جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مفهوم الدولة كجهاز قمع طبقي/مصطفى بنسليمان

على هامش المزايدات من بعض الرفاق حول تهمة استبدال مفهوم الدولة كجهاز قمع طبقي بمفهوم المخزن " الماركسية هي فن إتقان خوض الصراع الطبقي "
المخزن هو جوهر الدولة الناتجة عن المجتمع القبلي قبل 1912 وخلال السنوات التي اعقبت 1912 تمكن المخزن من التأقلم والتكيف مع مختلف الدول التي حكمت منطقة شمال إفريقيا.
لذلك نجد تاريخيا مفاهيم من قبيل مخزن سملالي نسبة للدولة السملالية ومخزن فلالي نسبة للفيلاليين ومخزن صنهاجي نسبة لصنهاجة و... وفي المرحلة التاريخية التي أعقبت معاهدة الحماية ولعل الجميع ممن يناقشون مفهوم المخزن الأن، قلت لعل الجميع يعلم أن المغرب قبل المعاهدة كان جزء منه خاضع لسلطة الدولة المركزية وتسمى بلاد المخزن وجزء غير خاضع متمرد يسمى بلاد السيبة ولظروف داخلية منها الجفاف والجوع وكثرة الضرائب ونزع الأراضي والمحاصيل ولظروف خارجية متعلقة بتوسع البرجوازية الغربية كل هذه العوامل وغيرها دفع بالدولة لطلب الحماية، إذن المخزن هو من طلب الحماية وجلب الإستعمار.
طيب ما جرى بعد الإستقلال الشكلي أي بعد 1956 هو أن المخزن المكون من كبار الإقطاعيين والأعيان والنخب السياسية الدائرة في فلكه والبرجوازية الصغرى طلبت بالإستقلال بعد أن تأكد للإستعمار أن هزم جيش التحرير من سابع المستحيلات وقد ساهمت الحركة الوطنية في عودة المخزن لإحتلال مواقعه من خلال تواجده ضمن الحركة الوطنية الجناح السياسي وليس العسكري فلو دققت النظر في أعضائها وأسماء الموقعين على وثيقة المطالبة بالإستقلال لوجدت أنهم كانو كبار الإقطاع والأعيان والبرجوازية الصغرى.
طيب عندما حاز المغرب على الإستقلال الشكلي تمكن المخزن العودة بشكل رسمي وباتفاق فرنسي مخزني وذلك عبر الحفاظ على مؤسسات تقليدية تملك كافة السلط وإنتاج مؤسسة عصرية بدون سلط إذن نحن أمام نظام حكم هجين لا هو تقليدي مئة بالمئة ولا هو عصري حداتي.
طيب عندما تقول يجب رفع شعار إسقاط النظام فإنك تتجاهل وتغفل عن جوهر الحكم بالمغرب لأن النظام لا يعني رأسه بل قاعدته وبنياته بمعنى أنك لا تركز على إنهاء العلاقات الإنتاجية للثقافة المخزنية معنى ذلك أنك لم تصوب جيدا لضربتك التي من المفروض أن تجتاث وتفكك الطابع المخزني للدولة. معنى ذلك أنك لا تعارض العلاقات المخزنية والطابع المخزني للدولة معنى ذلك أنك لا تعارض الجوهر المخزني الذي ينتج ويعيد إنتاج نفس العلائق ويتأقلم مع كل الأشكال والحالات، معنى ذلك أنك تريد أن تجري تعديلا على مستوى القمة وليس تغيرا على مستوى القاعدة،
عندما نرفع شعار إسقاط المخزن وبناء نظام ديمقراطي ذي أفق اشتراكي فلأننا نعرف جيدا وتاريخيا كيف استطاع المخزن التكيف مع الأحداث والأشكال ولأننا نريد الإنتقال من الدولة التقليدية المخزنية الإستبدادية إلى الدولة العصرية الديمقراطية بأفق اشتراكي، معنى ذلك أننا ندرك أن المعرقل للتطور وللديمقراطية كشرطين لتطور قوى الإنتاج هو المخزن. وإن القضاء المخزن بنياته وتفكيكها عبر عدة خطوات إجرائية لن يكون الا بنزع السلطة السياسية منه عبر مجلس تأسيسي طبيعة الحكم والدولة ومبادئها سيكون عليها صراع حقيقي بين قوى الشعب والممثلين للمخزن او الثورة المضادة.
لكن قبل الختم لابد يا رفيقي من دراسة التاكتيك وتعديله كلما دعت الضرورة لذلك ولابد من تحديد العدو الرئيسي والأكثر شراسة ولابد من وضع شعار جامع وموحد لكل مناهضي العدو الاكثر شراسة وهذه الشعارات والتاكتيكات لابد لها من ماركسي ثوري نظرية وممارسة ولابد له من أن يكون فنان ماركسي في خوض الصراع الطبقي.
ولابد له من أن يضع عيناه على العدو والإصبع على الزناد.
مصطفى بن سليمان
24/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *