الهادرة.
لم استطع تحمل برودة الجوهل اصبحت في ارذل العمر ام ان الريح كانت اقوى مما يحتمل جسدي
رمى علي احد الرفاق معطفا اتى به من منزله
تدفأت بعض الشئ وانكمشت داخل ذاتي
سرت نحو الشط حيث كانت الامواج تعلو وتنخفض تباعا
كانت الحركة قليلة والاغلبية تجلس في المقاهي اوتحت الخيام المنصوبة
ارتفع الموج حتى وصل الماء الازرق الى حيث اجلس
من بعيد كانت اصوات الشباب تغني عن الشهداء

عن زروال

زروال، زروال،
يا أيها الشهيد
يا وجه عيدنا يا فجرنا الجديد
لنا لقاء غدا على طريق نصرنا الاكيد
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يا شعلة الصمود
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يكسر القيود

زروال، زروال،
يا شعبنا الأسير
يكسر القيود ويبدئ المسير
لنا لقاء غدا على طريق نصرنا الاكيد
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يا شعلة الصمود
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يكسر القيود

زروال، زروال،
يمينا لن نحيد
ولن نرضى بديلا عن الفجر الجديد
لنا لقاء غدا على طريق نصرنا الاكيد
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يا شعلة الصمود
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يكسر القيود

زروال، زروال،
يا أيها الشهيد
يا وجه عيدنا يا فجرنا الجديد
لنا لقاء غدا على طريق نصرنا الاكيد
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يا شعلة الصمود
هذا نضالنا، هذا كفاحنا يكسر القيود

استغرقت في الانصات وترديدالمقاطع بدندنة منخفضة يغالبها النعاس جراء السهرالذي لا اطيقه واستخلصه نوما حتى في ظل اعلى الاصوات ولو كانت مدافعا
متحاملا على نفسه من بين الامواج كان يجر رجليه
كان كل جزء من جسده يحمل اثار سياط وضربات زادتها ملوحة البحر استبانا
مد يديه المملوءتين من اثر البحرورش على وجهي ماتبقى من رذاذ وهزني بلطف
كانت كلماته بالدارجة المغربية المصحوبة بابتسامته البريئة
-أش هاذالنعاس أ الرفيق  في هذ الجو ؟
ثم لاذ في صمت تاركا لي فرصة دعك عيني المغلقتين من غفوة استرقتها من حسابي السابق مع النوم
كان هو عبد اللطيف كما يعرفه الجميع حتى من لم يلتقيه الاعبر وجه والديه
اوكما عرفناه عبر صور قليلة نشرها الرفاق له
فركت عيناي بتثاقل وانا غير مصدق لما ارى
استمرفي كلماته المنبعثة من اعماق تاريخ مستمرفي المقاومة والولادة من بين جراح لم تندمل
-كان ضروري نحضر معاكم ف هذالنشاط
ثم مكملا بلغة عربية
-لم تكن الولادة سهلة في ذلك الشهر غشت من تلك السنوات الصعبة وكانت المهام صعبة ولكن كان لابد من التضحية والصمود
ثم بدأيدندن مع الاغان المنبعثة من مخيم الرفاق وبابتسامة مثل انبلاج صبح قال
-هل تعرف اني كنت اكتب الشعر اليك هذه القصيدة
تعود في كل العصوروالألوان و الفصول
تعود كالفراش للحقول
تعود من شاطئ الموت محارة
غيمة ماطرة …شرارة
نقية كقطرة ندى في ريش عصفورة
أراها تلملم شظايا المرآة المكسورة
و إطار الصورة ,
تعود للحب , بعد الموت , صبية
تغمر وجه العاشق , بالقبل الندية
ها هي فراشة تطير
تغمر جسد القتيل بالزهور
و تصبح راقصة في النور
هي هنا في مملكة الأبد
روح شفافة بلا جسد
حلت بروحي …تقطرت شهدا في فمي
فسقط المطر…و أنضرت الغابة
فلماذا …حين مددت لها يدي المرتجفة
انقطع الخيط …؟
وطارت من الشرفة…

استمررت فاغرا فمي وانا انصت الى صوته الفيروزي
جبت عنها أرض الأسطورة و الخرافة
أسأل الريح و المنجم و العرافة
نمت على كل الأرصفة…
أحمل قلبي على كل شرفة
أعبر كل المضايق و الجسور
أحمل حبها في كل العصور
أتبع طيفها في زحام العالم الكبير
أذرع الموانئ و البحار
أحفر اسمها في الأمواج و الأصداف
ما جمعت كفاي غير المحار
عانيت الموت و الظمأ و الدوار
و تمزقت …و قاتلت في كل الجبهات
و لذت بالفرار
آه يا حبها …
وحدي على انتظار
تكسر السيف و جف الزاد
و يبست شفتاي من الإنشاد
من يمنحني قلبه ساعة الطحان ؟
وحدي على انتظار :
حين تأفل شمس النهار
أعبر إليك الأسوار
أمسك بالخيط الذي يهتز …
يسقط الخيط عنكبوتا على الجدار
أرتد إلى يأسي ممزقا منهارا
الحب, يا رفيقتي, صليب الذين يحبون و يظلون
يحفرون في الجدار, حتى يسقط أو يسقطون
الحب , يا رفيقتي , مجازفة
و ليس غير السيف من يعيدني إليك
ليس غير السيف من يذيب جليد المسافة

ثم اتكأ على كتفي وقال لي
-اسندني حتى المخيم لارى وجهي في المراة
ابتسمت في خاطري وانا اتعجب لطلبه بان يرى وجهه في المراة هل اطلب من احدى البنات مراة ليرى الشهيد نفسه
تحاملنا انا واياه بين رمال وصخور وماء
كان الصوت يزداد قوة ونحن نقترب
فجأة رمى شاب اهوج الكرة فاصابته في رجله ولكنه استمر في مشيته غير مبال لكن الاعجب هو اعتذار الشاب لي مع ان الكرة لم تصلني
استمررنا في خطواتنا المتثاقلة
كان يحذق في كل شاب وشابة بحب وهو يبتسم
وفجأة انفلت من بين يدي وهرع يمشي في صف راقص بالمخيم وهو يبتسم ويشير لي الى وجوه الراقصين والجلوس ثم الى وجهه
كأنه يقول لي
-اني ارى وجهي وتاريخي في هذه الوجوه الثائرة
ازددت التصاقا بالمعطف
كان صوته يرن والرفاق والرفيقات ينصتون في صمت مقدس

ها انا ذا اسقط في الساحة
احمل قلبي . وردة حمراء, تنزف دما
ها أندا عريان, ازحف فوق القتلى
و ألم أطرافي..كي امسك بالراية الممزقة
و انفخ بدمي في رماد الشرارة المحترقة
ها أندا ادفع الضريبة
فلتباركي موتي ..يا حبيبة

بصعوبة فتحت عيناي وانا الف المعطف حولي فركت عيني بصعوبة لافتحها
ثم التفت حولي في تساؤل صارخ
-اين زروال
تضاحك الرفاق والرفيقات بينهم بصخب وقالوا فلنغن له قصيدة زروال فقد كان الرفيق نائما
وتصاعدت الاصوات بالغناء
 
زروال، زروال،
يا أيها الشهيد

...........
...........
..........
 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *