جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الخبّاز يتحول إلى كبّاش وتتوقف الحياة!الرفيق ابوعلي

الخبّاز يتحول إلى كبّاش وتتوقف الحياة!
ظاهرة ملفتة للانتباه تبرز مباشرة خلال "عيد" نحر الكبش، مباشرة بعد أن ينتهي الكباشين من مهمتهم في نحر الأكباش تتعطل الحياة والقانون وتسود عادات لا يمكن مواجهتها بالقانون يفرضها مجتمع الكباشين على الكل في تناغم حميمي مع الفوضى .. كل هذه الأمور قد تكون مفهومة، لكن أن تقفل بعض الخدمات أبوابها في وجه المواطنين فذلك أمر مثير للإدانة ، فمثلا ماذا يعني إغلاق المخبزة ( الفران) وترك المواطنين يطوفون في الشوارع بحثا عن الخبز، علما أن المخبزة مؤسسة حداثية وجدت لتأدية خدمات أساسية في مجتمع التمدن، فقد كنا نعتقد بأننا تجاوزنا تلك الخدمة القبلية ما قبل المخابز ( فلان إتيش أغروم = فلان يعطي الخبز ) الفران جاء على أنقاض هذا السلوك ليتحول فلان: الشخص الذاتي إلى فران: كشخص معنوي إذا جاز هذا التعبير ( الفرّان إتيش أغروم بدل فلان إتيش أغروم ) ..
قد يتذرع بعض العبثيين بكون العمال العاملين في المخابز يتفرغون بدورهم إلى الاحتفال بالعيد ، لكن ألم يكن حريا بصاحب المخبزة أن يدبر هذا الأمر بصيغة معينة كالتحفيز مثلا من أجل الاستمرار في تأدية خدمة حيوية وجدت لتبقى في كل الأوقات..فمن يتحمل الآن هذه السمسرة التي يتعرض لها المواطنون جراء البحث عن ندرة الخبز الذي وصل قيمة خبزة واحدة بالحسيمة إلى خمسة دراهم .. فأين السلطات المعنية التي ظلت تتفرج على أجواء العبث التي ترافق احتفالات العيد..بل أين تتجسد تلك القيم التي يتبجح بها المسلمون الذين يحجون أمواجا لارتياد المساجد ؟ ولماذا تطايرت قيم التضامن والإيخاء والمساعدة وأصبح الجشع والأنانية سيدة الموقف؟ ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، وهم دعاة قيم سامية ، لما يشاهدون هذا الإقفال الجماعي لخدمة حيوية يتحول معه الناس، وليس المواطنين، إلى طوابير أمام بعض المخابز النادرة التي فتحت أبوابها لمدة قصيرة ويأتي شخص أو شخصين للمطالبة بشراء كل ما أنتجه الخباز تاركا وراءه عشرات من الناس يندبون حضهم..خلاصة القول إننا في الحضيض وكل القيم السامية تندحر يوما بعد يوم ولا ندري كيف سندبر غدا مفهوم العيش معا ....


Monaim El Moussaoui هذا نموذج صغير في مدينة صغيرة وقس على ذلك، اليوم في طنجة خرجت نهارا لأبحث عن قنينة ماء معدني لطفلي فلم أجد بقالا واحدا في الحي الذي أسكنه بالرغم من تواجد العديد من دكاكين البقالة، ومعه انتقلت إلى حي مجاور فوجدت بقالا هههه ولكن، ولكن ولا قنينة واحدة ولو ديال "سيدي علي"، مؤسسة الخدمات لها عقد مع الزبون وهو توفير الحاجيات أو على الأقل ضمان الحد الأدنى من السير العادي للخدمات، ولكن "أمتنا" "مجتمعنا" يتفنن في إفساد حتى تلك اللحظات القليلة جدا التي من المفترض أن نفرح فيها ونتآزر ونتراحم ... أما المجتمعات الأخرى التي تعرف كيف تُدبر حياتها اليومية فإنها لا تحتاج إلى عيد أو عيدين لتفرح وتغني وتزهو وتتراحم وتتآزر، بل كل أيامها هكذا (القاعدة).
Monaim El Moussaoui تماما، ربما هذا يبدو أكثر بالمدن الكبرى، حيث تتحول أيام المناسبات الدينية (رمضان، عيد الأضحى) إلى ساحات للحرب، شوارع طنجة تبدو في أيام العيد وكانها قرية أفغانية أيام الغزو الأمريكي ( الأزبال منتشرة بشكل عشوائي ورهيب، الدخان في كل مكان نتيجة "تشويط الرؤوس" بشكل عشوائي وبطرق جاهلية متخلفة، غياب مختلف الخدمات) ..... المهم العصر الحجري حاضر بأنفه ولسانه.
يوم الخميس عاينت أب طفل صغير بمصحة تتوفر على جناح خاص بالأطفال 24/24 (وهي الوحيدة بطنجة) يستغيث من أجل علاج ابنه من مرض مفاجئ ولا أحد يرحمه، الأب من المقيمين بديار المهجر، لا أعتقد أنه سيرتكب هذه الحماقة مستقبلا (يجي يعيد فالمغرب)..قالي أقسم بالله آخر مرة نجي نعيد فالمغرب ...تحياتي الرفيق بوعلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *