حكاية من معانات العمال-2-مصطفى بن سليمان .
حكاية من معانات العمال :
بحكم عملي بتلك الشركة والمقرب مالكها بدوائر القرار كنت أطوف على مجموعة من الأوراش المتواجدة بين الدار البيضاء والقنيطرة ومراكش أصلح الألات الخاصة بالبناء والأشغال العمومية .
من حسن حظي أنني كنت اتنقل كثيرا بين تلك الأوراش واعود ليلا للبيت ، لأن البقاء في ورش واحد يعني أنك ستسكن حيا صفيحيا مؤقتا " براكة " وستعيش طول فترة إنجاز المشروع " قد تصل المدة لسنتين " في شروط حيوانية " بدون مراحيض فكل ذلك الخلاء والفناء المترامي حولك سيتحول في ظرف أسبوع لمرحاض ضخم وستحاصرك الفضلات وروائحها من كل حدب وصوب ، لأن رب الشركة إستكثر على حوالي 300 عامل بناء مراحيض أو جلب مراحيض متنقلة ، ناهيك على عدم وجود حاويات أزبال بقرب ذلك الحي الصفيحي المؤقت المكون من حوالي 70 براكة ، كل أربعة عمال يقومون ببناء براكة خاصة بهم ، نظرا لعدم وجود حاوية أزبال فإن الفناء وأطراف ذلك الحي ستتحول لمكب نفايات تنضاف رائحتها الكريهة لرائحة الفضلات ، فيحاصر العمال أنفسهم بأزبالهم وفضلاتهم في منظر أشبه بمطرح نفايات كبير .
يعيش العمال على ذلك الحال طوال فترة إنجاز المشروع ، فعلى امتداد تلك الفترة ووسط تلك الفضلات والقمامة التي تتحول لمصنع ضخم لتوليد بعوض متوحش يغزوهم ليلا كما تصبح الفئران " طوبات " تصول وتجول بكل حرية ، وفي فصل الشتاء فإن العفونة تسيطر على المشهد وخلال فصل الصيف تتحالف حرارة الجو مع جيوش الفئران مع البعوض ومع العقارب لتقوم بغزواتها على العمال المنهكين ، خلال النهار يقوم رب الشركة وزبانيته باستنزاف العامل وخلال الليل تتكفل الحشرات بإنهاء ما بقي من جهده فيجد نفسه بين حشرات منها ما يلسع وما يقضم وما يلدغ ، زد على ذلك ان العامل يمكن أن يبقى بدون استحمام لفترة قد تصل لشهر أحيانا ،
هذا جزء بسيط جدا من ظروف حيوانية يعيشها عمال البناء شهدتها بعيني . تكلمت فقط عن ظروف الإقامة ، وفي تدوينات قادمة سأتكلم عن ظروف العمل وعن الأجور وعن معيقات أي فعل نقابي نضالي وسط تلك الفئة .
من حسن حظي أنني كنت اتنقل كثيرا بين تلك الأوراش واعود ليلا للبيت ، لأن البقاء في ورش واحد يعني أنك ستسكن حيا صفيحيا مؤقتا " براكة " وستعيش طول فترة إنجاز المشروع " قد تصل المدة لسنتين " في شروط حيوانية " بدون مراحيض فكل ذلك الخلاء والفناء المترامي حولك سيتحول في ظرف أسبوع لمرحاض ضخم وستحاصرك الفضلات وروائحها من كل حدب وصوب ، لأن رب الشركة إستكثر على حوالي 300 عامل بناء مراحيض أو جلب مراحيض متنقلة ، ناهيك على عدم وجود حاويات أزبال بقرب ذلك الحي الصفيحي المؤقت المكون من حوالي 70 براكة ، كل أربعة عمال يقومون ببناء براكة خاصة بهم ، نظرا لعدم وجود حاوية أزبال فإن الفناء وأطراف ذلك الحي ستتحول لمكب نفايات تنضاف رائحتها الكريهة لرائحة الفضلات ، فيحاصر العمال أنفسهم بأزبالهم وفضلاتهم في منظر أشبه بمطرح نفايات كبير .
يعيش العمال على ذلك الحال طوال فترة إنجاز المشروع ، فعلى امتداد تلك الفترة ووسط تلك الفضلات والقمامة التي تتحول لمصنع ضخم لتوليد بعوض متوحش يغزوهم ليلا كما تصبح الفئران " طوبات " تصول وتجول بكل حرية ، وفي فصل الشتاء فإن العفونة تسيطر على المشهد وخلال فصل الصيف تتحالف حرارة الجو مع جيوش الفئران مع البعوض ومع العقارب لتقوم بغزواتها على العمال المنهكين ، خلال النهار يقوم رب الشركة وزبانيته باستنزاف العامل وخلال الليل تتكفل الحشرات بإنهاء ما بقي من جهده فيجد نفسه بين حشرات منها ما يلسع وما يقضم وما يلدغ ، زد على ذلك ان العامل يمكن أن يبقى بدون استحمام لفترة قد تصل لشهر أحيانا ،
هذا جزء بسيط جدا من ظروف حيوانية يعيشها عمال البناء شهدتها بعيني . تكلمت فقط عن ظروف الإقامة ، وفي تدوينات قادمة سأتكلم عن ظروف العمل وعن الأجور وعن معيقات أي فعل نقابي نضالي وسط تلك الفئة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق