جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

معاناة عائلات الشهداء والمختطفين والمعتقلين السياسيين/اسرة الشهيد عبد اللطيف زروال


ولد عبد اللطيف زروال ببرشيد يوم 15 ماي 1951. تربى في كنف عائلة وطنية. فقد كان والده، الذي درس بجامعة ابن يوسف بمراكش، مسؤولا بحزب الاستقلال في منطقة أولاد الحريز. وكان قد اعتقل مع عدد من أفراد أسرته إثر أحداث فرحات حشاد سنة 1952 وأبعد بعدها للدار البيضاء بقرار من السلطات الاستعمارية. أمضى عبد اللطيف جزءا من طفولته بالمدينة القديمة بالبيضاء معقل المقاومة المسلحة التي كان والده على ارتباط بها. تابع دراسته الابتدائية ببرشيد والإعدادية بالدار البيضاء ثم الثانوية بمدارس محمد الخامس بالرباط. عرف عبد اللطيف باطلاعه الواسع و ولعه بالأدب

************
 خلال دخوله مرحلة السرية بعث الشهيد برسالة إلى والده، من بين ما جاء فيها : " سلم على أمي وعلى أختي التي تركت عندها جنينا لست أدري هل وضعت أم لا ؟ أ هو ذكر أم انثى ؟ … اعذرني يا والدي العزيز لقد صنعتني ثوريا.
 لقد كان بودي أن أعمل إلى جانبكم لأساعدكم على الرفع من مستوى عيش الأسرة، لكن يا أبي صنعتني ثوريا.
 أنت الذي صنعتني ثائرا يا أبي … وضعية الفقراء في بلادي إني أرى الفقيرات من بنات وطني يتعيشن من شرفهن … وضعية بلادي لم تتركني أساعد الوالدين والأسرة والاخوة للرفع من مستواهم المعيشي، صنعتني ثائرا…"

أثناء البحث عن عبد اللطيف تـم اعتقال أبيه من طرف الشرطة السرية التي اقتادته معصوب العينين إلى المخفر الرهيب درب مولاي الشريف وكادوا يعتقلون والدته لولا إصابتها بمرض القلب، احتفظوا به إلى أن تـم اعتقال عبد اللطيف .
 هددوه بقتل والده وعذبوه على مسمع من أبيه. في صباح اليوم الموالي رموا بأبيه في ضواحي الدارالبيضاء معصوب العينين.
 استمر المجرمون القتلة في تعذيب عبد اللطيف إلى أن استشهد يوم 14 نونبر 1974 ونقل إلى مستشفى ابن سينا بالرباط وتحت اسم مستعار هو البقالي.
**********

كان والده المقاوم الحاج عبد القادر زروال أول من تعرض للتعذيب النفسي بعدما تم اختطاف الشهيد عبد اللطيف زروال بشارع الزرقطوني بالبيضاء ، حيث تمت مداهمة منزله من طرف الأجهزة البوليسية بمدينة برشيد و اعتقلته هو و أم الشهيد ، لتقودهما إلى المعتقل السري المشؤوم درب مولاي الشريف الذي يوجد به الشهيد معتقلا و يتعرض للتعذيب تحت مسامع والديه ، و في يوم 14 نونبر 1974 استشهد القائد عبد اللطيف زروال تحت التعذيب الوحشي للجلادين ، و لم يستطع والده التأكد من مصيرالشهيد إلا أثناء محاكمة رفاقه سنة 1976 الذين أكدوا خبر استشهاده ، حيث تم نقل جثمانه إلى مستشفى ابن سينا بالرباط على أنه مات موتا طبيعيا تحت اسم عبد اللطيف بن عبد القادر المزداد بتافراوت على عكس هويتة المعروفة ب "عبد اللطيف زروال" المزداد ب "برشيد"، من هنا يتضح مدى استعداد النظام المخزني خلال سنوات الرصاص لاقتراف أبشع الجرائم على وجه الأرض ضد المناضلين الماركسيين الذين يرى فيهم عدوه الذي يهدد لكيانه .
**********

ولإجباره على الكلام، اختطفوا والده الذي اقتيد إلى نفس ذاك المعتقل السري حيث تم تهديده بالقتل والتعذيب أمام ابنه. لكن هذا الأخير أصر على الصمت ولم ينبس ببنت شفة. تدهورت حالته الصحية جراء التعذيب الوحشي فتم نقله إلى مستشفى ابن سينا يوم 12 نونبر 1974 تحت اسم مزور هو عبد اللطيف البارودي لتنتهي حياته القصيرة بعد يومين من دخوله المستشفى.

**************
تحكي الأم عن تفاصيل عجيبة وكيف تهكم شرطي داخل منزلها بطلب إذاع أغنية "أعطيني حريتي أطلق يدي" لأم كلثوم، حين جاء لأخذ ملابس زروال، بعد أن اوهم الام بأن ابنها سيعود إليها في الثانية عشر ليلا.
كما تحكي الأم عن تفاصيل مثيرة من حياة ابنها وكيف كان زروال شخصا حنونا وطيبا مع ما تميزت به شخصيته من غموض وصمت، إضافة إلى صرامة وحزم منقطع النظير، تجليا بشكل بارز لحظة اعتقاله، حيث رغم كل أشكال وصنوف التعذيب لم يبح باسم واحد من رفاقه، بخلاف العديد من المعتقلين الذين انهاروا تحت قوة التعذيب وكشفوا عن أسماء رفاقهم.






































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *