جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أنا و مناجم جرادة./على فقير

أنا و مناجم جرادة.
أعترف أنني لا أعرف عن قرب منطقة جرادة، و هذا لا يمنعني من أن تكون لي بعض الذكريات مع كادحي مناجمها.
1 - الفقيد محمد بركادBerreggad ، استشهد في إحدى حوادث مناجم الفحم بجرادة سنة 1975 .
تنحدر عائلته من قصر "الداو ديوب"، ببني تجيت. صديق الشباب. توطدت العلاقات بيننا نحن مجموعة من الشباب(بركاد...). كانت أهم نقاشاتي مع الفقيد الذي كان يدير مخبرة شعبية صغيرة، تتركز على السياسة.
نلتقي بعد وجبة العشاء خارج "فيلاج بني تجيت" لنتذاكر في جميع الأشياء، أغلبها سياسية. التحق بنا فيما بعض جنود شباب مثقفون من الحامية المحلية. أهديت لهم كتيب "بيان الحزب الشيوعي". لم تكن للقاءات صبغة سياسية. كنت أنا في شبيبة الحزب الشيوعي و لا أتحدث لهم عن انتمائي حيث كانت لي شكوك داخلية عن صحة ما يدعيه الحزب الشيوعي.
توطدت العلاقات إلى حدود تأسيس منظمة "إلى الأمام" تحولت الأولويات...و متطلبات السرية... (من بداية الستينات إلى بداية السبعينات)
أخر زيارة الشهيد لي في السجن تمت في مارس 1973، حيث حاول أن يخبرني بما يقال حول العمليات المسلحة التي انطلقت في الأطلس ضد نظام الحسن الثاني المستبد.
التحق بمناجم الفحم بجرادة كعامل منجمي، و توفي داخل "غار" اثر حادثة شغل، تاركا ورائه أرملة وأيتام.
2 - بنموسى، عامل منجمي بجرادة. من مواليد سوس.
اشتغل لسنوات (أغلبها في باطن الأرض) بمناجم الفحم بجرادة. مرض ب"سيليكوز". مناضل ثوري اتحادي. اعتقل خلال أحداث مارس 1973. قضينا جميعا أيام نضالية و إنسانية لا تنسى بحي"ج".
رغم معاناته مع المرض داخل السجن، لم يفرج عنه إلا حينما علم النظام أن الأيام المتبقية من حياة الشهيد معدودة. أطلق سراحه ليتوفي خارج أسوار السجن المركزي. لقد أطلق سراحه ليتفادى نظام تهمة الاغتيال.
كان الشهيد إنسان عظيما: الوعي الثوري، الصمود، التواضع، الإنسانية...
3 - محمد الكاموني. مهندس بمناجم جرادة إلى حدود اختطافه يناير 1975
تعرفت على المناضل محمد الكاموني سنة 1969 في إطار الحزب الشيوعي/التحرر و الاشتراكية.، و في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. كانت خلية المدرسة المحمدية للمهندسين (التي كان عضو بارزا فيها) من مؤسسي "منظمة إلى الأمام" الماركسية اللينينية المغربية.
في إطار التوجيهات التنظيمية، التحق العديد من مناضلي " إلى الأمام" ليشتغلوا في وحدات و مناطق إستراتيجية. و هكذا حل المناضل الكاموني بمناجم جرادة للسهر مع مناضلين آخرين على العمل التنظيمي في شرق المغرب...
اختطف الكاموني خلال شهر يناير 1975، مر بمراكز التعذيب. التقينا من جديد بالسجن المركزي بالقنطيرة (من سنة 1969 إلى صيف 1982).
جرائم النظام (المباشرة و غير المباشرة) لا تحصى. فكيف يمكن لمناضل صادق أن يختار طريقا غير طريق النضال. النضال الجماهيري الواعي و المنظم؟
لا ننتظر جزاءا من أي كان. لا ننتظر أوسمة من أي كان. لسنا من رافعي الشعار "الله،الوطن، الملك". فمن شعاراتنا: الحرية، الكرامة، المساواة".
فتحية لكادحي جرادة، لشباب جرادة ، لرجال و نساء جرادة على انتفاضتهم المباركة. فحراك الريف الشامخ، و انتفاضة زكورة المناضلة، و حراك جرادة العمالية...كلها أحداث تبرهن على أن الشعب المغربي شعب عظيم، و أن الجماهير ستبقى في نهاية الأمر هي صانعة المغرب الجديد، صانعة التاريخ.
على فقير، شيوعي مغربي ، 28 دجنبر 2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *