الجمعية المغربية لحقوق الإنسان/بيان في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم
بيان(AMDH ) في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم
بيان في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب باعتذار بريطانيا عن جرائمها وجرائم الكيان الصهيوني
في حق الشعب الفلسطيني على امتداد مائة عام، وتعويضه عما لحقه من أضرار واعتبار وعد بالفور لاغيا
وترتيب الآثار القانونية والحقوقية والسياسية عن ذلك
بحلول يوم 02 نونبر 2017، تحل ذكرى مئوية وعد بالفور المشؤوم، الذي يعتبرجريمة عظمى ارتكبتها دولة بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني وبحق الإنسانية جمعاء خدمة لمصالح القوى الاستعمارية وللحركة الصهيونية العالمية.
"وعد بالفور"، هو الاسم الذي تعرف به الرسالة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني، جيمس بالفور، إلى ليونيل وولتر روتشيلد، زعيم الحركة الصهيونية العالمية، بتاريخ 2 نونبر 1917 يعد فيه الحركة الصهيونية بإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي" على أرض فلسطين، تفعيلا لإحدى توصيات المؤتمر الصهيوني الأول، المنعقد في بازل بسويسرا في غشت 1897 برئاسة تيودور هرتزل، اندمجت لاحقا ضمن بنية مشروع القوى الاستعمارية بزعامة بريطانيا آنذاك؛ سرعان ماوافقت عليه فرنسا وإيطاليا عام 1918 ثم الرئيس الأمريكي "توماس وودرو ويلسون" عام 1919. وقد صدرت بعدها اتفاقية فيصل – وايزمان لعام 1919 لتطبيق وعد بلفور، ثم وافق عليه المجلس الأعلى لقوات الحلفاء عام 1920، ومجلس عصبة الأمم عام 1922 الذي صادق على مشروع الانتداب البريطاني في فلسطين لتمكين بريطانيا من الإشراف على تنفيذ المشروع الصهيوني في المنطقة بحسب المادة 2 لصك الانتداب.
وقد شهدت مرحلة الانتداب حملات واسعة لتهجير يهود العالم إلى فلسطين، عبر موجات متتالية ومتنامية، في سياق توفير القاعدة الاجتماعية للكيان الناشئ، وتوسيعها وتجذّرها على حساب اقتلاع أصحاب الأٍرض الأصليين الفلسطينيين وانتزاع ونهب ممتلكاتهم، عبر سلسلة من المجازر والجرائم ضد الإنسانية، والتي تصدى لها الشعب الفلسطيني بكل أشكال المقاومة حتى قبل وعد بلفور. وبعده تطورت أشكال المقاومة في ثورات 1920 و 1929 وثورة 1936-1939 ضد وعد بلفور والانتداب البريطاني.
وسيتضح بشكل جلي أن وعد بالفور، وإن كان مصدره بريطانيا، تحول إلى مشروع استعماري استيطاني عنصري وعدواني، إذ لم تتمكن الحركة الصهيونية، وبدعم من القوى الاستعمارية، من إرساء دعائمها إلا بارتكاب الجرائم والمجازر ضد أصحاب الأرض من الفلسطينيين.
وسيكون من تداعيات الوعد المشؤوم، القرار الأممي رقم 181 لعام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين، بناء على طلب دولة الانتداب البريطاني، والذي سيولّد نكبة 48 ونكسة 67، والذي لا زال يشكل مصدرا لكل الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني المقاوم إلى اليوم.
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي تستحضر هذه الذكرى المشؤومة في تاريخ الإنسانية، وتستحضر معها الصمود البطولي للشعب الفلسطيني، جيلا بعد جيل، في مقاومته للاحتلال والاستيطان في تحدّ لكل عوامل الإحباط والتيئيس التي تتربص به تعلن ما يلي:
- تعتبر أن وعد بالفور الاستعماري العنصري لا قيمة قانونية له أو حقوقية من منظور القانون الدولي لأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وبالتالي فكل ما ترتب عنه من قرارات أممية، يعتبر لا قانونيا ولا شرعيا ومخالفا للمبادئ الأساسية في القانون الدولي، وعلى رأسها حق الشعوب والأمم في تقرير مصيرها والاستقلال والسيادة الوطنية. فكل ما بني على باطل فهو باطل.
- تعتبر أن قرار التقسيم الناتج عن وعد بالفور المشؤوم، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 ليس قراراً ملزماً، بل مجرد توصية غير ملزمة، صدرت وفقا للمادة العاشرة من ميثاق الأمم المتحدة؛ و أن إضفاء طابع الإلزامية على القرار- التوصية مخالف لمبادئ وقوانين الأمم المتحدة، وفقاً للنصوص ذاتها، إذ لا يحق للأمم المتحدة أن تنشئ دولة جديدة، أو أن تلغي دولة قائمة بناء على توصية ناتجة بدورها عن رسالة من بالفور إلى البارون روتشليد، أحد قادة الحركة الصهيونية العالمية، تفعيلا لبرنامج المؤتمر الصهيوني الأول. لذلك، فصدور القرار 181 بتقسيم فلسطين وإنشاء دولة أخرى على أراضي دولة قائمة غير قانوني، بكل ما له من آثار كارثية على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى السلم والأمن الدوليين إلى اليوم؛
- تؤكد على موقفها الثابت من الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية كحركة عنصرية استعمارية وعدوانية تشكل خطرا ليس فقط على الشعب الفلسطيني وإنما على شعوب العالم وعلى السلم والأمن الدوليين؛
- تؤكد على موقفها المبدئي الداعم لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة في عودة اللاجئين وإقامة دولته المستقلة فلسطين التاريخية على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس؛
- تدين بشدة تواتر العمليات التطبيعية مع الكيان الصهيوني الجارية في المنطقة العربية والمغاربية، وتستنكر بقوة الأنشطة والعمليات التطبيعية التي يشهدها المغرب على أكثر من صعيد والتي صارت تخترق النسيج المجتمعي ببلادنا وتستهدف فكر ووجدان المغاربة؛
- تجدد دعوتها لكافة القوى الديمقراطية والحية بالمغرب ولعموم المواطنين والمواطنات إلى المزيد من تكثيف الجهود للتصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل تجلياته ومواصلة النضال من أجل سن قانون لتجريمه؛
- تستهجن تصريحات "تيريزا ماي"، رئيسة الوزراء البريطانية، والتي ورد فيها "إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، وسنحتفل بهذه الذكرى المئوية بالتأكيد"؛
- تطالب، إلى جانب القوى المحبة للسلام، باعتذار بريطانيا عن جرائمها وجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني على امتداد مائة عام، وتعويضه عما لحقه من أضرار، واعتبار وعد بالفور لاغيا، وترتيب الآثار القانونية والحقوقية والسياسية عن ذلك.
المكتب المركزي
الرباط بتاريخ 2 نونبر 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق