جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

بيان قرطبة.الرفيق الحسين لهناوي

ان ما سمي ببيان قرطبة حول فضاء التواصل و العمل المشترك بين الإسلاميين و العلمانيين يستدعي بتركيز شديد الملاحظات التالية: 
- اللقاءات الأربعة كانت كلها تنعقد في الدول التي تحكمها انظمة موالية للنظام العالمي للاخوان المسلمين.
- كل اللقاءات كانت سرية او شبه سرية لمدة تفوق سنة كاملة و لم يعرف عنها اي شيء إلى أن ارتأى أصحاب القرار نشر بيانهم الفضيحة
تسمية قرطبة لها إيحاء ديني واضح 
لم تتم الإشارة إلى مصادر تمويل هذه اللقاءات من تغذية و فنادق و تنقلات و غيرها
هل كان المشاركون و المشاركات يتوصلون بمكافئات عن مشاركتهم في هذه اللقاءات و ما هي مبالغها
ما السر وراء انبطاح العلمانيين لمضمون البيان الذي يعد طعنة غادرة من الخلف للتيار العلماني في أوج الصراع الفكري مع الإسلام السياسي
ورغم ذلك و جب شكر الجهات المنظمة على نشر هذا البيان علنا و فضح ما كان مسكوت عنه و الذي ربما كان المشاركون و المشاركات يعتقدون انه سيبقى طي الكتمان و السرية. 
و لنا عودة لهذا الموضوع للتقصي وللتدقيق.
****************
مبادرة للتعاون بين الإسلاميين والعلمانيين، تقدم رؤية ذات طابع فكري وسياسي تعد حصيلة مشاورات ولقاءات بين أكثر من 40 مشاركا من الخبراء والفاعلين السياسيين من شمال أفريقيا وغرب آسيا ومنطقة الساحل، ينتمون إلى التيارين العَلماني والإسلامي.
أطراف المبادرة
قامت مؤسسة قرطبة بجنيف بمساهمة سويسرية بهذه الخطوة في ظل عملية الانتقال السياسي في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بعد ست سنوات من اندلاع موجة الانتفاضات في المنطقة.
وتركز المبادرة على طرفين سياسيين وفكريين لهما حضور معتبر في مختلف دول العالم الإسلامي، حيث شارك خبراء من الطرفين (الإسلامي والعلماني) في نقاشات الرؤية التأسيسية لهذا الإطار.
مسار المبادرة
التقى المشاركون في هذا المسار في أربع ورشات على امتداد عام كامل، حيث كان اللقاء الأول في إسطنبول (28 فبراير/شباط - 4 مارس/آذار 2016)؛ ثم في الدوحة (21 - 22 سبتمبر/أيلول 2016)؛ ثم في إسطنبول (17 مارس/آذار 2017)، وأدارت اللقاءات مؤسسة قرطبة بجنيف بمساهمة سويسرية.
مضامين رؤية المبادرة
تركز هذه الرؤية على أهمية إنتاج ثقافة سياسية جديدة مشتركة تستند إلى قِيم الحرية والعدل والكرامة والتنوع والقبول بالآخر وعدم الإقصاء والمواطنة ونبذ العنف، من خلال بناء تحالفات عابرة للأيديولوجيات تسهم في إنجاح الانتقال السياسي السلمي في المنطقة.
واتفق المشاركون على أن التخفيف من الاستقطاب بين الإسلاميين والعَلمانيين ينبغي أن يتجاوز الجدل الفلسفي ويركّز على ضرورة العمل المشترك لفائدة الصالح العام ومن أجل تقوية المجتمع وبناء الدولة، ويتوافق هذا الإطار مع "فضاء مشترك" لا يقتضي تنازل أيّ طرف عن مرجعيته الفكرية أو خيانته لقضيته.
وفيما يلي بيان حول خلاصة نقاش الخبراء: نحو فضاء للتواصل والعمل المشترك
إن الاستقطاب الحاد في سياقات الانتقال السياسي الهشة غالبا يؤدي إلى حالة الفوضى، مما يمهّد الطريق لعودة أنظمة الاستبداد أو للاحتراب الداخلي.
والتقى أكثر من 40 مشاركا من الخبراء والفاعلين السياسيين من شمال أفريقيا، وغرب آسيا، ومنطقة الساحل، ينتمون إلى التيارين العَلماني والإسلامي، وناقشوا قضايا متعلقة ببناء الثقة وإرساء إطار للتعاون بين فاعلين ذوي منطلقات فكرية ورؤى كونية مختلفة.
وتمّ التركيز على أهمية إنتاج ثقافة سياسية جديدة مشتركة تستند إلى قِيم الحرية والعدل والكرامة والتنوع والقبول بالآخر وعدم الإقصاء والمواطنة ونبذ العنف، من خلال بناء تحالفات عابرة للأيديولوجيات تسهم في إنجاح الانتقال السياسي السلمي في المنطقة.
اتفق المشاركون على أن التخفيف من الاستقطاب بين الإسلاميين والعَلمانيين ينبغي أن يتجاوز الجدل الفلسفي ويركّز على ضرورة العمل المشترك لفائدة الصالح العام ومن أجل تقوية المجتمع وبناء الدولة، ويتوافق هذا الإطار مع "فضاء مشترك" لا يقتضي تنازل أيّ طرف عن مرجعيته الفكرية أو خيانته لقضيته. فهذا الإطار للعمل المشترك والجهد الجماعي لخدمة المجتمع يمكن تأصيله انطلاقا من المرجعيات الدينية والأيديولوجية لجميع الأطراف.
يمكن لجماعات ذات قواعد مختلفة في إطار أنظمتها القيمية ورؤاها الكونية أن تختار الانخراط في عمل مشترك مع جماعات أخرى مختلفة، ولكل منها أسبابها الخاصة. وبهذه الكيفية، يمكن لمختلف الجماعات أن تعيش معًا في فضاء مشترك، وتجد كل واحدة التبرير والحافز للقيام بذلك من منظور نظام قواعدها ومبادئها التوجيهية الخاصة بها. ويطلق الفيلسوف الأميركي جون رولز على عملية الانخراط المشترك من مختلف الجماعات للتفاعل ضمن نفس الفضاء مصطلح "التوافقات المتداخلة".
ويفسح الإسلام مجالا واسعا لإمكانيات العمل المشترك من أجل مصلحة المجتمع، فالقواعد الدينية في مجال سياسة أمور المدينة/الدولة تشكّل إطارا يوفر التوجيه ويسمح بالإبداع. إن صحيفة المدينة دليل عملي من منظور إسلامي على إمكان التعايش والتفاعل الإيجابي في مجتمع متعدد الانتماءات القبلية والدينية.
وقد نجحت هذه الصحيفة، التي سُمّيت بالوثيقة الدستورية الأولى في تاريخ البشرية، في القيام بذلك بإدخال مفهوم جديد للانتماء الاجتماعي مكوّن من ثلاث طبقات مختلفة؛ القبيلة المعترف بها واقعا اجتماعيا، والانتماء الاجتماعي للدين الذي ينطوي على منظومة من القِيم المشتركة، والانتماء إلى المدينة.
إن "فضاء التواصل والعمل المشترك"، المعرّف بهذه الطريقة لا يراه المشاركون شأنا متّصلا بالضرورات الظرفية والمصالح الحزبية الضيقة والمناورات السياسية، بل آلية مستديمة تبدأ في مرحلة الانتقال السياسي وتستمر طيلة مرحلة تشييد دولة القانون والحكم الراشد.
أوصى المشاركون بأن ينصبّ مجهود العمل المشترك على الرهانات الكبرى التي تواجهها شعوب المنطقة فيما يخص المشاركة المواطنية والانخراط المجتمعي للشباب، والتعليم، وكذا بناء ثقافات سياسية جديدة.
المشاركون:
أبو يعرب المرزوقي، تونس
أحمد أرحموش، المغرب
احميدة النيفر، تونس
إسلام الغمري، مصر
آمال قرامي، تونس
آمال موسى بلحاج، تونس
أمية الصديق، تونس
جاهد طوز، تركيا
جعفر الشايب، السعودية
حامد إدريس، المغرب
حسام حافظ، سوريا
حكيم صاحب، الجزائر
خديجة رياضي، المغرب
ربيع حداد، لبنان
رضا جوادي، تونس
رياض الشعيبي، تونس
زياد خياطة، سوريا
سامي الساعدي، ليبيا
سعد الدين العثماني، المغرب
سعد وفائي، سوريا
سمية بنخلدون، المغرب
سيلفان أوديي، سويسرا
صلاح الدين الجورشي، تونس
طارق الزمر، مصر
عبد الرؤوف العيادي، تونس
عبد العلي حامي الدين، المغرب
عبد الفتاح مورو، تونس
عطية عدلان، مصر
مجاهد مخللاتي، سوريا
محمد الأحمري، قطر
محمد حمداوي، المغرب
محمد خوجه، تونس
محمد زاهد غول، تركيا
محمد عبد الوهاب رفيقي، المغرب
مرسيل شحوارة، سوريا
مريم بن سالم، تونس
معاذ الخطيب، سوريا
المعطي منجب، المغرب
معن كوسا، سوريا
موسى باه، مالي
نبيلة منيب، المغرب
نور الدين الخادمي، تونس
هشام برغش، مصر
يوسف الشويري، لبنان
المصدر : الجزيرة

هناك 5 تعليقات:

  1. ردا على أصحاب مأدبة اللئام المشاركين في ما يسمى حوار و الذين صادقوا على بيان أو بلاغ ما يسمى بأول وثيقة دستورية في تاريخ البشرية أنها كانت في عهد الإسلام بالمدينة لماذا تحرفون التاريخ هذا هو التاريخ الحقيقي يا عصبة المتملقين للدوائر الاخوانجية عملاء الصهيونية و الإمبريالية و خدام الرجعية ثلاثي أعداء الشعوب.
    ***//////*******//*********************************
    واقع المدينة الدولة أثينا تتمة بريكليز........
    ولد بريكليز pericles من عائلة أرستقراطية و كانت أمه تمت بصلة القربى إلى المصلح كلستش الذي بدأ في صياغة دستور أثينا بطريقة ديمقراطية، و كان من بين معلمي بريكليز الفيلسوف اناكساجوراس الذي تعلم منه الفتى نظرية آلية الكون ،و هو ما جعل بريكليز متحررا من الخرافات الشعبية السائدة في عصره ،و منحه ذلك شخصية تتسم بالانظباط و الاعتدال،و كان مترفعا عن الناس العاديين ،و مع ذلك فقد كان مؤسس الديمقراطية الاثينية حتى بلغت أوج نضجها ،و واصل انتزاع السلطة من مجلس الأعيان Areopagus ،و أحال جميع وظائفه بإستثناء جرائم القتل إلى مجلس الخمسمائة، و إلى المجلس التشريعي و المحاكم ،و أصبح أعضاء هذه المجالس ينتخبون بالاقتراع البسيط و يتقاضون مرتبات ،و أدخل نظاما جديدا للخدمات الاجتماعية كان من نتيجته تغيير المفهوم التقليدي للفضائل.
    كان بريكليز قائدا سياسيا بارعا في السياسة و الخطابة و يتوفر على شعبية كبيرة و قد أبعد منافسه القائد العسكري ثوكوديدس، و يتم انتخابه كل عام حتى أصبح حاكما مطلقا ،و قد كتب ثوكوديدس المؤرخ فيما بعد عن أثينا في عهد بريكليز
    فقال إنها كانت ديمقراطية بالإسم، أما الواقع فكانت تخضع لحكم المواطن الأول، ،و لم يبدأ الحزب الديموقراطي في المطالبة بمزيد من السلطة إلا خلال الأعوام التي سبقت الحرب البلو بنيزية مباشرة ،و في ذلك الوقت كان المجتمع الاثيني قد بدأ يعاني الآثار السيئة للقانون الذي كان يقصر المواطنة على الاثينيين المولودين لابوين اثينيين ،و الذي يرجع الى عام 441 ق.م ،كما بدأ يعاني من أوضاع إجتماعية صعبة فقر و بطالة و أمراض و كساد إقتصادي نتيجة الازمة المالية لبرامج من التشييد الباذخة ،و نشبت الحرب بين اسبارطة و أثينا لرغبة الاولى في وضع حد لهيمنة الإمبراطورية الاثينية و استمرت من العام 431 ق.م إلى عام 404 ق.م و انتهت بهزيمة كاملة لاثينا ،اما بريكليز نفسه فقد مات بداية الحرب عام 429 ق.م نتيجة الوباء الذي اجتاح المدينة ،لكن أثينا بالرغم من هزيمتها السياسية و انهيارها الاقتصادي ظلت مركزا للثقافة و الفكر و العلوم و بدأت في البوح باسرارها الكثيرة التي كان أولها الأب الروحي للفلسفة.
    #سقراط الاثيني#
    ولد سقراط نحو عام 470 ق.م و كان مواطنا لاثينا إنه الفيلسوف الوحيد الذي يعرف الجميع إسمه ،كان سقراط فقيرا جدا و لم يبدل أي جهد لتجاوز فقره ،و يقضي طوال وقت فراغه في المناقشة مع رفاقه و غيرهم إن الحلقة كانت من ابتكاره و كرس حياته لتعليم الشباب الفلسفة في حلقيات تجمع كل طبقات المشكلة للمجتمع و يكون هو مسيرها ،و على خلاف السفسطائيين لم يكون يتقاضى أجرا على تعليمه ،و هو ما جلب له حقدا و سخرية جسدته مسرحية الهزلية لاريستوفان و التي سماها "السحب" لقد كان معروفا في كل أرجاء المدينة و كسب هالة من التقدير و الاحترام و الحب بين المواطنين و المواطنات الاثينيين كيف لا و هو المعلم الذي سيخرجهم من ظلمات إلى نور ،لقد كانت تحركاته الكثيرة و شعبيته محط أنظار الاوليغارشية الحاكمة و هو ما سبب له الإدانة و أحيل على محكمتهم الرجعية و خير بين أن يغادر أثينا او ان يكف عن نشاطه الفكر و افساد اخلاق الشباب على حد زعمهم ،أو الاعدام ،لكن سقراط اختار الحل الثالث و اعدم بالسم ،ان يد سقراط التي امتدت لكأس السم كانت هي يد الحكمة و العلم و الفكر ،إن كل ما وصلنا عن سقراط هو ما نقله عنه تلاميذه و اهمهم زينوفون القائد العسكري و أفلاطون الفيلسوف و هو الأهم، ففي كثير من المحاورات أفلاطون يعرض علينا سقراط كما كان يعيش و يتكلم و هو ما سنتطرق له غدا .
    عبد الله أيت سي .

    ردحذف

  2. سؤال سياسي
    بالأمس القريب كانت الرفيقة منيب ترفض أي حوار أو تنسيق أو تحالف مع الاصوليتين، الأصولية المخزنية ممثلة في حزب البام والأصولية الإسلامية ممثلة في العدل والإحسان.
    اليوم دخلت الرفيقة منيب في حوار عمومي مع الأصولية الإسلامية ممثلة في العدل والإحسان والعدالة والتنمية في جنيف.
    السؤال: هل ستقبل الرفيقة منيب بدعم الأصولية المخزنية (البام) لمرشحة الاشتراكي الموحد بتطوان؟
    إذا كان الجواب بالنفي، فلماذا لم يصدر الاشتراكي الموحد أي توضيح في شكل بيان أو بلاغ أو حتى تصريح لرفض قرار البام بدعم مرشحة الpsu؟ وكيف نفهم أو نفك هذا التناقض بين دعوة القواعد لعدم التحاور والتنسيق والتحالف مع الأصولية الإسلامية بشأن حراك الريف ومختلف الحركات الممتدة على الصعيد الوطني وجلوس القيادة مع نفس الأصولية للتحاور معها خارج صراع الإديولوجيات؟
    عبد السلام عسال

    ردحذف
  3. الطوبي محمد

    حوار العلماني والارهابي !!
    ان تحاور العدالة والتنمية والعدل والاحسان أمر يمكن تفهمه، او تقبله ولو على مضض، لكن مجالسة الارهابي معاذ الخطيب، والذي طالما شكل غطاء لجرائم جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا)، وجيش الاسلام بقيادة المجرم زهران علوش، هو أمر مثير للريبة والشك.
    أعتقد انه لامجال للحوار مع القتلة والارهابيين ولامبرر لذلك!!!

    ردحذف
  4. حوار الريف
    حوار الاسلاميين والعلمانيين يهتدي بمفاهيم من التاريخ الغابر: "صحيفة المدينة"
    اجتمعت مؤخرا ثلة من الشخصيات من مرجعيات وأوطان مختلفة وأعلنت عن مبادرة قيام حوار بين الاسلاميين والعلمانيين في فضاء مؤسسة قرطبة، فاستدارت عقلية هؤلاء نحو الماضي السحيق لبناء أرضيتها التطبيقية على مفهوم "صحيفة المدينة" الذي كان قد تبلور في عهد الرسول عقب فراره من مكة إلى المدينة فصاغ ميثاقا للهدنة بين المسلمين والمؤمنين لمواجهة احتمالات هجوم قريش باعتبارها أقوى قبيلة وأكثرها غنى بمكة..

    السؤال الأول الذي يطرح أين موقع العلمانيين ضمن هذا المفهوم؟ وهل يستقيم الحوار بين العلمانيين والإسلاميين، مع استحضار التجارب المريرة للحوارات الفاشلة، دون الاقتناع بفصل جذري بين الروحي والزمني؟ وهل هناك قابلية لدى الاسلاميين لقبول الحوار خارج مذاهبهم وأنساقهم الدينية والفلسفية؟

    فمن حيث الشكل أرضية الحوار تكشف أن اللعبة تدور في معترك العلمانيين والعلمانيات بعد أن تم استدراجهم ، تحت خديعة جاذبية المفهوم، إلى الانغراس في بنية فكرية وثقافية مستلهمة من عمق الصراعات القبلية ؟ فأي علمانية هذه التي تسبح في أتون الفكر التقليدي للبحث عن المعنى في الوقت الرهان؟

    إنه الجهل المطبق، بتعبير محمد أركون، لأن مفهوم "صحيفة المدينة" هي ميثاق وتسوية لها نفحة حربية لمواجهة الغزاة المحتملين بعد بروز مفهوم الأنصار الذين احتضنوا محمد وقد جاءهم لاجئا إنه الجهل المطبق، بتعبير محمد أركون، لأن مفهوم "صحيفة المدينة" هي ميثاق وتسوية لها نفحة حربية لمواجهة الغزاة المحتملين بعد بروز مفهوم الأنصار الذين احتضنوا محمد وقد جاءهم لاجئ، وهي نسق يجمع بين رمزية ثلاث مفاهيم متداخلة شكلت دائما السبب الوجيه لنكبة الحداثة والديمقراطية في المجتمعات العربية، السلطة بمفهومها الزمني معززة دائما بشرعية القوة المستمدة من الدين والعصبيات القبلية، والرسول نفسه عاش في خضم هذا الصراع القبلي، باعتبار بنو هاشم من أفخاذ قريش وجوبهوا مجابهة شرسة من بنو سفيان الذين كانوا يقبضون على السلطة بمكة، واستمر هذا التطاحن والقتال بين العائلتين بعد موت الرسول وما زال قائما إلى يومنا هذا بين الشيعة والسنة وتفاصيل الكوارث الناجمة عن هذا الصراع معروفة.

    المشكل هو أن التفكير انطلاقا من مفاهيم كصحيفة المدنية ليست بريئة بل هي جزء من منظومة نظرية لا علاقة لها بالبات والمطلق بالحد الأدنى الممكن لقيام حوار مطلوب بين الاسلاميين والعلمانيين ، فالحوار الذي يجري تحت سقف مفاهيم دينية تفضي إلى الاحتواء وتساهم في تكريس ما سماه المؤرخ المغربي عبد الله العروي " بالأفق المعرفي المحفوظ " لتاريخ الأجداد " صحيح أن الواجب هو أن نضع أنفسنا موضعهم حتى نتفهم أحكامهم " لا أن نعيد مفاهيمهم وتجاربهم ونسقطها على وعي التطور التاريخي المذهل، وسيكون كاريكاتوريا الادعاء بالبحث عن معنى مشترك بين صحيفة المدينة والدستور كمفهوم ديمقراطي معاصر.

    ولا غرابة أن يلتقي على مائدة واحدة إسلاميون مهزومين في بلادهم وخصوصا في المغرب وسوريا- وهي هزيمة للوصفة الامريكية للاسلام المعتدل - وعلمانيون يسبحون في فلكهم ضانا منهم أن الوقت للاسلام السياسي ولا حل ممكن للسلطة في بلدانهم دون الاستعانة بقوة هؤلاء ولا يهم التكلفة فيما بعد، ولعل التجربة السورية حافلة بتجارب مشينة لحداثيين عقدوا قرانا مع قوى إرهابية لاسقاط الاستبداد السياسي وانتهوا اليوم في لمح البصر كمن يقطع خشبة المسرح ثم يمضي بلا عودة.

    فالمشكلة تزداد عواصة من الناحية السياسية عندما تجد ضمن هذه الكوكبة من يدعي الانتماء للمثل الاعلى للماركسية والراديكالية ثم ينحشر حشرا، بوعي أو بدونه، ضمن خندق في الصراع السياسي الدائر بالمغرب بين توجهين يلتفان حول من سيفوز بشرعية الملك ، وهذا الصراع لا يشكل حرجا بالنسبة لبعض المؤرخين الذين يعبرون بشكل واضح عن مناصرة تجربة الاسلاميين بالمغرب مع الاحتفاظ لنفسه بنوع من الاستقلالية في التعبير عن الرأي ، لكنها استقلالية تبدو صعبة التحقق، على خلاف الماركسيين والتقدميين فهؤلاء لن يقبلوا أبدا الاندراج ضمن أديولوجية الاسلاميين لبناء تحالفات مزعومة وهي في واقع الأمر، لا مبدئية، وهي تشكل أكبر إساءة للفكر التقدمي بالمغرب. علما أن الحوار مع الاسلاميين يجب أن يكون ضمن جدلية الصراع الديمقراطي حول مشاريع سياسية واديولجية.

    وختاما نقول أن ما فات عن هؤلاء العلمانيين هو المنهج، أي منهج الحوار ، والمنهج لا يعني الميتودولجيا التي تبرمج أهداف قبلية بل المنهج الذي يفضي إلى الابتكار والاكتشاف في مسارنا المستقبلي، فما هو الاكتشاف الذي جاء به هؤلاء المتحاورن ؟ صحيفة المدينة !

    أبو علي

    ردحذف
  5. نورالدين جرير
    على هامش مشاركة الرفيقة نبيلة منيب في فضاء العمل المشترك العلماني الاسلامي
    الجزء الثاني
    نشرت "القيادية اليسارية نبيلة منيب" ما اعتبرته توضيحا لما تم تداوله مؤخرا حول مشاركتها فيما سمي بفضاء التواصل والعمل المشترك الاسلامي العلماني وقد ذكرت السيدة في ردها أنها شاركت في لقاء للمؤسسة المحتضنة سنة 2012 بتونس ثم في لقاء اخير سنة 2015 باسطنبول
    وبناء عليه لابد أن ندلي بالملاحظات التالية:
    - بالعودة الى تاريخ اللقاءات نجد ان اول اللقاءات التي نظمتها مؤسسة قرطبة كان بتاريخ 28 فبراير الى 4 مارس2016 باسطنبول وليس 2012، كما انها كانت ورشات ولم تكن ندوات ونعتقد ان الفرق بين الندوة والورشة جلي وواضح.
    - ان المؤسسة نظمت لقاء وحيدا في تونس سنة 2011 حول الربيع العربي ولا يدخل ضمة سلسلة ورشات العمل المشترك العلماني الاسلامي.
    - ان هذه الورشات ناقشت وانطلقت من تصورات جان راولز المفكر الليبرالي وصحيفة المدينة ولم تناقش اي ارضيات سياسية تتوافق مع التصورات الايديولوجية لحزب منيب وبالتالي هذا ما يطرح جدلية الممارسة والتنظير اضافة الى ان العنوان في حد ذاته "العمل الاسلامي العلماني" عنوان مشبوه في حد ذاته وغير دقيق من الناحية المنهجية اذ يضع العلمانية في حالة تناف وتناقض مع التدين وبالتالي فمشاركة السيدة في هذا اللقا دون توضيح مفاهيمي تحسب عليها لا لها
    - ان المؤسسة التي استضافت نبيلة منيب سبق لها ان مولت انشطة لصالح منتدى الكرامة الذي يرأسه عبد العالي حامي الدين
    - من بين الأسماء المتواجدة في سلسلة اللقاءات هذه نجد "ربيع حداد" مؤسس هيئة الاغاثة العالمية التي صنفت كمنظمة ارهابية بسبب الاشتباه في علاقاتها بتنظيم القاعدة وطالبان، وسامي الساعدي المشتبه في كونه مؤسس الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة، و"طارق الزمر" عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية التي كانت ورا اغلب العمليات الارهابية التي عرفتها مصر سنوات الثمانينات والتسعينات والسجين السابق بتهمة المشاركة في اغتيال الرئيس المصري انور السادات، هذا عدا عن وجوه سلفية مصرية وتونسية تشكل الاطار المرجعي لفكر جبهة النصر وداعش، فلماذا لم تكلف السيدة نبيلة نفسها عناء البحث والتقصي عن المشاركين في هذه اللقاءات وطبيعتها؟
    - أن تقارير الورشات لا تتضمن ما قالته السيدة نبيلة منيب فاما ان التقارير قد اغفلت عما ذكرته السيدة نبيلة واما ان الامر يجب النظر اليه من وجهة نظر اخرى
    - ان الرد على الانتقادات عبر التخوين او الاتهام بالمؤامرات ...الخ هو استنساخ لعقلية المؤامرة واساليب الانظمة الشمولية وتحوير للنقاش عوضا عن طرح الامر في شتى ابعاده والتساؤل حول أثر وجدوى مشاركة الرفيقة نبيلة في هذه اللقاءات المدعومة من قطر وتركيا.
    ملحوظة: للتأكد من هذه المعطيات يكفي مراجعة موقع مؤسسة قرطبة بجنيف وتقارير الورشات

    ردحذف

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *