جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

المغاربة والديموقراطية بقلم الرفيق محمد لعمير عضو النهج الديموقراطي

المغاربة والديموقراطية
بقلم الرفيق محمد لعمير عضو النهج الديموقراطي 
إذا قال لك شخص ما بأن المغاربة لا يستحقون الديمقراطية والحرية، فصدّقه ولا تكثر من مجادلته، لأنه صادق مع نفسه، فهو يشعر أنه غير مؤهل للديمقراطية ولا يستطيع أن يتمثّل قيم الحرية. لكن قبل أن تودعه اسأله: من جعل المغاربة لا يستحقون الديمقراطية هل هي سنوات الاستبداد أم سنوات الحرية؟
- إذا واجهك شخص ما بأنه يخشى أن تساهم ثقافة الاحتجاج في أن يحدث للمغرب ما حدث في سوريا وليبيا، فصدقه ولا تجادله كثيرا، لأنه أدرى الناس بواقع حاله، فهو أعلم بواقعه وواقع النظام السياسي الذي يحكمه، لديه علم بما سيُحدثه لو أنه شعر لحظة واحدة بابتعاد سيف الرقابة عنه.
- إذا قال لك شخص ما بأن "المغرب زين ولا ينقصه خير"، فلا تواجهه بتلك العبارات اليسارية: "نعم المغرب زين وفيه الخير ولكن يجب توزيع الخير بشكل متساو"، لأنه لن يفهمك، فقط انتظره حتى يأتيك في يوم من الأيام مشتكيا: من فساد القضاء أو الأمن أو الادارة، أو يطلب منك التدخل له من أجل الحصول على موعد في مرفق ما، أو يطلب لك سُلفة لأن راتبه لا يكفيه إلا للربع الأول من الشهر، أو أنه لا يجد عملا، أو يسألك إن كنت تعرف شخصا ما في الوزارة الفلانية من أجل قضاء حاجة هي من حقه أصلا.
- إذا قال لك شخص ما بأنه لا يمكن إصلاح المغرب ما دامت الأمية موجودة، فقط اسأله: "ماذا فعلت أنت بقرايتك": هل انخرطت في جمعية ما؟ هل أنت عضو فاعل في نقابة ما؟ هل أنت عضو حتى في ودادية سكنية؟ كم عريضة جمعتها وتوجهت بها للسلطات قصد رفع ظلم ما؟ كم شكاية كتبت في حياتك ضد مصلحة ما؟ كم مقال أو تدوينة كتبتها تنتقد فيها وضعا ما؟ كم وقفة أو مسيرة نظمتها او شاركت فيها من أجل قضية ما، طبعا خارج المسيرات التي رفعتَ فيها شعارات: "موت يا لعدو الملك عندو شعبو" إن كان من تلك الطينة؟ لا تسأله إن كان عضوا في حزب ما لأنك ستقدم له هدية على طبق من ألماس، إذ سيجيبك بسرعة الكهرباء: "الأحزاب كلهم بحال بحال والكل يريد مصلحته". طبعا هو لا يريد أن يطرح على نفسه السؤال: من حوّل الأحزاب إلى هذا الوضع؟ ومن في مصلحته أن تكون الأحزاب ضعيفة؟
- إذا أخبرك شخص ما بأنه يعلم أن في المغرب مشاكل متعددة لكنه يفضل الاستقرار، فلا تناقشه كثيرا، لأنه صادق مع نفسه، فهو يريد لبلده ان تبقى مستقرة في الرتب الأخيرة في: العدالة والصحة والتعليم والتنمية والأمن والسعادة....ومستقرة في الرتب الأولى في: الفساد، وسوء توزيع الثروة، وتصدير قوارب الموت والمخدرات والدعارة.
- إذ واجهك شخص ما بأنه يفضل الأمن، فرجاء تجنب تلك التعبيرات النخبوية من قبيل استشهادك بمقولة فرانكلين: "من يضحي بالحرية من أجل الأمن لا يستحق أيا منهما.“ "، لأنه إما لن يفهم قولك أو سيتهمك بأنك متأثر بالفكر الغربي، ولكن فقط اسأله: ألم تتعرض أنت أو أحد أقاربك "للكريساج"؟ ألا تطالع أخبار السطو والسرقة كل يوم؟ هل الأمن يصنع برجال الشرطة أم بتحسين الوضع الاقتصادي؟
قبل أن تنهي حوارك معه (في حالة إذا أكملتما الحوار ولم يتهمك بأنك تريد الفتنة أو تدعم الخونة وغيرها من الكليشيهات التي نسمعها منذ دخل المستعمر للبلد)، تساءل معه: هل إذا كان بعض المغاربة لا يستحقون الحرية والديمقراطية وأكيد أنك واحد منهم لأنك مغربي في جميع الأحول: هل على الذين يشعرون بأنهم يستحقون الحرية والديمقراطية، ويحاولون أن ينقذوا البلاد من الظروف التي أنتجت ما حدث في سوريا وليبيا...هل عليهم أن ينتظروا الفئة التي لم تشعر بعد أنها مؤهلة للعيش في بلاد ديمقراطية؟ هل التاريخ مدين في تقدمه للأقلية الفاعلة أم للأكثرية الصامتة (هذا على فرض أن دعاة التغيير هم أقلية)؟ ثم إذا كان الوضع الحالي هو نتاج قرون من غياب الديمقراطية: ألا يمكن تجريب النظام الديمقراطي لعل وعسى يتغير الوضع؟
أو اهل سبق للمغاربة أن جربوا الديموقراطية والكرامة يوما ولم تنجح معهم الوصفة، ثم قرر النظام أن يحكمهم بوصفة الديكتاتورية والمذلة من أجل أن يقوّم اعوجاجهم؟؟
إذا أجابك: لا نريد تجريب ديمقراطية ولا حرية، واقع نعرفه خير من مستقبل مجهول.
في تلك اللحظة توقف عن المجادلة، وصافحه وتمنى له أن يكون رأيه صائبا ورأيك خاطئا، ثم غادر وانت تدندن بكلمات ناس الغيوان: "كَولو لُو إلى ما فهم...دابا ليام تورّي لو"....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *