جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

"ذاكرة معتقلة".. عندما تكتب الكاميرا شعرا مأساويا

الفيلم المغربي السينمائي النادر ذاكرة معتقلة 


بطولة : جيلالي فرحاتي / محمد مروازي / فاطمة لوكيلي إخراج : جيلالي فرحاتي تأمل في واقع جيل كامل اكتوي بنار السجون والمعتقلات وتحية الى ذاكرة النضال السياسي من أجل الحرية في المغرب .. الفيلم يعالج مشاكل حقوق الإنسان في فترة السبعينيات أو ما يطلق عليه بسنوات الرصاص في المغرب، بقصة الشاب الزبير الذي يريد الدخول للسجن لمقابلة أبيه الكهل المعتقل السياسي حيث دخل ظاهريا بتهمة سارق السيارات, و في لقاءه مع أبيه المختار يكتشف مرضه بفقدان الذاكرة النسبية فيبدأ محاولاته لمساعدته على استراجعها بنبشه في ذاكرة أبيه و أصدقائه و أحداثه، الفيلم امتاز بجماليته الفنية وابتعاده عن الأفلام التقريرية التي غلبت في هذه الفترة، حيث اعتمد على مختلف ذو جمالية سينمائية تعتمد على الصوت و اللون برقة و رومانسية تغيب عن هذا النوع من الأفلام. و قد حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم بمهرجان تطوان و جائزة السيناريو بمهرجان القاهرة السينمائي سنة 2005...
************
يعتبر فيلم "ذاكرة معتقلة" للمخرج المغربي جيلالي فرحاتي -الذي عرض مؤخرا في قاعة الفن السابع بالرباط ضمن فعاليات مهرجان الرباط للسينما- نقلة نوعية في تناول السينما المغربية لبعض القضايا السياسية في طابعها الإنساني المفعم بالمأساة.
 
يعكس الفيلم صورة دراما اجتماعية سياسية تنطلق لحظة إطلاق سراح الشاب الزبير(محمد مروازي) عقب اعتقاله بسبب الطيش والانحراف ويجد نفسه مكلفا بمساعدة صديقه الكهل المختار(جيلالي فرحاتي) الذي  فقد ذاكرته بعد مدة طويلة من الاعتقال حيث يعيش الشاب ومرافقه تجارب ومغامرات يجوبان خلالها كثيرا من الأماكن من شمالي المغرب إلى جنوبيه بحثا عن الذات والذاكرة.
 
وتتحول رحلة البحث عن الماضي والحاضر إلى مواجهة أليمة مع الذاكرة الخاصة للصديقين والتي لا تعدو كونها قصة وطن لا زالت مساعي مصالحته مع ذاكرته في خطواتها الأولى جسدتها شعرا لغة الكاتب والمخرج فرحاتي وترجمة الممثلة المغربية الكبيرة فاطمة لوكيلي التي لعبت دور زهرة صديقة البطل التي وصلت للبحث عنه.
 
لكن الرحلة المليئة باليأس في كثير من نهاياتها تحمل في طياتها بذرة معالجة قيمة لفترة زمنية من القمع السياسي مرت بها فئة سياسية معينة مناضلة حملت على أرواحها تجربة الفداء من أجل المبادئ التي آمنت بها كطريق للوصول إلى تطبيق برنامج إصلاحي للنهوض بمجتمعها.
 
جيلالي فرحاتي وبحث داخل الذاكرة (الجزيرة)
يقول المخرج جيلالي  فرحاتي للجزيرة نت عن هذه التجربة المتخيلة أو الفانتازية إنها محاولة للانطلاق من هم فرد واحد مثّله المختار إلى هموم مجتمع بالاعتماد بالدرجة الأولى على هذه الشخصية الغنية التي شكلت توازنا مع شخصية الفتى الزبير وزهرة.
 
وأضاف فرحاتي أن فكرة الفيلم هي فكرة قديمة تخمرت منذ سنوات وكانت مجردة لكنها سرعان ما تحولت إلى فكرة لتصوير النضال والتعبير عن الحرية موضحا أن لغة الفيلم كانت رهانا كبيرا بسبب خيارين محدودين وهما المباشرة في الطرح أو الإستاتيكية التي تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل وهو ما تم فعلا عبر شخصية البطل.
 
وعن سؤال حول شخصية الزبير أكد فرحاتي أنها عبارة عن رمز للجيل الذي أصبح ضحية ومفقودا وهو ما تعبر عنه اللقطة التي يتصالح فيها هذا الشاب مع الشيخ قائلا له "أنا مثلك أبحث عن ذاتي".
 
وأشار المخرج في حديثه إلى أن السينما المغربية بهذا الفيلم -الذي فاز في مهرجان روتردام بالجائزة الكبرى- تنطلق نحو العالمية بخطى مدروسة، معلنا تأثر أعماله بالواقعية الجديدة وبشخصيات مثل السويدي برغمان والإنجليزي جيمس أوفوري الذي يصور أعماله في أميركا.
 
يذكر أن الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة ونصف الساعة ويلعب بطولته إلى جانب المخرج محمد مروازي وفاطمة لوكيلي هو السادس لفرحاتي الذي يكتب الشعر بالفرنسية بعد فيلم "عرائس من قصب" و"شاطئ الأطفال الضائعين" و"خيول الحظ" و"ضفائر" و"جرح في الحائط".
_____________
المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *