جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عودة الالتراس

تناقلت العديد من المواقع السماح بعودة الالتراس للملاعب ليكون هذا هو رأي الشباب في الموضوع

ولمزيد من المعطيات حول الظاهرة لاباس ان نعيد التذكير والتعريف بهذه الظاهرة عن الموقع الالكتروني مامفاكينش

الألتراس في المغرب بين إرادة الحرية وهفوة السلطة


منذ بداية التسعينيات ظهرت ظاهرة الألتراس في المغرب كنمط لتشجيع و مساندة فرق كرة القدم، الألتراس في اعتقاد  » الفيراجيست  » ( المشجعين ) ليست مجرد حركة تشجيع وإنما هي نمط حياة و مبادئ على كل فرد منهم أن يوفي بها إلى أخر يوم في حياته. أعطت هذه الحركة أكلها على مستوى الكرة الوطنية وخلقت صيرورة تشجيع مختلفة وبل حضارية وفنية وأبهرت العديد من المتتبعين للشأن .
كان إلزامي أن يتفاعل كل متتبع للكرة الوطنية مع هذه الظاهرة وأكثر من ذلك عملت مجموعات الألتراس في المغرب على تطوير نفسها وانتشرت كما تنتشر النار في الهشيم وحصدت أكبر عدد من المتابعين و مساندين و داعمين لها، وفقا لما ألت إليه الألتراس في الدول الغربية كحضارة تشجيع ومقاومة في الوقت نفسه، أما في المغرب اختلفت قليلا عن السياق العالمي و كانت في الكثير من الأحيان تميل للإرادة السلطة أو السلطة تميل لها.

لذلك بقيت الألتراس محط اعتبار في الشأن المغربي الرياضي و السياسي، باعتبار أيضا أن الألتراس في الدول العربية ساهمت في بلورة ثورات شعبية إبان انتفاضة الربيع العربي من سنة 2011  كما الحال مع مصر التراس الزمالك و الأهلي.
تبدع الألتراس في المغرب في تفني بلوحات إبداعية رائعة ومعبرة، وأغلب هذه المجموعات المغربية تعتبر نفسها أنها خلقت لتشجيع وليس لعمل أخر كما كان شأنه ( حسب بيانات عدة مجموعات منهم )، وهـذا ما يتنافى على ما جاءت به أغلب المجموعات في بقاع العالم حيث تعتبر أغلبها وليس كلها أن حركية الألتراس نمط حياة وجزء من مجتمع ومناهض للفساد الرياضي و السلطوي .
في الحقيقة لا يمكننا أن نتهم أي طرف منهم في المغرب انه يتملق للسلطة، لكن هناك شعارات للبعض منهم تختلف عن بعضها، نجد أخرى موالية و أخر تعبر عن وجه بشع للحياة في المغرب وتحكي عن ألم يحاصر شبابها، هذا الإبداع المقاوم لم يكن منذ ولأدت الحركية في المغرب وإنما جاءت به صيرورة الألتراس المصحوبة بالثورات الشعبية كنموذج المصري في المنطقة.
تعتبر الإلتراس أداة تنشد الحرية قبل كل شيء، لذلك تتفانى المجموعات في أغلب أهازيجها التي لا تخلوا من الحديث عن الحرية كرؤية تعبيرية عن ما ترنوا إليه أنفسهم،وأخرى ذات أهازيج سياسية مؤيدة للوضع القائم، عبرت إحدى المجموعات في المغرب تدعى  » حلالة بويز  » ( أبناء الحلالة )  بصوت ألتفت إليه العديد في المغرب بكلمات نذكر منها :  » فـي تعليم إكلخونا،بزرواطة إفكرونا،وعلى حقوقنا إمنعونا ويقمعونا.. » وأخرى  » للوينرز  » ( الفائزون ) :  » بصوت الشعب لي مقموع جاي نغني جاي نقول…  »
السياق العالمي للألتراس يؤكد على أن ظاهرة الألتراس نمط مناهضة ذات نموذج أولا في الكثير من البلدان، مناهضة للرأسمالية الرياضية و الهيمنة السلطوية وجعل قطاع الرياضة حكرا على الرأسماليين وأصحاب الأرباح وضرب مجانيته وجعله مجالا للربح وهذا ماتسميه الإلتراس بـ » الكرة الحديثة  »، في اعتقادي من هذا المنطلق تفشت ظاهرة الألتراس في العالم وكانت لبعضهم أدوار مهمة في المجتمع سياسيا و رياضيا مثلت جزء مهم.
الخيار الذي يبدوا سيئ في المغرب غير واعي و غير ناضج من هذه المجموعات هو انحرافهم عن المسار التوعوي و ثقافي و الحضاري و التشجيع الراقي و الأفكار البناءة حيث توقفت المجموعات على إنتاج هذه القيم وأصبحت شبه المنعدمة في أواخر هذه السنوات و أصبحت ملاعبنا تمتلئ بصعوبة عكس السنوات الماضية، تفشت أيضا ظاهرة الكراهية بين المدن و الجماهير وكثيرا ما أدت إلى حالات شغب وعدوانية، فهذا سلوك غير مقبول أخلاقيا و لا مجتمعيا، ومن يعتقد أن من مبادئ الألتراس  » العدوانية  » فهو مخطأ، لكي تنضج هذه المجموعات أكثر اليوم عليها خلق روح تضامنية وتحديد أهداف وبرامج مسطرة وان تعتبر نفسها جزء كبير وفاعل في المجتمع، فحقيقة السلطة في المغرب تعمل على تفكيك وتدمير هذا النموذج سوى بطريقة مباشرة أو لا أو تندس وسطه وتخربه بهدوء نظرا لأنها تخشى أن يتطور الأمر إلى أداة فعالة وذكية فالحشد الذي تحشده من الجماهير ليس بالأمر السهل. حينئذ قد نرى في الملاعبنا نساء و رجال و أطفال ينخرطون في هذه المجموعات ويقدونها بأنفسهم وان يجعلوا منها قاطرة نحو تثقيف الشباب و نحو خلق رياضة تستحق المشاهدة،عكس هذا العجب الموجود حاليا في ملاعبنا.

وتبقى هفوة السلطة في تعامل مع هذه المجموعات بالعنف و القمع و الاندساس بينهم والعمل على إنتاج قوانين قمعية تزج بقاصرين في السجن وشد الخناق على المجموعات في الملاعب و تعامل معهم كأنهم حشرات و إرهابيين، حيث للأسف تتفانى في الكثير من المدن القوات العمومية في تلطيخ وجه الشباب بدماء في الملاعب الوطنية بمبرر فرض الأمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *