جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الرفيق ابوعلي /الخطاب الملكي: اعتراف بوجود فجوة عميقة بين الواقع والاطار القانوني والسياسي

لم يخرج الخطاب الملكي في مفرداته عن الطابع الكلاسيكي للخطابات التي دأب عليها الملك محمد السادس منذ جلوسه على العرش قبل 19 سنة، التأكيد عن الاعتداد بما تحقق والاستعانة بالمقاربة المعيارية للاعتراف بوجود فجوة عميقة بين الواقع والهيكل القانوني والسياسي والسعي إلى تجسيرها.
غير أن اللافت في خطاب العرش الموجه من الحسيمة هو ترسيخه لسيادة الملكية باعتبارها الآمرة والناهية في تقرير السياسات العمومية، بل وصل الأمر بالملك إلى حد تقديم حلول دقيقة وتحديد أجندة زمنية من أجل إنجاز حلول لقضايا ليست على درجة عالية من الأهمية من الناحية الاستراتيجية نظير تحديد مواصفات لجان الاستثمار مثلا، وفي ذلك تعبير عن قلق كبير من تراجع الاستثمارات الأجنبية بسبب العراقيل الإدارية وانتشار الفساد والمحسوبية ، وهو بذلك يريد أن يعبر للشعب علانية أن الحكومة والمؤسسات الأخرى تخلت عن مسؤوليتها في قضايا لا تقبل التأجيل كالمسألة الاجتماعية التي كانت دائما بؤرة التوترات الكبرى.
ومنذ بداية الخطاب لم يخف الملك محمد السادس امتعاضه مما أسماه "بالعدمية" وقال لن نسمح لهم " بتبخيس إنجازاتنا " في إشارة ضمنية لحراك الريف وبعض القوى السياسية المساندة لها، وهو انتقاد لم يغب عن الخطابات الملكية منذ سنوات حيث يعتبر بعض المعارضين للنظام "كمارقين" وهو ما يشبه بعض الأجهزة المجتهدة في التقاط الخطاب الملكي لممارسة مزيد من التضييق على حرية التعبير والرأي، لكن في نفس الوقت وهو تأكيد على نهاية حلم بعض المراهنين على تسوية وشيكة لملف المعتقلين.
وقد غاب عن الخطاب الملكي أي حديث عن حقوق الانسان وما تتطلعه الدولة لفعله في هذا المجال اعتبارا أن هناك قناعة من الجهات النافذة في الدولة أن الأولويات في المرحلة المقبلة ستنصب على الملفات الاجتماعية والتعليم والصحة والحوارات الاجتماعية وغيرها من الملفات المباشرة التي تشكل بؤرة التوترات الاجتماعية.
كما غاب عن الخطاب الملكي تلك الإشارات الحادة الموجهة للنخب السياسية وحاول تلطيف لغته حيالها ولم يفرد لها أي نقد يذكر لتصويرها بأنها أصل البلاء، لكن في نفس الوقت كرس الملكية كلاعب مركزي في المنظومة الاستراتيجية.. ولم يقل لنا شيئا عن بؤر الفساد الناجمة عن تراكم الثروة المفرطة في يد أقلية قليلة، وهي مولدة للاستبداد، وأن هذا الأخير أصل كل فساد كما يقول عبد الرحمان الكواكبي.
أبو علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *