جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

قضية صلاح الدين الخاي

تأجيل قضية صلاح الدين الخاي إلى تاريخ 06 دجنبر المقبل، بعدما طالبت النيابة العامة تجهيز الملف للبث فيه، إلا أن هيئة المحكمة منحت الدفاع مهلة للاطلاع على كشوفات ثالثة أدلت بها النيابة العامة اليوم في الجلسة، بعدما سبق لها أن أدلت في جلسات سابقة باثنين من الكشوفات الهاتفية التي أعتبرها هيئة الدفاع مزورة، واستبعدتها المحكمة، علما أنها تحمل معطيات متناقضة وتورط بشكل مباشر الزوجة الثانية للضحية المسماة إلهام بنجلول.
ومن هنا يفتح التساؤل مشرعا:
الكشوفات الهاتفية الثالثة؛ هل هي كشوفات تشبه الكشوفات المزورة الأولى؟
أم تشبه الكشوفات المزورة الثانية؟
أما هي كشوفات جديدة لا تشبه أيا من الكشوفات الهاتفية السابقة؟
وإذا كان الأمر كذلك؛ هل ستفتح النيابة العامة تحقيقا مع الضابط "عماد اخوية" باعتباره المسؤول عن تقديم وثائق غير رسمية مطعون في مصداقيتها من طرف هيئة المحكمة؟ أم أنها ستغض الطرف مجددا كما هو الحال بالنسبة لجناية إخفاء وثيقة البصمات، وكذا التعذيب، وباقي التجاوزات المعيبة في ملف صلاح الدين الخاي؟
غير أن الأهم، وكيفما كانت الكشوفات الهاتفية الثالثة، التي لا تعدو أن تكون أوراق تحمل أرقاما هاتفية دون أسماء، ومدد الاتصالات وتاريخها...
إلا أن ملتمس الدفاع، وقرار المحكمة يكون قد تم تنفيذه مجددا -وكما هي عادة النيابة العامة- بشكل مشوه؛ إذ أن المطلوب هو كشف مضامين المكالمات الهاتفية "صوتيا" لتوضيح الحقيقة وتبيانها للرأي العام كاملة غير منقوصة، وليس تقديم "أوراق خرساء جامدة" لا قيمة لها بعد مرور أزيد من عشرة أشهر على صدور قرار المحكمة بهذا الخصوص.
فهل "نيابتنا العامة الموقرة" كانت في حاجة إلى كل هذه المدة الطويلة جدا كي تحضر لنا "أوراق جامدة" كان بإمكانها إحضارها في بضعة أيام، وليس العديد من الأشهر؟
أم أن غرضها إطالة أمد القضية للرهان على نسيان الرأي العام؟
*********************



https://www.facebook.com/groups/187628871595004/
صفحة عن ملفه بالفايس بوك

رسالـة مفتوحـة مـن المعتقـل الاحتياطـي صـلاح الديـن الخـاي 
باسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة والسلام على سيد الأكرمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 
وبعد؛
"و بشـر الصابريـن الذيـن إذا أصابتهـم مصيبـة قالـوا إنـا للـه وإنـا إليـه راجعـون. أولئـك عليهـم صلـوات مـن ربهـم ورحمة وأولئـك هـم المهتـدون" صدق اللـه العظيـم.
بداية، وقبل التطرق لقضية مقتل الشهيد إسماعيل خليل، أتقدم بتعازي الحارة والصادقة وعظيم المواساة للأسرة الصغيرة للشهيد؛ إلى زوجته الكريمة ولابنه ياسين وابنته مروة. ولوالدي الفقيد و إخوته الكرام ولجميع أفراد عائلته. داعيا الهغ عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان .
لقد عرفت المرحوم خير المعرفة، كان نعم الأخ والصديق و الرفيق، فقد كان رحمه الله شخصا لطيفا مجاملا دائم الابتسامة، طيب الخاطر، كان رجلا يملك قدرة كبيرة ولا يعرف معنى الصعب أو غير ممكن، عصاميا بطبعه ... لقد كان في أعماقه شيئا نقيا لم يلوث برغم كل شيء. كان رجل الاختبارات الصعبة والحاسمة، عرفته رجلا ذكيا يعرف طرق الاحتماء من الزوابع والعواصف والرمال المتحركة قبل أن تغتاله أيادي الغدر... كان ذاكرة للربيع العربي بمدينة أسفي فقد خبر الشعارات العلنية والصفقات السرية بحكم قربه من "الطرفين"... كنت أخاف عليه من ثقل الوثائق ومقاطع الفيديو والأسرار التي كان يحملها ويحتفظ بها... وأنا أكتب هذه الأسطر قلبي يعتصر ألما وعيني تذرف الدموع...
فقد كان رحمه الله شخصا إسثتنائيا في كل شيء كانت له ثقة مطلقة في الحياة... لم يكن يجمع بيننا لاشراكة ولامال و لا أعمال، سوى صداقة وأخوة صافية وصادقة. وكنت أكن له كل المودة والاحترام ونفس الشيء كان يكنه لي . حقا لا أجد الكلمات التي أصف بها الشهيد... وكلما ذكرته تحضر صورته أمامي وتحضر ذكريات جميلة رفقته...
إنما ما وقع للشهيد اسماعيل وما وقع لي بعد الجريمة ليس حدثا عارضا كغيره مما نطالعه في صفحات الجرائد أو ما نراه على مواقع الأنترنت... إنها مأساة حقيقية أودت بحياة شخص أعزل و أدخلتني ظلما السجن... لقد كانت فكرة الانتقام من أخي إسماعيل من طرف المجرمين سواء اللذين ساهموا أو نفذوا عملية القتل، فكرة قديمة في أذهانهم ظلت تختمر حتى آن أوان ووقت طبخها بعدما لم يصلوا إلى إتفاق بينهم وبين الشهيد اسماعيل... وقد اختلطت رائحة الانتقام بالسياسي والأمني والمال فكان القتل.
وبعد مرور أشهر قليلة على مقتل أخي ورفيقي اسماعيل... أكتب رسالتي هذه لأوضح كثيرا من الأمور بخصوص مقتل الشهيد اسماعيل. لربما أكون حيا بعد كتابة هذه الأسطر وربما أكون ميتا في خبر كان. لتطالني اليد القاتلة التي طالت أخي اسماعيل... أكتب خطابي هذا من السجن لتبديد الغشاوة التي تعلو الحقائق من فرط ما انسكب عليها من زور ولغظ وضباب ولبس وقيل وقال... رسالتي هذه أتت كبيان حقيقة وكرد وتوضيح لبعض الكتابات التي تعرضت لي والتي لم تكن عفوية، وكانت ثمرة مسلسل للتهييج المستمر والمتصاعد رعته ولازالت ترعاه الجهات التي قتلت الشهيد إسماعيل وأدخلتني السجن دون أن تطلهم يد القانون و العدالة، و كانت عبر هذه الكتابات محاولات لاستنساخ سيناريو شيطنة الآخر وتشويه سمعتي وصورتي. فقط من أجل إضعافي، حتى بت لا أجد بين ركام القيل والقال، والاتهامات المجانية المجانبة للصواب قولا حكيما يضع الأشياء في نصابها. 
علمتني الأيام أن أصمت و أحتفظ لنفسي بالأسئلة. فقد سكت مدة من الزمن، و الآن لم يعد بإمكاني الصمت، فمن يزرع العاصفة لا يحصد سوى الإعصار...
أنا هو الشاهد الذي أرادوا مني أن أبتلع لساني و أسكت على ما رأته عيني. وبالتالي وجدت نفسي أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن أكتب و أقول الحقيقة، و إما أن أصمت إلى الأبد...
لقد عاش رحمه الله أسابيع من التقلبات النفسية المتناقضة وذلك بعدما لم يجدد عقد شركته للحراسة سواء مع محاكم أسفي أو مع المستشفى الإقليمي لأسفي. ورست الصفقتان على شركتين منافستين... رغم أنه تلقى وعودا من مسؤولين عن الصفقات بهذين المرفقين العموميين مقابل عمولات مالية تحصلوا عليها قبل فتح الأظرفة. وهو ما شكل صدمة لدى الفقيد وجعله يشك في تدخل أطراف أخرى والتي فصلت دفتر التحملات على مقاس الشركات المستفيدة حسب قوله رحمه الله .
وقبل الخوض في أسباب قتل الشهيد اسماعيل. سأرجع إلى التاريخ المهني للمرحوم ومن ثم إلى المتدخلين و الفاعلين الحقيقيين الذين وجدتهم في الشقة ساعة وقوع الجريمة والذين تورطوا في مقتل الشهيد اسماعيل وبعض أسباب الانتقام، ومن ثم عرض بعض الحقائق التي تلت الجريمة والتي هي غائبة عن الرأي العام.
لقد قطع الفقيد اسماعيل المسافة وبسرعة فائقة من حارس في تجزئة سكنية قيد الإنشاء إلى سمسار ثم إلى مسؤول تجاري عن بيع الشقق والبقع السكنية، و أصبح اليد اليمنى لعبـد الرحيـم دنـدون يحمل كل أسراره ... ومن ثم إلى صاحب شركة للحراسة ... وانخرط بعدها في العمل السياسي بالتحاقه بحزب جبهة القوى الديمقراطية ككاتب محلي، وكان من الأعضاء الذين قادوا "الحركة التصحيحية" داخل الحزب ضد المرحوم "التهامي الخياري" ... وبحكم مساره العملي أسس رحمه الله شبكة علاقات مع شخصيات أمنية داخل المدينة وخارجها. وكان من الأمنيين الذين ربط علاقة وطيدة مع الشهيد اسماعيل إضافة إلى أحمـد طـوال والي أمن أسفي واليوسفية، هناك بوشعيـب النخيلـي الملقب "بالقاديـري" والذي كان يشغل مهمة (Chef de la DST) بمدينة أسفي. وكان رحمه الله متعاونا مع جهاز (DST) بآسفي خصوصا إبان حراك 20 فبراير. بحكم عمل شركته للحراسة داخل مرفق صحي حساس المستشفى الإقليمي بأسفي وكانت هناك أشياء كثيرة تمارس في الخفاء... وقد تعرفت وقتها سنة 2011 على الفقيد إسماعيل عن طريق بوشعيب النخيلي.
عبـد الرحيـم دنـدون :
وكان من الأمور التي أسر لي بها الشهيد اسماعيل واطلعت عليها، هي احتفاظه بمجموعة كبيرة من الوثائق و الملفات منذ أن كان يعمل لدى عبد الرحيم دندون، والتي شابتها الكثير من الخروقات والتزوير حسب قوله رحمه الله بخصوص التجزئات السكنية التابعة لعبد الرحيم دندون منذ أن كان رئيسا للمجلس البلدي، واستغلاله لمنصبه لمصالحه ومشاريعه الشخصية حتى بعد مغادرته قصر البلدية إذ بقي محتفظا بالأختام واستعمالها، وكذا عمليات تزوير في وثائق واستعمالها أمام أبناء شريك سابق لعبد الرحيم دندون، واستعمال والتهديد باستعمال اعترافات بالديون في إسم الغير كوسيلة ضغط على بعض مقتني البقع أو الشقق السكنية حتى بعد إكمالهم لثمنها واحتفاظه بنسخ من تلك الوثائق ... ووثائق تثبت عمليات بيع وشراء وهبة صورية بين عبد الرحيم دندون و زوجته وابنه أشرف دندون بمساعدة مسؤول سابق في المحافظة العقارية (ليلا) و دار التسجيل للتهرب من الحجز بعدما عجز على أداء ديون مستحقة لفائدة البنك ... وقد أسس عبد الرحيم دندون شركة (عقارية) باسم المرحوم اسماعيل لاستغلاله من أجل الاستفادة الشخصية... وكذا وثائق تثبت التحايل على المساطر المتبعة في أخذ القروض البنكية. والاستفادة من قروض بطرق ملتوية مع وجود شبهات وتزوير من حيث الوثائق الخاصة بالضمانات...
لقداحتفظ الشهيد اسماعيل بهذه الوثائق والملفات الثقيلة وغيرها ليحمي بها نفسه كما قال لي في يوم من الأيام.
بوشعيـب النخيلـي
بعد أن أحيل بوشعيب النخيلي على التقاعد الوظيفي، بقي محتفظا بأرشيف عمله على الكمبيوتر المحمول الخاص به. وأثناء زيارة قام بها المرحوم اسماعيل لمنزل بوشعيب بالدار البيضاء وفي غفلة من هذا الأخير، قام اسماعيل بتحميل ونسخ معلومات ومعطيات كثيرة من الأرشيف في جهاز (USB) منها تقارير استخباراتية ومعلومات أمنية، و صور وعمليات التنصت على المكالمات الهاتفية التي أفرغ محتواها خصوصا في فترة الانتخابات وفترة الربيع العربي... من أجل استعمالها كورقة ضغط كلما توثرت العلاقة بينهما من الناحية المالية بحيث كان يجمع بين بوشعيب النخيلي الذي كان يشغل (Chef de la DST) أمورا مالية وشراكة في الخفاء، يديرها المرحوم اسماعيل عبر الشركتين للحراسة والنظافة ... لكن أسبوعين قبل الجريمة توثرت العلاقة بينهما وأصبح كل واحد منهما يشتكي من الآخر ... وكان المرحوم اسماعيل يهدد بإخراج الملفات إن لم تعد الأمور كما كانت من قبل...
أحمـد طـوال :
كان من بين الأمنيين الكبار الذين ربطوا كذلك علاقات بالفقيد اسماعيل ولهم علاقة بمقتله؛ هناك والي أمن أسفي واليوسفية أحمد طوال، والذي ربطته علاقات مالية مع المرحوم عبارة عن إتاوات ورشاوى يأخذها بصفة متكررة، إضافة إلى هذا كان يطلب أحمد طوال من المرحوم إسماعيل مساعدته على إنهاء الأشغال بفيلته بمدينة مراكش... وقد كان المرحوم طلب من أحمد طوال الاعتناء بصهره (أخ زوجته الأولى) الذي يعمل شرطيا قادما من مراكش بعد أن تعرض لعقاب تأديبي من والي أمن مراكش. وقد أخذ أحمد طوال مقابل هذا مبلغ 6000 درهم سلمها له المرحوم في غلاف بمقهى قرب ثكنة الدرك الملكي بأسفي... وكانت كل عملية رشوة يأخذها أحمد طوال يقوم بتصويرها المرحوم اسماعيل... و بعد أن أحس المرحوم اسماعيل أنه مهدد فجأة من أحمد طوال، قام بإعطائه قرصا مدمجا يوثق لكل عمليات الرشوة التي تمت بينهما، والتي كان يصورها صوتا وصورة بواسطة هاتفه المحمول وكان من بين مقاطع الفيديو مقطع يوثق لحفلة ماجنة حضرها أحمد طوال بمنطقة خارج مدينة أسفي...
لقد أخبرني الشهيد اسماعيل بكل هذه الأمور وأخرى على أساس إن فعلوا شيئا يؤذيه فإنه سيخرج كل ما لديه لإغراقهم والانتقام منهم ... -معرفة الشيء لا تعني بالضرورة الموافقة عليه- لذا نصحته بالتحلي بنوع من الهدوء والحكمة وحل الأمور بالتي هي أحسن.
كل هذه الأمور والوقائع ستؤسس لكل ما سيحدث حتى يوم الجريمة. فقد عاش رحمه الله بفعل خسارته لصفقتي حراسة محاكم أسفي والمستشفى الإقليمي بأسفي أزمة نفسية ومالية بفعل كثرة المصاريف وكثرة الديون التي كانت على عاتقه خصوصا من الأبناك التي كان يتعامل معها. وأحس أنه مستهدف بغاية إفلاسه وإفقاره ... ما جعله يهدد أواخر شهر يناير الماضي (2015) باستعمال الوثائق والملفات والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو التي كانت بحوزته خصوصا ضد عبد الرحيم دندون الذي طلب تدخل كل من أحمد طوال و بوشعيب النخيلي لدى المرحوم اسماعيل من أجل التراجع عن تهديداته خصوصا أن موعد الانتخابات قد اقترب، وقدموا له وعودا بالتدخل لشركته في الحصول على صفقات في أقرب وقت، أو إرجاع شركته للحراسة بالمستشفى الإقليمي، إذا لم تحترم الشركة الفائزة بالصفقة دفتر التحملات حرفيا.... فكان الصلح بينهما بمقهى وسط مركز تجاري وسط أسفي... (وكانت هذه المرة الثانية التي تدخل فيها بوشعيب النخيلي للصلح واتفاق بين المرحوم اسماعيل وعبد الرحيم دندون، أدى بهذا الأخير إلى تأدية ما بذمة المرحوم اسماعيل لدار التسجيل عن طريق دفعات، "لكون عبد الرحيم دندون هو الذي أسس شركة لاسماعيل عندما كان يشتغل عنده لأغراض وأرباح شخصية").
لكن بعدما مر ما يقارب الشهر تلقى المرحوم اسماعيل تهديدات مبطنة عوض الحصول على صفقة، ما جعله يهدد بدوره بنشر غسيل كل المتدخلين خصوصا بعد أن توثرت العلاقة بينه وبين بوشعيب النخيلي بسبب أمور مالية وتحويلات بنكية...
في يوم الجريمة ...
اِتصل بي المرحوم اسماعيل في الصباح الباكر يوم الثلاثاء 14 أبريل2015، وطلب مني الالتقاء به في مقهى وسط أسفي و أخبرته بأني لازلت نائما وأنه بمجرد أن أستيقظ سألتحق به، واتصل مرة أخرى وأخبرني أنه يجلس بنفس المقهى رفقة بوشعيب النخيلي، وطلب مني الالتقاء به على عجل أمام مبنى العمارة، توجهت مباشرة إلى هناك، توقفت سيارة بوشعيب النخيلي أمام العمارة، نزل المرحوم اسماعيل من السيارة سلم علي وجلس بالمقعد الخلفي ركبت بجانب بوشعيب، تبادلنا أطراف الحديث ثم فجأة بدأ المرحوم اسماعيل يبكي، بدأنا نهدئ فيه لكن دون جدوى، عندما سألته عن السبب قال أنه يحس بشيء من الضيق وطلب من بوشعيب النخيلي إيصاله إلى سيارته التي تركها أمام بيت بوشعيب، عند وصولنا إلى بيت بوشعيب أصر علي بوشعيب البقاء معه، لكن المرحوم اسماعيل اعترض على الأمر بيني وبينه وطلب مني مرافقته لأن أمورا استجدت ويريد إخباري بها... إعتذرت لبوشعيب على أساس أن نلتقي في الظهيرة للغذاء سويا .... ركبت مع المرحوم اسماعيل في سيارته ومباشرة بدأ يشتكي من الأوضاع التي يعيشها والمشاكل المادية التي يعانيها والديون التي تثقل كاهله... ومن بينها
ديون وشيكات لفائدة منتجع "مازغان" (MAZAGAN) الذي كان يتوجه إليه المرحوم اسماعيل رفقة زوجته الثانية إلهام، وبوشعيب وزوجته سميرة و"ابنة " بوشعيب "نور" وكانوا يحجزون غرفا ويحضرون سهرات تقام هناك وكان يدخل رفقة بوشعيب للعب في الكازينو... وكل هذا على حساب المرحوم اسماعيل ما جعله يضع شيكات بمنتجع مزاغان على سبيل الضمان وأسر لي وقتها أن بوشعيب غير متزوج بسميرة ورغم ذلك يعيش معها في بيت واحد بعلاقة غير شرعية وأن نور ليست ابنتهما وكانوا كلما توجهوا إلى المنتجع كان اسماعيل يعطي مبلغا ماليا للمسؤول(ة) عن الاستقبال ليغض الطرف ويسجل بوشعيب وسميرة ونور في الجناح نفسه رغم أنهما لا يتوفران على عقد زواج ... وجهر لي كذلك بالعلاقة المتوثرة التي تجمع بينه وبين زوجته الثانية إلهام بنجلول، ومطالباتها المتكررة له منذ أسبوع بتوكيل عام، والشراكة التي يود إنهاءها مع أخيها زهير (أخ إلهام) وأمور كثيرة أخرى ... وعكس هذا، العلاقة الطيبة التي بينه رحمه الله وبين زوجته الأولى التي كان دائما يذكرها بالخير وابنيه ياسين ومروة وحبه الكبير لهما ... وكان رحمه الهي وكأنه أحس بدنو أجله عندما قال لي أنه تلقى تهديدات مبطنة كما أخبره بوشعيب عند لقائهما صباح اليوم بالمقهى إذا لم يسلم ما بحوزته من وثائق وملفات ومقاطع فيديو وبدون مقابل. وهو الشيء الذي أخافه -حسب قوله- وجعله يبكي في السيارة عندما كنا برفقة بوشعيب .... وهو يخبرني بما دار بينهما بدأ يتلقى مكالمات هاتفية وفي كل مكالمة كان يوقف السيارة وينزل ليجيب وكانت ملامح وجهه تتغير ... ثم طلب مني أن يوصلني لبيتي على أساس أنه سيلتقي ببعض الأشخاص الذين لم يذكرهم بالاسم لينهي معهم المشاكل سلم علي كأنه يودعني... لكني أصررت على الذهاب معه رغم امتناعه المتكرر... توجهنا نحو العمارة دخلنا المرآب وطلب مني أخي اسماعيل أن آتي بكوبي قهوة من المقهى المحاذي للعمارة ( وكأن الشهيد اسماعيل أراد إبعادي بأية وسيلة )... خرجت من المرآب توجهت للمقهى المجاورة وطلبت (deux cafés crème)، لكن النادلة قالت لي أنه لا يوجد لديهم كؤوس بلاستيكية (للقهوة المحمولة)، خرجت من المقهى واتجهت مباشرة نحو العمارة وبدأت أتصل هاتفيا بالشهيد اسماعيل ليفتح لي باب العمارة لكنه لم يكن يجيب ... بقيت أمام باب العمارة مدة من الزمن حتى فتح باب العمارة لتخرج سيدة فدخلت العمارة وبدأت أتصل بالمرحوم اسماعيل لكن بدون جواب و بدأت أبحث في الطوابق عن شقة اسماعيل دون جدوى، حتى التقيت مصادفة بعد خروجي من المصعد بأحمد طوال والي أمن أسفي واليوسفية خارجا من شقة من الطابق الأول يتصبب عرقا ويحاول فتح ربطة عنقه ... تفاجأ حين رآني و نفس الشيء بالنسبة لي، سلمت عليه وكان مرتبكا شدني من يدي و أدخلني خلفه الشقة وهناك كانت المفاجأة الكبرى؛ لأرى أخي اسماعيل مضرجا في دمائه وينزف... بوجود رجلين وامرأة (سمعتها تتحدث مع رجل آخر في الداخل أخبرها أن صلاح الدين موجود فبدأت"تولول "خوفا من الفضيحة )...
أصابتني صدمة من هول الفاجعة، فمفاجأة الاكتشاف وقتها جردتني من منطق الأجوبة... أدخلني
أحمد طوال المرحاض وبدأ يرشني بالماء عندما استعدت وعيي سألته عما رأيت وسبب ذلك، فأجابني أن ذلك وقع بالخطأ ولم يكن مقصودا وأن الأمور خرجت عن نطاق المألوف وتطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن، و أخبرني أن المرحوم كان يشكل تهديدا بأشياء عنده وكان يتوفر عليها وجاء ليتفاهموا معه، ولم يكن يرد أن تصل الأمور لما وصلت إليه ... وعرفني على الرجل الذي كان متوثرا كذلك و يقف عند رأسي أنه "عبـد الرحيـم دنـدون" ... ثم طلب مني أن أرتاح و آخذ أنفاسي... خرج هو وعبد الرحيم دندون من المرحاض وأغلقا وراءهما الباب، تركاني مدة من الزمن، ثم فتح أحمد طوال الباب ودخل وقال لي أني بمثابة ابنه وأنه يعزني وأن لا مشكل لهم معي لذا لن يقوموا بإيذائي لأنه يثق بي وأن ما حصل هو قضاء وقدر. وقدم لي عرضا مفاده أن أطبق مفهوم "ما شفت ما سمعت" مقابل مبلغ 200 مليون سنتيم سأتوصل بها الليلة أو صباح الغد. وأن أسافر في نفس اليوم إلى مدينة مراكش وأتوجه إلى فندق "بالفلاح" على حسابه ومدني برزمة صغيرة من الأوراق النقدية من فئة 200 درهم كعربون على صدق عرضه. وهددني إن لم أفعل ما قاله لي أو انقلبت عليه فإني سأرى وجها آخر له... أخرجني من المرحاض فوجدتهم وضعوا غطاء على المرحوم اسماعيل وطلب مني أحمد طوال أن أعطيهم عهدا على مصحف صغير كي لا أفضح ما رأته عيني، فعلت ذلك مكرها خوفا على حياتي ... خرجت من الشقة وعند باب العمارة أثار انتباهي حارس العمارة وطريقة حراسته ينظر يمينا ويسارا وكأنه كان ينتظر نزولي وخروجي من المصعد...
بمجرد خروجي من العمارة تنفست الصعداء ووجدت نفسي أمام وضع أشبه ب"اللوغاريتم" حيث أصبح والي الأمن أحمد طوال الخصم والحكم في الآن ذاته؛ الخصم الذي كان متواجدا بالشقة أثناء تنفيذ الجريمة، والحكم الذي من المفترض أن أتوجه إلى
مقر الأمن الإقليمي والذي يرأس كل مصالحه للتبليغ عن الجريمة وعن مقتل الشهيد اسماعيل. والنتيجة النهائية أنني أصبحت أمام وضع ملتبس لم أعهد له مثيلا...
اِتصلت
ببوشعيب النخيلي وتوجهت مباشرة إلى بيته وأخبرته بكل ما جرى وأريته مقطع فيديو مدة دقيقة و50 ثانية سجلت عبره -خلسة- الحوار الذي دار بيني وبين أحمد طوال بحضور عبد الرحيم دندون داخل المرحاض (وما آثار استغرابي هو أنه بقي هادئا وعاديا ولم تظهر عليه أي آثار استغراب أو مفاجأة) وطلبت منه مرافقتي للتبليغ عن الجريمة عند السيد عبد العزيز بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بأسفي (DST SAFI)، لكنه امتنع عن ذلك كون السيد عبد العزيز تربطه علاقة وطيدة بأحمد طوال، ولا يمكن أن يكون ضده، وأنه مسؤول "معرب"، وهذا الملف أكبر منه ولن يعرف من أين سيبدأه، لأن عبد العزيز سبق أن اشتغل تحت إمرته (تحت إمرة بوشعيب النخيلي) ويعرفه حق المعرفة... (سألته عن معنى "معرب" التي قالها، أجابني بأن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قامت بتوظيف بعض عناصرها إبان الأحداث الإرهابية التي عرفها المغرب لأهداف محددة، وكان من بينهم عبد العزيز الذي يملك تكوينا فرنسيا محدودا...)، وأن عبد العزيز لا يمكنه أن يصطدم بأحمد طوال لأنه لا يملك "كاريزما" وقوة شخصية لفعل هذا الأمر... ثم طلبت منه مرافقتي للتبليغ عند السيد الوكيل العام للملك، لكنه رفض مجددا بدعوى أن السيد الوكيل العام للملك تربطه هو الآخر علاقة وطيدة بأحمد طوال... لذا علي -حسب قوله- أن أنسى أمر التبليغ لأنه لا يريد الدخول في "س" و"ج"، والتراجع عن هذه الفكرة لأنه لن يمس الفاعلين أي شيئ، وأن آخذ مبلغ 200 مليون التي عرضوها علي، وأغلق الملف، وأحضر العزاء مثل أي شخص، لأن أحمد طوال سيتكلف بمسار التحقيق، لكني بقيت متشبثا برأيي، وقتها أخبرني أن الشقة التي جرت فيها الجريمة هي شقة اشتراها المرحوم اسماعيل لزوجته الأولى عندما علمت بزواجه من زوجة ثانية "إلهام بنجلول" والتي لها ولد من زوجها الأول.
صعدنا السيارة، ونحن في الطريق اتصلت به
إلهام بنجلول "الزوجة الثانية للمرحوم اسماعيل"، لكنه لم يرد على اتصالها، وبدأ يسبها ويشتمها... دقائق بعد ذلك اتصلت به سميرة "زوجته" وأخبرته بأن إلهام اتصلت بها وقالت لها أنها اتصلت مرات كثيرة لكنه لم يجبها، وأنها (أي إلهام) وراءنا بسيارتها.. رفع عينيه إلى مرآة السيارة وقال لي أنها وراءنا. أوقف السيارة بمنطقة "البلاطو" وطلب مني أن أبقى هادئا "أمام هذه الحرباء" كما وصفها.. نزلنا من السيارة وتوجهنا إلى سيارتها خلفنا، وبمجرد ما رأتني حتى سألتني عن سبب تورم عيني "بالبكاء"، فأجابها بوشعيب أني مصاب بنزلة برد، ثم توجهت بالسؤال لبوشعيب قائلة: (فين هو اسماعيل؟ واش دارينو في الكوفر؟)، فأجابها ضاحكا: (واش هداك لغليظ يدخل فشي كوفر؟)، فقالت مازحة أنها تريد التبليغ عن اختفائه، وطلبت مني مدها برقمي الهاتفي، ففعلت، اِتصلت بي وسجلت رقمها، وتركتهما يتحدثان مع "سميرة زوجة بوشعيب" عبر الهاتف ويضحكان. صعدت للسيارة وتبعني بوشعيب.. وتوجهنا إلى قرية السمك، ودخلنا إلى مطعم هناك، وطلب أطباق سمك، لكني رفضت الأكل، وكان بعض الأشخاص يأتون لتحيتنا، لكني كنت ساهيا ومصدوما، فطلب مني الصمود وألا أكون ضعيفا في مثل هذه الأمور والمواقف، وأن لا أثير الانتباه وأن أتصرف بشكل عادي.. وطلب من النادل الحساب وأن يجمع الأكل في كيس "emporté ".. توجهنا مباشرة إلى بيته وبدأ ينصحني بضرورة السفر خارج المدينة، والتوجه إلى مدينة مراكش، كما أخبرني أحمد طوال، وأن هذه فرصة ولا يجب أن أفوتها، وأن الإنسان معرض لمثل هذه الأمور، وما إلى ذلك من الكلام.. وهو يتحدث، وصلته مكالمة على هاتفه الخاص من طرف "سعيد" سائق المرحوم اسماعيل، وطلب مني بوشعيب أن أجيب مكانه، وأن أقول لسعيد إن سألني عن المرحوم اسماعيل، أن أقول له أنه كان برفقتنا صباحا وافترقنا، وربما ذهب للاستحمام بحمام الحي.. أجبت على الهاتف وعرفني سعيد من خلال صوتي، وسألني عن المرحوم اسماعيل، وقلت له ما قاله لي بوشعيب، شكرني وقطع الاتصال...
سمع بوشعيب ما دار بيني وبين سعيد من حديث وهو يعد مائدة الغذاء.. لم تكن لدي شهية للأكل بفعل ما رأيت وما مررت به ذلك اليوم، فطلبت من بوشعيب إيصالي لبيتي، فسألني إن كنت وافقت على عرض أحمد طوال، فأجبته أنه لا يمكنني أن أبيع دم الشهيد اسماعيل، وأني سأبلغ عن الجريمة بالدليل الذي سجلته، وسأنشره على الأنترنيت.. قال لي أني بهذا العمل سأدخل دوامة لا نهاية لها.. وفي السيارة سألته كيف أنه بقي هادئا حتى بعدما عرف مقتل المرحوم اسماعيل، ورأى تسجيل فيديو الحوار الذي دار بيني وبينهم؟ فأجاب أنه كثيرا مانصح اسماعيل بالابتعاد عن "صداع الراس" وعن المشاكل والابتزاز، وأنه شخصيا كان ضحية لابتزاز المرحوم، وأنه لم يحترم عهدا وشراكة كانت بينهما في الخفاء "En noir "، وأنه صباح اليوم نصحه بتسليم ما بحوزته له ولهم وبدأ صفحة جديدة لكنه رفض، لذا لم يستغرب خبر قتله، لأنه دافع عنه مدة طويلة وكأنه يصب الماء في الرمل.. وأنه علي إبعاد نفسي عن المشاكل التي تخص الآخرين لأن "الله فرق الرؤوس باش ترتاح".. وأني لازلت شابا والعمر أمامي ولا يجب الالتفات للخلف والإبقاء على علاقتي الطيبة مع الجميع.. وبقي يتكلم حتى توقف بسيارته أمام بيتي. وهنا طلب مني أن أمده بالمبلغ المالي الذي أعطاه لي أحمد طوال بالشقة. قدمته له وأخذ منه مبلغ 10.000 درهم على أساس أنه سلفة ثم رد لي الباقي، وطلب مني ألا أفعل أي شيئ دون الرجوع إليه.. وأنا معه في السيارة، اِتصلت بي "إلهام بنجلول"، طلب مني بوشعيب ألا أجيبها الآن، فقال لي إن اتصلت مرة أخرى، اِسألها إن كانت تحتاج إلى مال، وإن كانت تعرف شيئا عن اسماعيل.. اِتصلت إلهام مرة أخرى، أجبتها فسألتني عن المرحوم اسماعيل أين هو، وإن كنت أعرف شيئا عن الوكالة المفوضة التي طلببتها من المرحوم.. فسألتها إن كانت تحتاج إلى مساعدة مالية.. فأجابتني أن المبلغ كبير، وأن إسماعيل ترك الشركة في خطر، وقالت أنها سوف تعيد الاتصال، وإن استجد أمر أن أتصل بها.. بقيت مع بوشعيب في سيارته دقائق قليلة وبدأ مجددا في سبها وشتمها ووصفها بأنها سبب كل المصائب التي لحقت اسماعيل.. اِفترقت مع بوشعيب ودخلت المنزل وغيرت ملابسي، وبعد ربع ساعة تقريبا على افتراقنا من عصر نفس اليوم، اتصل بي
بوشعيب النخيلي وقال لي أنه رفقة إلهام بنجلول الزوجة الثانية للمرحوم، وأنهما ينتظراني أمام المركز التجاري "أسيما" للتوجه للشرطة من أجل التبليغ عن اختفاء الشهيد اسماعيل، (رحبت بالفكرة وفرحت كثيرا لأن بوشعيب فعل الأمر الصواب، فذاك كان هدفي).. توجهت مباشرة أمام المركز التجاري "أسيما"، واتصلت بهما لكن دون جواب، بعدها اتصلت بي إلهام بنجلول فأخبرتني أني تأخرت عنهما، لذا توجها إلى مقر الدائرة الثانية للأمن الوطني التي تتواجد بالقرب من المستشفى الإقليمي، وأنهما ينتظراني هناك.. توجهت إلى مقر الدائرة الثانية للأمن الوطني لكني لم أجد لهما أثرا، واتصلت ببوشعيب، لكنه لم يكن يرد.. بعدها اتصل بي وأخبرني أن ضابطا بالدائرة الثانية طلب منهما التوجه إلى ولاية الأمن للتبليغ هناك، لأن مدة الغياب لم تتجاوز 48 ساعة، وأنهما الآن بمقر الأمن الإقليمي رفقة رئيس مصلحة الشرطة القضائية، وهو صديق له (سبق لبوشعيب أن حكى لي في وقت سابق أن رئيس الشرطة القضائية المعين حديثا بأسفي مكان ادريس الزين الذي كان يشغل نفس المسؤولية بالنيابة، هو صديق له، وقد زاره ببيته بمجرد تعيينه) وأنه من سيحل لغز الجريمة...
وأنا متوجه إلى مقر الأمن الإقليمي، وعلى بعد أمتار من مقر الدائرة الثانية للأمن الوطني، ثم اعتراض سبيلي واختطافي من طرف
محمد الحيداوي رفقة شخصين اثنين، عصر نفس اليوم 14 أبريل 2015 بواسطة سيارة 206 رمادية اللون، وبدأوا بسبي وشتمي وإرهابي بواسطة سكين من الحجم الكبير على رقبتي.. وطلب مني الحيداوي الاتصال ببوشعيب وأخبره أني مختطف، وأنه هو وأحمد طوال مهددان من نفس العصابة التي اختطفتني.. فعلت ذلك مرغما، وبعدها سألني محمد الحيداوي عن الهاتف الذي يحتوي على الفيديو الذي سجلت به الحوار الذي دار بيني وبين أحمد طوال بالشقة (وقتها عرفت أني تعرضت لخيانة من طرف بوشعيب النخيلي)، نفيت أن أكون فعلت ذلك وأني لا أعرف أي شئ عما يقول، أخذ مني الهاتف (Iphone) غصبا، وبدأ يصفعني بظهر اليد.. لم أشعر بنفسي حتى غبت عن الوعي بعد أن تم تخذيري، لأجد نفسي ليلا مرميا بحفرة بخلاء منطقة سيدي بوزيد (تجزئة العمران)، بعدما حاول المختطفون تصفيتي عن طريق القتل بقطع شرايين يدي اليمنى واليسرى، وقد نزفت دما من أنفي، ووجدت طعنات في بطني، وقد اختلط التراب بالجروح، وكنت مجردا من الملابس الفوقية التي كنت أرتديها.. وأنا أحاول أن أستوعب ماجرى لي وأين أنا؟ تتصل بي إلهام بنجلول زوجة المرحوم الثانية (سرقوا الهاتف Iphone الذي يحتوي على الفيديو، وتركوا هاتف Nokia صغير كنت أضعه في جيب سروالي الذي كنت أرتديه، بدأت أستنجد بها لمساعدتي وإنقاذي مما أنا فيه، وقلت لها أني لا أعرف أين أنا، فقد تم الاعتداء علي، وأسمع فقط نباح الكلاب وأرى الظلام، وطلبت منها إبلاغ الشرطة، وقطعت الخط، اِتصلت بها مرات كثيرة لكنها لم تكن تجيب.. حاولت النهوض من مكاني ومعرفة أين أنا بالتوجه نحو مكان الإضاءة التي توجد بالطريق الرئيسية لسيدي بوزيد.. اِتصلت بالآنسة مها وأخبرتها أني تعرضت للاختطاف والاعتداء، وطلبت منها مدي برقم صديقي محسن (الذي أتوفر على رقمه في الهاتف الذي سرقه مني محمد الحيداوي)، لتبقى بعيدة عن المشاكل وتبعات معرفتها بما وقع.. أرسلت لي رقم صديقي محسين في رسالة قصيرة، واتصلت به وأخبرته أني تعرضت لاعتداء، وأني متواجد بتجزئة العمران بمنطقة سيدي بوزيد. اِستجاب لطلبي وجاء بدراجته النارية، فتفاجأ حين رآني في تلك الحالة، أزال عنه (قبية Capuchon) التي كان يلبسها وألبسها لي، وقال أنه سيذهب بي إلى المستشفى لرتق الجروح التي تعرضت لها.. لكني رفضت لأني أصبحت أحس وقتها بعدم الأمان وأني معرض للقتل بعدما رفضت التعاون مع القتلة، ليقولوا بعد ذلك للرأي العام "أني قتلت الشهيد اسماعيل وانتحرت". لهذا أحمد الله سبحانه وتعالى كثيرا أن حقق لي معجزة البقاء على قيد الحياة بعد أن حاولوا تصفيتي عن طريق القتل، لكن هذه الحياة كانت تعد لي امتحانا آخر لم يكن على البال أوالحسبان، وقتها فهمت فحوى كلام أحمد طوال في الشقة: (كن صامتا أو ميتا) رغم أني فهمته متأخرا، وفهمت أني تعرضت لخيانة كبرى من بوشعيب النخيلي الملقب بالقاديري...
أوصلني صديقي محسن (الإنسان الذي لن أنسى جميله، وسأبقى مدينا له ما حييت) أوصلني إلى بيتي لأجد أصدقائي عثمان وخالد ونورالدين أمام البيت، صدموا حين رأوني في تلك الحالة، وطلبوا مني كذلك أن يذهبوا بي للمستشفى لرتق الجروح وتلقي العلاجات، لكني رفضت مجددا لأني كنت واثقا أن حياتي ستصبح في خطر أكبر إذا ما ذهبت للمستشفى، فذهبوا بي إلى بيت نورالدين، وقمت بتطهير الجروح الغائرة بيدي اليسرى واليمنى ومحاولة وقف النزيف بتضميدها. أحسست بعياء شديد وغلبني النعاس، اِستيقظت فطلبت من نورالدين إيصالي لبيتي، وكان ذلك ما بعد الفجر في الصباح الباكر (الأربعاء 15 أبريل)، وكان هدفي هو التوجه إلى مكتب السيد الوكيل العام بمجرد طلوع النهار..
لأفاجأ وأنا بالبيت بالشرطة بمختلف تلاوينها، والغريب أنهم دخلوا البيت وبرفقتهم بوشعيب النخيلي (الشخص الذي كنت أثق فيه ثقة عمياء، لكنه باعني وغذربي أنا والشهيد اسماعيل).. ليتم القبض علي في عملية مدبرة.. حملتني سيارة إسعاف تابعة لمصالح الوقاية المدنية إلى المستشفى الإقليمي صباح يوم الأربعاء 15 أبريل 2015 لرتق الجرحين الغائرين بيدي بقسم المستعجلات، وتم اقتيادي مباشرة لمصلحة الشرطة القضائية بالأمن الإقليمي بأسفي، وهناك بدأت فصول أخرى من المفاوضات والمساومات والمعاناة النفسية والجسدية..
اِبتدأت معاناتي بمكتب رئيس مصلحة الشرطة القضائية بمجرد دخول والي أمن أسفي واليوسفية أحمد طوال رفقة
عبد الله كريم رئيس المجلس الإقليمي بأسفي، وبدأ أحمد طوال بالسخرية مني والضحك والاستهزاء، وبدأ يصفني بجميع الأوصاف القدحية أمام الكولونيل نورالدين (الدرك الملكي بأسفي) وعبد العزيز (Chef de la DST) الذي كان مرفوقا بالسيد بيان (الذي يسكن على مقربة مني بنفس الحي الذي أقطنه، والذي كان مكلفا فقط بالأرشيف (DST) سواء على عهد بوشعيب أو عبد الحكيم أو سي الطاهر، قبل أن يجعله عبد العزيز بمجرد توليه المسؤولية مرافقا له في كل تحركاته، بحكم العلاقة التي كانت تجمع بينهما منذ أن كانا يعملان تحت إمرة بوشعيب)، وعندما بدأت أدافع عن نفسي أمامهم، أمر أحمد طوال مفتش الشرطة بنقلي إلى المكتب المجاور، وهناك لحق بي عبد العزيز (Chef de la DST) الذي سألني عن علاقتي بالجريمة بقوله: (شكون قتل المشة؟ "القطة يقصد" أجبته: آشمن مشة؟ قال لي: "إسماعيل؟"، فأجبته: "إسماعيل ليس بقطة، هو بشر وإنسان، وإذا كنت تريد معرفة من قتله، فأولى لك أن تسأل أحمد طوال وبوشعيب.. وبعد دقائق قليلة دخل أحمد طوال وأمر من كان بالمكتب بالخروج، وقال لي بالحرف: "إلى كنت باغي دخلني الحبس راك غالط..فيق" ثم بدأ بالتهديد والوعيد، فأخرج من جيبه بطاقة عليها صورتي وقال: "إلى مشيتي حتى جبدتي سميتي على فمك، غادي نصيفتك ورا الشمس "أشار إلى البطاقة") و(كانت الصورة التي في البطاقة صورتي، وكانت ضمن 5 صور شمسية وبعض الأوراق الإدارية الخاصة بي، كنت أعطيتها لأحمد طوال والي الأمن، وتسبيق 20.000 درهم، قبل سفره إلى فرنسا أواخر سنة 2014 مقابل خدمة وعدني بها... لكنه استغل صورتي ووضعها على تلك البطاقة)، ثم بدأ يهددني بأناس مقربين مني وأفراد من أسرتي.. ثم هدأ من حدة كلامه، فبدأ يصفني بأني بمثابة ابنه، وأنه لم يكن يريد أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وأنه أنا من فرض هذا الوضع، وأنه هو الوحيد من بيده أن يخرجني منه، فسألني إن كنت رجعت إلى رشدي لأنه بعمل واحد سيغير مسار حياتي.. ثم طلب من ضابط شرطة شيئا ما، ليرجع ومعه بعض الصور، وسألني إن كنت أعرف شخصا إسمه كريم الملقب ب"ولد لعور"، أجبته أني أعرفه فقط بالإسم، ولم يسبق لي أن التقيت به، ولا تربطني به أية علاقة، ثم قال لي أن أذكر جيدا صاحب هذه الصور، وعندما يعرضوه علي، أقول للشرطة أنه هو من قام باختطافي والاعتداء علي وحاول قتلي، وبعدها سيتم إخلاء سبيلي، وأن هذه هي آخر فرصة عندي... خرج أحمد طوال، ودخل عندي بوشعيب النخيلي، وبدأ يصبرني، وقال أنه لن يتركني وسيقف إلى جانبي، فقط علي أن أفعل ما يقوله لي أحمد طوال وسأكون بخير، وأنه لهذا كان ينصحني بأن أبعد نفسي عن المشاكل وصداع الراس وأترك الأمور وشأنها ثم خرج...
وإذا بي أفاجأ أن أتت الشرطة بكل من
مها ومحسن ونورالدين وخالد وعثمان، بحيث كان في الجو رائحة صفقة ما، وهذا الأمر يطرح أكثر من سؤال حول الهدف والكيفية والسبب الذي جعل الشرطة تأتي بالضبط بهؤلاء الأشخاص المقربين، الذين عانوا بدورهم من إرهاب الشرطة القضائية، وهذا الأمر يفتح المجال لتأويلات جادة وكثيرة...
في مساء نفس اليوم الأربعاء 15 أبريل 2015، يتم القبض على كريم العنباري الملقب ب"ولد لعور"، وتتم مواجهتي به، حيث سأله أحد ضباط الشرطة القضائية بمكتب رئيس الشرطة القضائية وفي حضوره إن كان يعرفني، فأجاب بالنفي، وقتها قال له الضابط أمامي أنه قام عصر يوم أمس الثلاثاء 14 أبريل باختطافي ومحاولة قتلي، لم يصدق كريم ذلك ونفى الأمر.. وقتها لم أستطع أن أرمي إنسانا بالباطل وأتهمه بجريمة وفعل لا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد.. وواجهته بالحقيقة أمام العناصر الأمنية المتواجدة بالمكتب كون والي الأمن أحمد طوال هو من طلب مني إدخاله في القضية باتهامه باطلا على أنه (كريم) من اختطفني وحاول قتلي وليس محمد الحيداوي... لم أكمل كلامي ناطقا بالحقيقة حتى انهالت علي الأيدي والأرجل ضربا وركلا، وكأني فتحت على نفسي باب جهنم، وكانت تلك بداية أول ليلة لي تحت التعذيب، وذلك لأني انقلبت عليهم وقلت الحقيقة عكس ما أراده أحمد طوال، الذي تطاول على مدينة أسفي العريقة واعتبرها بقرة حلوبا حسب قوله في الكثير من الجلسات لتأمين تقاعد الحياة بطريقته دون انتظار تقاعد المديرية العامة للأمن الوطني (يعتبر تلك الأجرة فوق الشبعة)، وقد عرف الأمن في عهده الكثير من الخروقات والاختلالات، والكثير من الفساد خصوصا المستشري داخل ولاية أمن أسفي والعديد من المصالح هناك، خصوصا مصلحة الشرطة القضائية، والذي يقود هذا الفساد؛ الرأس الأمني الأول داخل المدينة والي الأمن أحمد طوال سواء فيما يتعلق الأمر بغض الطرف عن كبار تجار المخدرات، والذين كان من بينهم
الإسباني "خيلطو" قبل أن يهرب خارج المغرب بسبب تورطه في التهريب والاتجار الدوليين للمخدرات، وذلك مقابل إتاوات ورشاوى يستخلصها منهم، وأيضا لصديقه تاجر المخدرات محمد الحيداوي بتسهيله الطريق له وحمايته، وهو الذي قام باختطافي وحاول قتلي، وكأنه بهذا الفعل يرد الجميل لأحمد طوال الذي ساهم بشكل كبير في أن يكون للحيداوي غطاءا سياسيا، وانخراطه في العمل الجمعوي داخل المجتمع المدني، لكي يغطي على أفعاله الدنيئة وتجارته وأعماله المشبوهة... وكان أحمد طوال يأمر (سواء من المقهى، أو بعض مطاعم المدينة التي تبيع المشروبات الكحولية مع الأكل) بالعديد من التنقيلات أو التوقيفات التعسفية أو الإنتقامية التي همت عددا من رجال الأمن والشرطة، (وكان من بينهم أمني كان يعمل بميناء أسفي)، وفرض هذه الأمور على رئيسة قسم الموظفين التي لا حول لها ولا قوة أمام أمر رئيسها أحمد طوال، وذلك بتوصيات وتدخل مباشر من محمد الحيداوي (وصديق آخر لهما)، والذي لا تربطه أية صلة بمديرية الأمن الوطني سوى أنه صديق مشبوه لأحمد طوال الذي أفرغ أغلب الدوائر الأمنية من الكفاءات كي يبقى متحكما في الأمور حسب هواه، في تغييب تام لضميره المهني ووازعه الأخلاقي، وكان يتغنى في كثير من الجلسات بعلاقته بالمدير العام للأمن الوطني السيد بوشعيب ارميل، بحيث كان يعتبر نفسه محميا ولن يمسه سوء رغم كل التجاوزات التي يقوم بها، واعتبر مظاهر التساهل معه على أنها حق أبدي، مما جعله يطمع في التمديد له سنتين إضافيتين في عهد المدير العام الجديد للأمن الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي (الرجل النزيه والكفؤ والمشهود له وطنيا ودوليا، وحبه وتفانيه في خدمة وطننا العزيز)، وقد قام أحمد طوال بتسخير مجموعة من الأقلام لتلميع صورته وصورة ظله محمد الحيداوي.. حقيقة أن والي الأمن هو شخصية أمنية له وضع خاص تقتضيه طبيعته التي يستمدها من مهامه ووظيفته، ولكن أن يكون شخصا فوق القانون لا يرضخ لسموه، ولا ينصاع لقضائه، فهذا خرق سافر لمقومات الحق والقانون. ورغم الفساد الذي تعرفه ولاية أمن أسفي، إلا أن هناك الكثيرين من الموظفين والأمنيين والشرطة الخيرين، والشرفاء الذين يعملون بشرف وضمير مهني..
وبأمر من أحمد طوال، وبحضور رئيس مصلحة الشرطة الضائية، وخلافا لكل الشعارات التي رفعت وطنيا في المحافل والمنتديات الدولية، وللأشواط الكثيرة التي قطعها المغرب للنهوض بحقوق الإنسان ومكافحة التعذيب بجميع أنواعه وأشكاله، وجدت العكس طيلة فترة مقامي تحت الحراسة النظرية منذ يوم الأربعاء 15 أبريل إلى غاية صبيحة يومه السبت 18 أبريل 2015.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل الاستماع الذي باشرته الشرطة القضائية بعد اعتقالي ووضعي تحت الحراسة النظرية تم في إطار القانون ومقتضيات الدستور وقانون المسطرة الجنائية؟ أقول لكم: لا. فقد شابتها الكثير من الخروقات والانتهاكات، فقد تعرضت لجميع أنواع التعذيب والإهانة، وتفنن عناصر الشرطة القضائية في خلق أشكال وطرق مبتكرة لتعذيبي معنويا، جسديا ونفسيا، في خرق صريح لحقوقي، وفي إخلال تام لروح الدستور وقانون المسطرة الجنائية، والمعايير الدولية المتعارف عليها في مجال حقوق الإنسان... إن الاستماع الذي باشرته الشرطة القضائية خلال مرحلة الحراسة النظرية افتقر لكل الضمانات الدستورية والقانونية والحقوقية.
لقد انتهكت جميع حقوقي، فقط من أجل إضعافي وإخضاعي للاعتراف بتهمة قتل لم أرتكبها، وذلك من أجل التستر على المتورطين الحقيقيين في الجريمة النكراء التي أودت بحياة إسماعيل خليل، والتستر على المتورطين في عملية اختطافي ومحاولة تصفيتي عن طريق القتل، ورموا بي بعد تخذيري بخلاء منطقة سيدي بوزيد بعدما أردت التبليغ عن الجريمة ومقترفيها، وقد حاولت الجهات النافدة المتورطة في الجريمة مغالطة الرأي العام بوقائع غير صحيحة، وغير حقيقية. وما يشكل مدعاة للاستغراب والتوجس والقلق أني أخبرت الشرطة القضائية بأسماء المتورطين، إلا أنهم رفضوا تسجيل ذلك في محضر رسمي، وبدأوا في تهديدي وابتزازي، ما أدى بهم إلى استئناف جلسات التعذيب التي تورطت فيها عناصر أمنية تعمل بمصلحة الشرطة القضائية، وأخرى بالدوائر الأمنية، وعنصر أمن يعمل بمصلحة السير والجولان (أسماء الأمنيين الذين قاموا بتعذيبي في الصفحة رقم 16)، وكان التعذيب يستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، مصفد اليدين رغم الجروح التي بمعصمي، ومعهم صعدت للطائرة على الدرجة الأولى (من التعذيب طبعا)، وكانوا يضعون جواربي في الماء ثم وضعها في فمي كلما طلبت شرب الماء، فطيلة فترة مقامي في ضيافتهم لم آكل شيئا، فالفاكهة والماء المعدني والأكل الذي كانت تأتيني به أسرتي لم أكن آخذ منه شيئا، كانوا يأكلونه ويقتسمونه أمامي، وحينما كنت أطلب شرب الماء، كانوا يصبونه أمامي، ويرغموني على شربه من الأرض، وتمت تعريتي كما ولدتني أمي، وتهديدي بإخصائي إن لم أوافق على أقوالهم، وكانوا يقومون بجلدي وصعقي بواسطة الكهرباء، ومنعي من المرحاض، وإرغامي على قضاء حاجتي تحت التعذيب في ملابسي. فمن فرط التعذيب والألم، لم أعد أحس بجسدي، وهناك الكثير من الطرق الأخرى، فهذه أكثر التجارب المريرة التي يمكن للمرء أن يمر بها. بدون شك، لقد سهرت العناصر الأمنية بعناية فائقة على تعذيبي، والتنكيل بي الذي كان في تصاعد ساعة بعد أخرى، ويوما بعد آخر... فكان التعذيب كذلك نفسيا ومعنويا باستعمالهم أساليب غير إنسانية، وقد غبت عن الوعي مرات كثيرة، ونزفت الكثير من الدم بعد أن فتح خيط الجرح، مما أدى بهم لنقلي ليلا إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بأسفي بواسطة سيارة الشرطة عوض سيارة الإسعاف لإعادة رتق الجرح بيدي اليسرى ووقف النزيف من طرف ممرضة، وقد استغلوا موقعهم ونفوذهم من أجل انتزاع اعترافات وهمية، وصنع دليل جنائي تحت التهديد والتعذيب، يتضمن وقائع غير صحيحة لتثبيت ضلوعي في جريمة قتل بريء منها، وتم تهديدي إن أنا لم أستجب لأوامرهم بالزج في السجن لمقربين مني بينهم أشخاص أنقذوا حياتي، وبفضلهم بعد الله تعالى أشعر أني حققت معجزة البقاء على قيد الحياة، بعد أن رمى بي المجرمون بخلاء منطقة سيدي بوزيد. كما أمسك
الجلاد "محمد دينار" برقبتي وأشار بأصبعه إلى كل من أختي وابنة خالتي اللتان كانتا يقف بجانبهما شرطي –بعد أن أحضرتا لي طعاما- ثم هددني (محمد دينار) إن أنا نطقت بأية كلمة أمام الصحافة أو لم أنفذ حرفيا إملاءاتهم بخصوص تمثيل الجريمة، فسيتم "الاعتداء" عليهما (أختي وابنة خالتي) أمام عيني وتلفيق أية تهمة لهما. وتجدر الإشارة إلى أن التعذيب الذي مورس علي من طرف "الجلاد" محمد دينار تم أمام أنظار رئيس الشرطة القضائية... من المؤسف حقا أن يحدث كل ذلك في عهد المغرب الجديد من طرف من يجب الحرص على عدم انتهاك حقوقي وحمايتها وصيانتها من الإهدار والامتهان. فعلى الرغم من الخطاب الملكي المتعلق بحقوق الإنسان وجد ترجمته في النصوص الدستورية خاصة بعد صدور الوثيقة الدستورية سنة 2011 والتي أفردت بابا خاصا بالحقوق والحريات، فإن ذلك لم يشفع في القطع مع الممارسات القديمة التي مورست علي بمصلحة الشرطة القضائية. وتحت ظلال تلك الوضعية وجدت بونا شاسعا بين المقتضيات المتعلقة بالحقوق والحريات الواردة في الدستور وقانون المسطرة الجنائية، والممارسة الواقعية التي عشتها طيلة فترة الحراسة النظرية من طرف العناصر الأمنية من عنف وتعذيب أثناء قيامهم بوظيفتهم بدون مبرر شرعي.
إن السلطة التي منحها القانون لعناصر الشرطة القضائية ليست في نظري سلطة مطلقة غير مقيدة بضوابط قانونية وحقوقية، بل العكس من ذلك، فهي مشروطة بضرورة احترام حقوقي الأساسية بمقتضى الدستور والقانون الجنائي والإعلانات الدولية التي صادق عليها المغرب، والتي كان آخرها المصادقة على البروتوكول الاختياري لمعاهدة الأمم المتحدة المتعلقة بمناهضة التعذيب.
وبخصوص "مسرح الجريمة" التي قمت بتمثيلها مكرها بوجه مكشوف كما هو مصور في الفيديو المنتشر لسيناريو "مسرحية" إعادة تمثيل الجريمة... وقد قمت بذلك -وهذا مالا يعرفه الناس- مرغمـا، من أجل ألا يمس سوء أناسا مقربين مني أحبهم ولا تربطهم أية علاقة بالجريمة النكراء؛ وأخص بالذكر الآنسة المحترمة مها، إخواني محسن، نورالدين، عثمان وخالد، وسيذكرون وسيعرفون أن ذلك كان فدية عنهم بمقايضة مقيتة مع أحمد طوال والي الأمن، ومع الجلاد محمد دينار رئيس الفرقة الجنائية بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية الذي هددني إن أنا لم أقم بإعادة تمثيل الجريمة (التي يعلم يقينا أني لم أرتكبها)، فإنه سيزج بهم في السجن بمحاضر ملفقة... آنذاك وافقت مكرها على أن أختار بين ضررين كما يقول المثل الشعبي المغربي: (لهلا يخيرنا ف بلا)، وتم تهديدي بعد ذلك إن أنا تحدثت إلى الصحافة بموقع الجريمة فسينفذون تهديدهم في حق كل من الآنسة مها ومحسن ونورالدين وخالد وعثمان، فالأمر لم يكن سوى خطة مطبوخة بعناية فائقة، وسلوك للنهج الإجرامي نفسه، وجعلي كبش فداء. ويفسر كل هذا إنكار المنسوب إلي أمام النيابة العامة وقاضي التحقيق في نفس ساعة ويوم تمثيل الجريمة، وهنا يحق لذوي الألباب والعقول النيرة أن يستغربوا ويتساءلوا كيف أعترف فقط أمام الشرطة القضائية وأقوم بإعادة تمثيل جريمة بريء منها براءة الذئب من دم يوسف؟؟.. حينها، بكت عيني من شدة الظلم الذي لحقني..
وقد قدمت شكايتي إلى السيد الوكيل العام للملك من منطلق كون الانتصار للحقوق والحقيقة هو في كنهه انتصار لقيمة المواطن المغربي، لهذا طالبت سيادته بحقوقي المشروعة ومن أهمها متابعة ومساءلة كل من تبث تورطه أو مساهمته في في تعذيبي وإهانتي. فالكرامة كالشرف؛ مرة واحدة لا مرتين. كما طالبت سيادة الوكيل العام للملك بإسناد المهمة للضابطة القضائية المختصة غير تلك التي يتبع لها محرروا محاضر الإيقاف والحجز والاستماع، وكذلك متابعة كل متورط في الجريمة التي أودت بحياة الشهيد اسماعيل خليل سواء أكان فاعلا أصليا أو مساهما أو مشاركا أو متسترا على الفاعلين الحقيقيين في الجريمة التي خسرت على إثرها أخا وصديقا عزيزا، وخسرت أيضا حريتي ظلما، بعد أن حشرت نفسي بين الممكن والمستحيل لما حاولت التبليغ عن الجريمة فتم الزج بي في السجن..
وهنا أوجه خطابي لأحمد طوال والي أمن أسفي واليوسفية، والمقاول ورجل الأعمال عبد الرحيم دندون، وتاجر المخدرات محمد الحيداوي، والمسؤول السابق المتقاعد في DST بأسفي بوشعيب النخيلي الملقب بالقاديري الذي استنجدت به يومها وباعني، وكأنني لأنجو من طاغية استنجدت بمحتال؛ لأنجو من "أحمد طوال" بالتبليغ عنه استنجدت ب"بوشعيب النخيلي" وكان هذا أكبر خطإ ارتكبته وكانت له كل هذه التبعات... لهذا أقول لكم إن كانت لكم آذان للسمع، يمكنكم الجري لكن لا يمكنكم الاختباء، كل شيء سيَمُرُّ وستبقى بصمتكم السوداء أنتم وكل من ساعدكم على قتل رجل أعزل، وتيتيم أبنائه، وترميل زوجته، وقطع أرزاق الناس... أقسم بالله بيننا التاريخ، والتاريخ لا يرجع إلى الوراء، (يا قاتل الروح فين تروح)... كفى من الظلم وكفى من منطق المافيا و الابتزاز والافتراء والكذب.
وهنا أعاتب السادة الصحفيين الذين أكن لمهنتهم كل التقدير والاحترام سواء بالصحافة الورقية أو الصحافة الإلكترونية ممن تناولوا موضوع الجريمة النكراء التي أودت بحياة الشهيد إسماعيل، لأنهم رضوا أن ينصبوا أنفسهم قضاة في محاكمتي بجرم لم أقترفه، فتم خلط قليل من الحقيقة بكثير من الكذب، فليس كل ما يكتب صحيح ومقدس ... واستغربت للحملة الإعلامية المُوَجَّهة والمجانبة للصواب والتي شنت ضدي بتبخيس الآخر وقصفه بشتى الأوصاف القدحية، وكتبت بعض الصحف والمواقع التي انساقت وانزلقت في كثير من الأحيان مع الحس العام وكرست الشعبوية من أجل الظفر بشهرة آنية والبحث فقط عن "BUZZ " فكتبت أشياء غير حقيقية ولو على حساب اتهامي باطلا دون البحث والنبش عن الحقيقة، وساهمتم بفعل التسريبات المفبركة للشرطة القضائية في أن يأخذ ملف القضية مسارا آخر والتستر على الفاعلين الحقيقيين. فالطريقة التي قدمتني بها سواء الشرطة القضائية أو والي الأمن "أحمد طوال" طريقة ماكرة وخبيثة.
لذا أناشد فيكم الضمير المسؤول والنزيه فأنتم الحصن والقلعة، وأناشد الجميع لتحمل مسؤوليته والتحلي بنوع من الرزانة وسمو الفكر وأخذ نفس المسافة من الجميع والبحث عن الحقيقة لا غير، لأن المرحلة تقتضي ذلك فأنا هو الضحية الذي لا يحمل صفة ضحية مادام القاتل والمجرم الحقيقي لا يحمل صفة مجرم.
وكما أخبرت السيد قاضي التحقيق والذي أحرجه الملف بفعل الأسماء التي ذكرت فيه، لأنه في زمن الخداع يصبح قول الحقيقة تصرفا ثوريا ... أقول للأسرة الكريمة للشهيد "إسماعيل" وإلى كل من يعرفني وإلى الرأي العام كافة... أبدا لم أكن أتوقع يوما أن يحصل كل الذي حصل، فقد كان مقتل أخي "إسماعيل" أكبر مأساة في حياتي، ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث عن أجوبة مقنعة وصادقة لحدث غيَّرَ مسار حياتي وقادني ظلما إلى السجن بعد أن وجدت نفسي خطأ في عملية تصفية حساب انتهت بعملية قتل، وأدركت متأخرا أن الأمر أكبر مما يبدو، والمتحكمون فيه طغاة ومصاصو دماء أعدُّوا لذلك؛ قتلوا، اختفوا، وبعدها ظهروا في لباس قديسين، فكنت أنا هو الخطة البديلة لديهم، والمشجب الذي علقوا عليه كل أفعالهم الدنيئة...
أنا لست القاتل الحقيقي للشهيد "إسماعيل" ولست قاتلا ولا يمكن أن أقتل أو أخون أعز من عرفت من الرجال، أخ لم تلده أمي، ولست ذئبا مفترسا كما تم وصفي في إحدى المقالات، ولست نصابا، وأنفي نفيا قاطعا وأتحدى أن أكون قد نصبت على أي شخص أو أخدت منه سنتيما واحدا لأي سبب، وأبدا لم أطمع في أي كان مهما كان، مع العلم أني تعرضت لعمليات نصب في كثير من الأحيان، فكل ثروتي في بيتٍ للإمام الشافعي :
غَـنـِيٌّ بلا مالٍ عن النَّاسِ كُلّـهــم وليسَ الغِنـى إلا عن الشــيء لا بــه
فأنا إنسان مسالم لم أُرَبَّى على العنف أو الإجرامِ ودائما آمنت أنه لا يمكن بناء شيء بالعنف أو الكراهية أو القتل، لأني لست مجرما، بل أنا ضحية إجرام وضحية أحكام مسبقة وتسريبات وهمية غير حقيقية وكيدية مفبركة من طرف بعض العناصر التابعة للشرطة القضائية، بحيث تم تسريبها على أنها حقيقة للرأي العام ولبعض مراسلي الصحف وأصحاب المواقع الإلكترونية، لذا أعتبر أن تلك التسريبات خرق لأخلاقيات المهنة ومسًّا خطيرا بسرية الأبحاث والتحقيقات.
لقد كتبت خطابي ورسالتي المفتوحة التي ليست إلا غيض من فيض والتي تتضمن بعضا وليس كل الأسباب والتفاصيل التي كانت سببا في قتل الشهيد "إسماعيل"، ذلك أن التفاصيل هي مبتدأ كبريات القضايا وأمهات الأمور، من أجل وضع حد لسوء الفهم الكبير ولكي يقف الجميع على الحقيقة وعلى القاتلين الحقيقيين وأيضا على سر المؤامرة التي دُبِّرت ضدي باستبدالهم راحَتِي شقاءً أرغِمْتُ عليهِ، وحُرِّيتي سِجْنا أجْبِرْتُ عليه، بمساعدة مباشرة من طرف الشرطة القضائية التي خَسِرَت كل قِيَمِها الأخلاقيَّة باتباعها للمقاربة المتحَيِّزة والتي لا تليق بجهاز أمني، بعد تسترهم على الحقيقة وعلى المجرمين الذين نفذوا وحضروا مقتل الشهيد "إسماعيل" والذين ليسوا سوى أناس "مسؤولين" فيهم وضِعت ثقة الدولة وثقة سكان مدينة آسفي من أجل العمل للمواطن وصالح المدينة، ولكنهم عملوا لمصالحهم الشخصية البحثة ومراكمة الثروات ولو على حساب المصلحة العامة... فمن يقتل إنسانا لا يجب أن يؤتمن على شيء.
أنا هو الإنسان الذي رفضه الموت ورفضته الحياة يوم الثلاثاء 14 أبريل 2015 رفضني الموت بعد أن أمدني الله بعمر جديد بعدما حاول المجرمون قتلي، ورفضتني الحياة بعدما وجدت نفسي متهما في قلب قضية شائكة وتم الزج بي ظلما في السجن، فالحياة لا تعطي شيئا إن لم تأخذ مقابله شيئا آخر... أعطتني عمرا جديدا، وأخذت مني حريتي... ورغم كل هذا أصبحت أعيش الحياة كهدية.
أنا هنا في السجن لأني رفضت الخضوع والخنوع للطغاة ومصاصي الدماء، ولأني رفضت بيع دم الشهيد"إسماعيل" وأن آخذ مقابله مالا حراما، فلو فعَلتُ ذلك لكنت شاركت بخبْثٍ مع القتلة في جريمتهم الشنعاء ... لذا أعتقد أن دخول السجن أحيانا يكون شرفا للإنسان، فلو وافقت على جريمتهم وتسترت عليهم، لما كنت هنا في السجن، ولكنت حرّا، لكنها ستكون حرية موت بطيء... فأنا من عشاق الحرية... لكن بكرامة وشرف.
بدخولي السجن مررت بأشهر من التأقلم العظيم، ففي غياب الشمس تعلمت أن أنضج في الجليد... ولازالت هناك قرارات وأمور عظيمة سأنشرها حين يحين وقتها، فلكل مقام مقال، ولن يكون في فمي سوى الحقيقة وكلماتي ستكون قاسية تخدش أسماع المتأنقين، لأنه دائما هناك وقت مناسب لفعل الأمر الصواب. فأنا لم أنس شيئا، فقط عقدت هدنة مع الذاكرة حتى حين، ولن أخاف لومة لائم ولا غضبة مسؤول.
أنا لا أقول أني إنسان مثالي ولم أرتكب أخطاء في حياتي..لكل منا أخطاء وحسنات، طموحات سرية، ففي حياة كل إنسان خيبة ما وهزيمة ما وأيضا انتصار... وأنا مثل أي إنسان كانت لي طموحات كبيرة ومشاريع وأحلام مشروعة... لكن القدر أراد لي حياة أخرى ... لقد وأدوا أحلامي أيضا، فضاق بي القدر وخذلتني الحياة ولم تعطني ما أستحق، وللأسف فقد مجَّدْتُ شخصيات تنكَّرت لي في البداية رغم معرفتها ببراءتي، ووطنا عَشِقتُه ولا أريده أن يَتَخلى عني...
وأقول إلى من يهمهم الأمر ... أنا مواطن مغربي حر وأصيل، أحب وطني ومَلِكِي، وسأبقى متشبتا بأهداب العرش العلوي المجيد حتى الموت، مهما تكن النتيجة، فقد انتهى عهد استغلال ماهو مشترك بين المغاربة، لأن الوطنية اعتزاز بالقول والفعل، والوطن أكبر منا ومن أحلامنا الصغرى...
"قريبا سيعود الطائر الحر إلى العش الدافئ"
منذ تاريخ 14 أبريل 2015 لم أعد أرهب الموت، أصبحت أخاف فقط من الظلم ... فالخوف من الموتِ موْتٌ قد يمتد مدى التاريخ، وأنا لا أنكر أن دخولي السجن كان بمثابة شوكة انغرست في قلبي يومها، فأحيانا عند الألم يتخلى الإنسان عن الامل... لكن أملي كبير بعدالة قضيتي وعندي إيمان راسخ أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وثقتي كبيرة في القضاء المنصف آجلا أو عاجلا... ليس كل سقوط نهاية، فالنهايات السعيدة تتأخر أحيانا...
اللهم إني مظلوم فانتصر، اللهم إني مظلوم فانتصر، الهم إني مظلوم فانتصر...
"فستعلمون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله" صدق الله العظيم.
شكـرا جزيـلا
إن الأزمات والمآسي الكبيرة هي التي تجعلنا كبارا، فقد عشت تجربة حياة لم أندم عليها، وكل ما وقع لي في حياتي هي تفاصيل وجزئيات تنتجها الحياة، أحيانا بسخاء رؤوف وأحيانا بقسوة فظة... فهناك حكمة لا نبلغها إلا في عز سجننا ووحدتنا وحزننا وألمنا.. فالألم الحقيقي هو ظلم الآخر لي، وهو القسم الذي لا يُصَدَّق والصدق الذي يشكك فيه والدموع التي تُسْترخص من طرَفِ الشامتين ومن اختلطت عليهم وقتها الصورة.
في الشدة يكتشف الإنسان نفسه ويكتشف من بقي معه ومن أصبح ضده، ففي وقت كنت أنتظر أناسا ليقفوا إلى جانبي في محنتي لكنهم تخلوا عني رغم معرفتهم ببراءتي... لكن هناك الكثيرين من بينهم أناس لم أكن أعرفهم وقفوا معي وكانوا إلى جانبي منذ أول يوم داخل أسوار السجن، فالشدة كما الرخاء اختبار جيد لمن حولنا وحينها يتم إعادة ترتيب المعارف والأصدقاء والقرابات، وهذه ليست إلا سحابة عابرة وستنزاح إن شاء الله، ويكفيني لحد الآن أني ربحت حق الحياة وربحت حب وتعاطف ومآزرة الكثيرين، في انتظار الفوز بحق الحرية، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأنا هنا في السجن، هناك أناس في الخارج أعطوني الكثير... أقول لكم شكرا جزيلا ...
ــ أنحني شكرا لأسرتي الصغيرة... لأقرب الناس إليَّ "والدتي الحبيبة"، للرجل العظيم "والدي العزيز" حفظكما الله، لأختي الكريمتين، لإخوتي الأعزاء، لزوجات إخوتي الفضليات... فما أقوى الذي يكون له أب وأم وأخ نصير عند الشدائد والأزمات؛ فلقد منحتموني كل شيء، ووقفتم إلى جانبي في أصعب الأوقات التي يمكن للمرء أن يمر بها، وتحملتم من أجل ذلك الكثير... ولكم كل الفضل عليَّ بأن بقيت قويا وحاضر الذهن (راكم عزاز وغاليين)... أحبكم.
ــ شكرا جزيلا للأستاذين المحاميين اللذين وقفا إلى جانبي ويآزرانني ويؤمننان بعدالة قضيتي.
ــ شكرا لعائلتي الكريمة.
ــ شكرا لكل من آمن ببراءتي ووقف إلى جانبي في محنتي.
ــ شكرا للصحافة الحرة والنزيهة التي تبحث عن الحقيقة والحقيقة فقط... "تموت الحرة جوعا ولا تأكل من ثدييها".
ــ تحية مفعمة حنينا إلى كل الذين يفكرون بي يسألون عني وعن أخباري، ولكل من زارني أو حاول زيارتي أو أرسل رسالة أو اتصل وسأل عني.
ــ شكرا للأصدقاء الحقيقيين الذين لم يغيرهم تغير الأيام وتقلبها (الأيام دول).
ــ شكرا لمن ساعدني في يوم من الأيام، وآمن ببراءتي.
ـــ شكرا لمفتش الشرطة الذي عاملني بكل إنسانية كما تمليه عليه القوانين المنظمة للمهنة عكس باقي العناصر الأمنية الأخرى التي قامت بتعذيبي والتنكيل بي بمصلحة الشرطة القضائية...(أنت ولد الناس).
ــ شكرا للجمعيات الحقوقية والإنسانية التي تتابع قضيتي.
ــ شكرا للسيد مدير السجن ورئيس المعقل وحراس وموظفي السجن المحلي بآسفي.
ــ شكرا لنزلاء السجن المحلي بآسفي الذين تعاملوا معي بكل خير وأخوة منذ اليوم الأول.
ــ شكرا لكل من تفاعل وتعاطف مع قضيتي.
ــ شكرا لكل من تخلى عني وتركني أواجه الأمواج العاتية لوحدي... نحن لا نبدأ في الحياة حقا إلا بعد أن نخسر كل شيء.
ــ شكرا لإهداءاتكم عبر البرامج الإذاعية...
ــ شكرا لكل من يستحق الشكر.
الحمد لله تحقق الكثير في مغربنا الحبيب، ولم يعد التعذيب ممنهجا كما كان في السابق، لذا أتمنى صادقا أن ينتهي عهد التعذيب كذلك وتلفيق التهم في مصلحة الشرطة القضائية بآسفي، وأن يستوعبوا الطبيعة الإجرامية لهذه الأفعال والممارسات التي لم تعد مقبولة والتي تعود بالبلاد والعباد سنوات كثيرة إلى الوراء، فعندما أتذكر التعذيب الذي تعرضت له بمصلحة الشرطة القضائية وكأنما أفتح جرحا جديدا، فكلنا مواطنون وكلنا مغاربة.
هذه أسماء الأمنيين الذين قاموا بتعذيبي وإهانتي والتنكيل بي في مصلحة الشرطة القضائية بالأمن الإقليمي بآسفي:
1 ـ محمد دينار
2 ـ شهيد حسن
3 ـ الشرامي حسن
4 ـ فرحي نجيب
5 ـ العثماني عبد الواحد
6 ـ المغاري عبد الله
7 ـ العلمي الصامبي
8 ـ مريوش حسن
9 ـ محمد النكيش
10 ـ العبسي سعيد
11 ـ نجاح طاهر
12 ـ إبراهيم بادي
13 ـ أبو بكر شهبون
 
وهناك أسماء أخرى لأمنيين قاموا كذلك بتعذيبي لم أذكرها.
السجـن المحلـي بآسفـي 
صلاح الديـن الخـاي
المراسلات و الشكايات
ـــ مراسلة للسيد المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بخصوص موضوع "طلب مقابلة استعجالية" بتاريخ 26/11/2015 تحت رقم إرسال 8165.
ـــ شكاية إلى السيد الوكيل العام للملك بخصوص موضوع "تسريب سر مهني" بتاريخ 26/11/2015 تحت رقم إرسال 8183.
ـــ شكاية إلى السيد الوكيل العام للملك بخصوص موضوع "تعرضي للتعذيب وتلفيق تهمة قتل" بتاريخ 11/12/2015 تحت رقم إرسال 8568.
ـــ شكاية إلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص تعرضي للتعذيب من طرف الشرطة القضائية بتاريخ 23/12/2015 الرقم الترتيبي 2015/44 (صندوق الشكايات).
ـــ شكاية إلى السيد وزير العدل والحريات بخصوص "تعرضي للتعذيب من طرف الشرطة القضائية وتلفيق تهمة قتل" يوم 23/12/2015 رقم ترتيبي 2015/43 (صندوق الشكايات).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *