ذاك زروال يقيس مسافات حلمه بحجم الشهداء
ذاك زروال يقيس مسافات حلمه بحجم الشهداء
حوار بين شهداءعلى ناصية جبل
امامه فنجان قهوته الممزوج برائحة سمكه المطحون في شاحنة السلطة
كانت شفتاه قد توقفتا عن ارتشاف اخر قطرة في الكاس وغمس اخر قطعة خبز في اناء الفول المخلط بمتبقيات اللحم
كانت المسافة بحجم الحلم الغير المنتهي الذي يسطره الشهيد عند امتطاءه صهوة الابتعاد عن ذاته المثقلة بالعناق
لم يتعب كثيرا في انتظار معرفة القادم من افقه الممتد وطنا جريحا في تلافيف ذاكرة شعب يقاوم ظلم السنين
كان خلادة الغازي بنفس ابتسامته التي لاتغيب كالشمس الا لتظهر من الجانب الاخر
لكن عمادا كان يصر على العودة لمد صبي تسيل دموعه بقطعة بصل متبق في جيبه الايسر
ابتسم محسن وهو يشم رائحة البصل من يد عمادالذي جف في قميصه ولم تبصره عينا المخبر المتلصلص خلف الثياب
-تاخرت كثيرا صديقي العزيز لقد انتظرناك اكثر من اسبوعين
هل اصبح احتجاز الشهداء شيئا مالوفا في وطننا االموشوم بعرق البؤساء
ابتسم خلادة
-لقد تركت لهم كفني وانسلخت من ايامهم والا لكانوا احتجزوني ايضا من اجل منعي من لقاء ذاتي المنصهرة وجعا دائما لارض مازالوا يزرعونها بالاشواك ويحفرون جنباتها اخاديد لكي يمنعوا مرورنا نحو الغد
اخرج عماد رصاصتين من جبينه الساطع غضبا
-لن اسامحهم في دمعة ذلك الطفل اما رصاصاتهم فلم تزدني الا قوة واصرارا على تخطي كل موانعهم.
لم يكن المكان مقهى او ماشابه ذلك ولكن كان لقاء ابديا لصناع الحياة على الارض.
لم يطل الانتظار اذ اطل وبين يديه الة تاريخ الزمان المصنوع بالدم والدموع واهات الاطفال وانات الشيوخ
وامتزاج التربة بمطرالغضب المتصبب من جباه الكادحين
ابتسم وهو يعانق كل واحد منهم عناقا قل ان تجدله مثيلا
اخذ بين كل شهيد وشهيد مسافة بحجم قبضة ثائر في وجه الطغاة
قاس المسافة بين الشهداء
اقتر ثغره عن ضحكة فرح كالاطفال وهو يشير لخريطة مبهمة الحروف كالطلاسيم
-بين محسن وخلادة ارتفع منسوب الزمن وبين خلادة وعمادارتفاع اكبر وامواج سيكون لها مابعدها في خريطة حلمنا الدائم
ثم طوى الخريطة وسار وسط حروف مكتوبة من وهج كالشمس
تلاقت الاعين نحو محسن في نفس الان وكانها كانت تنتظر ان يغيب الافق الزائر المجهول
-من كان القادم
هزمحسن راسه في فخرلانه القادم ببشارة الغد كما قيل له في حفل استقباله الاول على ناصية الامل
-ذاك زروال يقيس مسافات حلمه بحجم الشهداء

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق