من تجارب المقاطعة/ضد امانديس***الرفيق تاشفين الاندلسي
ذات خريف من سنة 2015 انطلقت مظاهرات عارمة في طنجة تخرج من الأحياء الشعبية ضد الشركة الاستعمارية "أمانديس" استمر ذلك لثلاثة أسابيع ، منذ البداية كان ظاهرا أن المظاهرات مخترقة طولا و عرضا من طرف الأحزاب المخزنية ، لا بل من طرف الأجهزة و على عينك يا بن عدي . كانت مظاهرات بزخم أكبر من مظاهرات 20 فبراير انخرطنا فيها بقوة رغم علمنا بكل تلك المناورات ، هذا الانخراط الميداني للمناضلين المبدئيين خصوصا منهم المنظمين في تنظيمات خارجة عن النسق المخزني وبعد ان توجس المخزن من خروج المظاهرات عن السيطرة دفع أبواق النظام القائم بشيطنة النهج الديمقراطي و العدل و الاحسان كما العادة و اتهامهما بمحاولتهما اشعال الفتنة في البلاد ، مع أن هذين التيارين كانا منصهرين داخل الأشكال النظالية مع الجماهير كباقي الفعاليات الديمقراطية الحية في المجتمع . في هذه الأثناء سيبعث المخزن الى طنجة خادمه الوفي الشرس عبد الالاه بن كيران السيء الذكر ، طبعا كما العادة كلما أحس بخطر معين . حضر الأفاق و جمع حوله ثلة من المرتزقة من تنظيم المخزن للقائه في القاعة المغطاة و كان قرار : ادخلوا منازلكم فالحل سيكون قريبا مع الرعاية السامية دائما . عمل المخزن آنذاك على جبهتين : الأولى تتجلى في مناورة الشركة و استدراج الناس البسطاء الى حلول ترقيعية ما فتأت حتى ظهرت نتائجها الكارثية و بانتقام شديد من الساكنة ، أما على مستوى تدبير مواجهة المظاهرات فكانت بشعة حيث استعملت البلطجية بشكل مخيف فعلا و خرج العنف من دائرته "الشرعية" ليصبح أداة خارج أي مسوغ قانوني ، فانطفأت جذوة الحراك ضد امانديس مع استمرار الشركة الاستعمارية في نهب و تخريب جيوب المواطنين من دون أن يرمش لها و لراعييها جفن مع أن المجلس الأعلى للحسابات كمؤسسة رسمية رصد خروقات خطيرة قامت بها الشركة و التي بموجبها يحق للسلطات المحلية فسخ العقد الذي يجمعها معها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق