أسر معتقلي "حراك الريف" تنتقد سير مقاضاة الحسيميين بالدار البيضاء/هسبريس
أسر معتقلي "حراك الريف" تنتقد سير مقاضاة الحسيميين بالدار البيضاء
الجمعة 06 أكتوبر 2017 -
عقدت لجنة دعم معتقلي "حراك الريف" بالدار البيضاء ندوة صحافية، اليوم الجمعة في الرباط، بحضور عائلات الموقوفين وحقوقيين، سلطت من خلالها الضوء على آخر مختلف مستجدات الملف من الناحية القانونية والظروف الصحية المتدهورة للمضربين عن الطعام من داخل السجن المحلي بعين السبع المعروف بـ"عكاشة".
وأكدت لجنة دعم المعتقلين، في كلمة لها، أنها هيئة مستقلة عن أي تنظيم سياسي أو نقابي أو جمعوي، وتتكون من مناضلين يختلفون في توجهاتهم السياسية والفكرية ولكنهم يتقاسمون الدفاع عن قضية "الاعتقال السياسي"، والتنديد بكل أشكال تجريم الفعل الاحتجاجي والحركات الاجتماعية بالمغرب.
وبخصوص خطة العمل المستقبلية لهيئة الدفاع، أشارت "لجنة البيضاء"، التي تواكب "معتقلي الحراك" المرحلين من الحسيمة إلى العاصمة الاقتصادية، إلى أنها تعتزم التركيز على الدعم الدولي وإنشاء جبهة موحدة في المغرب، هدفها الرئيسي إنشاء شبكة وطنية ودولية قادرة على الضغط على الدولة للإفراج الفوري عن جميع معتقلي الحراك.
وتزامناً مع رفض محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أمس الخميس، طلبات السراح المؤقت لمعتقلي "حراك الريف" المتابعين حاليا في حالة اعتقال، إلى جانب الصحافي حميد المهداوي، وقال عضو هيئة الدفاع سعيد بنحماني إن "هذا الرفض يأتي رغم الوضعية الصحية للمضربين عن الطعام؛ ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية قد تؤدي إلى حدوث وفيات".
ولفت المحامي والحقوقي ذاته إلى أن بعض أعضاء هيئة الدفاع تبين لهم من خلال جلسات المحاكمة أنها "قد تكون صورية ويقتصر دور هيئة المحامين على تأثيث المشهد وفقط، لأن القضاء أظهر عدم استقلاليته منذ بداية عمليات الاعتقال إلى حدود أطوار المحاكمات"، وزاد: "هناك انطباع لدينا بأنه ليس هناك أي احترام لحقوق المعتقلين، ولا يوجد أي توفير لشروط المحاكمة العادلة"، وأشار إلى أن هيئة الدفاع قررت وضع إستراتيجية جديدة للتعاطي مع القضية بشكل يضمن كافة الضمانات الحقيقية لمحاكمة عادلة.
دموع العائلات
قالت لجنة دعم معتقلي "حراك الريف" إن كلا من المعتقلين محمد جلول وبدر الدين بولحجل والزبير الربيعي "يوجدون في وضعية صحية جد خطيرة" جراء مضاعفات إضراباتهم الطعامية التي تتواصل عند بعضهم لأزيد من 27 يوما. وأوردت الهيئة في ملف صحافي أن "محمد جلول، مثلا، فقد القدرة على الوقوف ويلازمه إحساس بالدوار، كما أن بعضهم بدأ يدخل في حالات من الإغماءات المتكررة".
ولم تتمالك أمهات وزوجات المعتقلين أنفسهن وهن يستمعن إلى الوضع الصحي للأقاربهم. وحكت في الصدد ذاته والدة جلول جزءا من معاناتها مع اعتقال ابنها الذي دخل السجن شهرا فقط بعد خروجه منه، عقب اعتقاله في إطار احتجاج سابق في المنطقة، وقالت باكية: "لم أشبع حتى من النظر إلى ابني.. بعد قضائه خمس سنوات سجناً عادوا مرة أخرى وخطفوه مني ودمروا مستقبله بعد أن فقد وظيفته وأوقفوا راتبه الشهري"، بتعبيرها.
أما أب الشاب جمال ولاد عبد النبي، المحكوم بالسجن النافذ بعشرين سنة بتهمة إضرام النار في بناية آهلة تابعة للأمن بمدينة إمزورن، فقد قال خلال الموعد: "ابني لازال صغيرا، والشهود أكدوا أنه يوم وقوع الحادث لم يكن يتواجد هناك..ابني ضعيف فما بالك أن يقوم بإحراق بناية تابعة للشرطة".
زوجة المعتقل لحبيب الحنودي، الموجود في سجن عكاشة، تأسفت في كلمة لها لما آلت إليه أوضاع المؤسسات التشريعية والتنفيذية بالمغرب، واستنكرت سجن زوجها وباقي المعتقلين فقط لأنهم عبروا عن مطالب اجتماعية مشروعة بإقرار من أعلى سلطة في البلاد، وزادت: "المغرب قام في السنوات الأخيرة بمجهودات كثيرة على مستوى تكريس الحقوق، ولكن حراك الريف كشف تراجعات في هذا المجال، وعرى الفساد الذي كان ينخر منطقة الريف".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق