جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

«عاصمة الورود» أو ذاكرة مختطفي قلعة مكونة

كتاب عن التعذيب في عاصمة الورود
نشر في هسبريس يوم 14 - 05 - 2009


في الصورة المعتقل السياسي السابق محمد النضراني



أصدر سجين سياسي سابق، اتهم السلطات المغربية بانتهاك حقوق الإنسان وبالتعذيب خلال اعتقاله، كتابا في العاصمة الرباط أثار الجدل مجددا بخصوص أوضاع حقوق الإنسان في المملكة. ""
ويحكي الكتاب الذي يحمل عنوان: "عاصمة الورود" للسجينين السياسيين السابقين محمد النضراني وعبد الرحمن القونسي قصة تسع سنوات أمضياها في سجن بجنوب المغرب بدون محاكمة.
ويزعم النضراني والقونسي أنهما خطفا مع ثلاثة طلاب آخرين وعذبوا، واحتجزوا في سجن أكدز من 12 أبريل عام 1976 إلى 31 ديسمبر عام 1984، واتهم الخمسة بالانتماء إلى جماعة ماركسية لينينية سرية اسمها "إلى الأمام"، وبالتآمر للإطاحة بالملكية.
ويشير عنوان الكتاب "عاصمة الورود" إلى إجابة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني على صحفي فرنسي سأله عن وجود سجن سري في قلعة أمكونة؛ حيث قال: إن البلدة لا تعرف إلا بمهرجانها السنوي للورود.
وخفف المغرب في السنوات القليلة الماضية -بعكس معظم الدول العربية الأخرى المتهمة بانتهاكات مماثلة- إلى حد بعيد الرقابة على القضايا المثيرة للجدل، وسمح بصدور كتب ألفها معتقلون سابقون، رغم نفي السلطات وجود سجون يسمح فيها رسميا بالإساءة للمعتقلين.
ورود أم أشواك؟
ودعا النضراني إلى وضع حد لكل انتهاكات حقوق الإنسان، وقال: "لا يمكن أبدا لأي إنسان أو أي فنان أن يكون هذا الورد، لكن في نفس الوقت هناك الأشواك.. أشواك الورد وهذا الوطن؛ ولهذا أظن أننا يجب أن نضع حدا لكل التجاوزات وكل الانتهاكات التي يمكن أن تقع فيها حقوق الإنسان".
ومنذ ارتقى العاهل المغربي الملك محمد السادس العرش في مطلع القرن تسعى المملكة إلى التخلص من أي انتهاكات كانت ترتكب في الماضي.
وأنشئت هيئة للإنصاف والمصالحة برئاسة الناشط الحقوقي الراحل إدريس بن زكري الذي كان أيضا سجينا سياسيا؛ لدراسة ملفات كل المعتقلين السياسيين السابقين الذين تعرضوا للتعذيب والسجن والنفي بين عام 1958 الذي نال فيه المغرب استقلاله وعام 1999 عندما تولى الملك محمد السادس العرش.
وفحصت هيئة الإنصاف والمصالحة ملفات أكثر من 20 ألف حالة، وحصل الضحايا أو ذووهم على تعويضات مالية، بينما أعيد من لا يزال يستطيع العمل منهم إلى عمله السابق.
غير كاف
لكن بعض منظمات حقوق الإنسان ما زالت غير راضية عن مستوى التغيير الذي أجراه المغرب خلال العقد المنقضي، وتطالب بتعديلات جذرية للدستور.
وما زالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب باعتذار من الملك شخصيا لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وبدستور جديد للبلاد.
وذكر عبد الحميد، أمين النائب الأول لرئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن الدستور الحالي الذي صدر عام 1996 ليس ديمقراطيا، ولا يهيئ الظروف الملائمة لدولة تحترم القانون والعدالة.
وأضاف أمين قائلا خلال الاحتفال بتوقيع المؤلفين على كتاب (عاصمة الورود): "من الطبيعي أن نجد أن هناك إفلاتا من العقاب معمما، سواء بالنسبة للجرائم في المجال السياسي، أو في المجال الاقتصادي، أو حتى الجرائم في المجال الاجتماعي".
ويمكن ملاحظة التغير في أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب من العدد القياسي للاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها أنحاء المملكة يوميا، وكان تنظيم احتجاج أو الاشتراك فيه في الماضي جريمة يعاقب عليها، لكن كل من يعتقد أن حقوقه انتهكت يستطيع حاليا في معظم الأحيان تنظيم احتجاج دون أن يجلب على نفسه غضب وتنكيل قوات الأمن.
ومن أمثلة ذلك اعتصام شارك فيه مجموعة من السجناء السياسيين السابقين أمام مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الرباط منذ 28 أبريل، وبدأ المعتصمون إضرابا عن الطعام أمس الأربعاء.
وكان المعتصمون احتجزوا خلال إضراب عن العمل في قطاع التعليم بالقنيطرة، وذكر أحد المشاركين في الاعتصام يدعى مصطفي بوزاري، الذي قضى عامين في السجن وفقد عمله في التدريس، أن بعض توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة لم ينفذ، وأن بعض المعتقلين السابقين لم يعودوا إلى وظائفهم السابقة.
وقال بوزاري: "صدرت عن هيئة الإنصاف والمصالحة قرارات تم تنفيذ شق منها يتعلق بجبر الضرر الجماعي وجبر الضرر الفردي.. بالنسبة لهذا الأخير تم تطبيق شقي التغطية الصحية والتعويض المالي.
ونأسف على عدم تطبيق توصية الإدماج والوضعية الصحية، ونحن غير مسئولين عن مسألة التسويف".
وأكد أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والسجين السياسي السابق، أن خطوات كبيرة تحققت نحو إصلاح أوضاع حقوق الإنسان في المغرب، لكن ثمة خطوات أخرى كثيرة على الطريق.
وقال: "لا يمكن أن ننكر أن ما تم إنجازه معتبر ومعتبر جدا، لكن مع ذلك فالطريق طويلة خاصة فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. نحن واعون لهذا ونستعد له، ومن يهمه تقدم حقوق الإنسان في المغرب يجب عليه أن يساهم في هذه الورش المفتوحة".
وفي الشارع الرئيسي بالرباط يشارك آلاف من الخريجين في احتجاجات يومية للمطالبة بحقهم في الحصول على عمل بعد نيل درجاتهم الجامعية، وتتدخل قوات الأمن بقسوة أحيانا في تلك الاحتجاجات، لكن الخريجين يسمح لهم في معظم الأحيان بالتنفيث عن غضبهم بطريقة سلمية.
 
***************
«عاصمة الورود» أو ذاكرة مختطفي قلعة مكونة
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 03 - 05 - 2010

ضداً عن النسيان، وتخليداً لذكرى كل الذين اختطفوا وعذبوا وقضوا في معتقل قلعة مگونة السري، صدر عن منشورات «الأيام» كتاب بعنوان «عاصمة الورود»، وهو عبارة عن شهادة لكل من محمد النضراني وعبد الرحمن القنوسي، يرويان فيه وقائع ما واجهاه ورفاقهما ضمن مجموعة «بنو هاشم»، الذين اختطفوا في أعمار تتراوح بين 16 و 25 سنة. 
الكتاب الذي يمتد على أكثر من 400 صفحة من القطع المتوسط، والذي اختار له مؤلفاه اللغة الفرنسية، يهدف للقيام «بالواجب نحو الذاكرة» الملأى بالآلام، وقد أهدي للأمهات اللواتي عانين وتعانين بسبب اختفاء أحبائهن.
ويضاف الكتاب الى الكتب التي أرخت لمرحلة من تاريخ المغرب عموماً والمعتقل الرهيب خصوصاً، حيث كانت اليد الطولى لأجهزة المخابرات بدون أي مراعاة لأدنى حقوق الإنسان.
 
*******************
رواية "عاصمة الورود" أو تسع سنوات من الاعتقال بين أحضان الشوك
صحفيو رويترز

من زكية عبدالنبي
الدار البيضاء (المغرب) (رويترز) - بالرغم من أنه قضى تسع سنوات معتقلا دون محاكمة بين أحضان الورود وأشواكها في قلعة مكونة الشهيرة بموسم الورود السنوي في جنوب المغرب فلم يكره يوما الورود بل يتمنى أن يتلقى دعوة للرقص في مهرجان الورود السنوي الشهير.

وقال رسام الكاريكاتير والكاتب المغربي محمد النضراني في مقابلة مع رويترز على هامش اصدار كتابه الجديد (عاصمة الورود) الذي ألفه بالاشتراك مع عبدالرحمان القنوسي زميله في الدراسة والاعتقال ”أحب الورود جدا جدا ولم أحملها يوما مسؤولية ما عانيته من سنوات الظلم.“

وأضاف ”نحن كمجموعة بنوهاشم نتساءل لماذا لا ينادون علينا عند الاحتفال بموسم الورود في قلعة مكونة.. سنحتفل ونرقص مع المجموعات الفولكلورية. شخصيا ليس لدي أي حقد على سنوات الظلم الذي تعرضت له.“

ومحمد النضراني هو واحد من خمسة أشخاص ”اختطفوا“ في العام 1976 وسجنوا وعذبوا بسجن اكدز السري في قلعة مكونة وبقي مصيرهم مجهولا حتى العام 1984 حين أفرج عنهم.

واتهم أعضاء المجموعة التي أطلق عليها ”مجموعة بنو هاشم“ نسبة الى صديقهم التلميذ انذاك عبدالناصر بنوهاشم بالانتماء الى جماعة ”الى الامام“ الماركسية اللينينية وكان باقي أعضاء المجموعة طلبة.

ويسعى العاهل المغربي محمد السادس منذ صعوده الى العرش بعد وفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني الى التخلص من انتهاكات حقوق الانسان وأنشأ هيئة ” الانصاف والمصالحة“ لطي ماضي هذه الانتهاكات.

وأنهت الهيئة أعمالها اواخر العام 2005. ودرست ملفات ما يزيد على 20 ألف شخص تعرضوا لانتهاكات وحصل بعضهم على تعويضات مالية فيما يشتكي اخرون من أنهم لم يتلقوا تعويضا بعد.

ويقول حقوقيون ان المغرب شهد انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في الفترة من 1956 (تاريخ حصول المغرب على استقلاله) الى 1999 تاريخ وفاة الملك الحسن الثاني وتولي ابنه محمد السادس بعده الحكم.

ويضيفون ان الاف المعارضين السياسيين وخصوصا اليساريين وكذلك جنود تورطوا في محاولتي انقلاب فاشلتين تعرضوا للخطف والتعذيب حتى الموت.

ووقع النضراني كتابه المشترك مع صديقه ورفيق دربه القونسي في العاصمة الرباط في 11 مايو أيار وينتظر أن يوقعه في الدار البيضاء في 28 من هذا الشهر.

وصاغ النضراني الكتاب (417 صفحة من الحجم المتوسط) بلغة فرنسية وهو يحكي معاناة المجموعة في معتقل اكدز السري.




وكتب عدد من المعتقلين السابقين وممن تعرضوا لانتهاكات في الماضي كتبا تحكي معاناتهم لكن النضراني قال انها ”تبقى غير كافية ومحدودة“.

وأضاف ”فيما يخص أدب السجون وأقصد الكتب التي كتبها معتقلون سياسيون سابقون وسجناء رأي لا تتعدى العشرة والكل أصبح يتحدث عن سيلان فيما يخص هذا اللون من الادب.“

وأضاف ”بالعكس نفتقر الى التعمق في هذه التجربة لا نستطيع أن نحكي تجربة خمسين سنة من القمع والاضطهاد في عشرة كتب.“

وقال ”لا يزال الشيء الكثير لنحكيه عن هذه التجربة بأية لغة كانت فأنا مثلا لا أتقن العربية لذلك ارتأيت أن أكتب بالفرنسية وممكن الكتابة حتى بالعامية المغربية ما اللغة الا وسيلة.“

ويقول النضراني انه استوحى عنوان الكتاب من سؤال صحافية فرنسية للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني عما اذا كان يوجد معتقل سري بقلعة مكونة فأجابها ”قلعة مكونة هي عاصمة الورود“.

وكان النضراني قام مع مجموعة من الحقوقيين في العام 2002 بزيارة قلعة مكونة رافعين شعار ”من أجل أن تستعيد قلعة مكونة ورودها“ وقال في المقابلة ”هدفنا أن تسترجع قلعة مكونة بيئتها ووسطها الحقيقي وهو الورود والجمال.. الذين أقحموا فيها سجنا سريا حاولوا اغتيال براءتها.“

وأضاف عن المدينة التي تحتفي سنويا بمهرجان عالمي للورود ”لكن الجمال والتراث لا يمكن أن يكون على حساب الذاكرة. يجب أن تبقى هذه الاخيرة حاضرة حتى لا يتكرر ما جرى في الماضي.“

وعن أوضاع حقوق الانسان في الفترة الحالية قال النضراني انه يعتقد ”أن الانتهاكات لا تزال موجودة ولكن ليس بنفس الحجم والفظاعات.“

والنضراني هو أيضا رسام كاريكاتير اكتشف موهبته فجأة عندما كان معتقلا حيث صنع ريشة من قماش سرواله ورسم بالقهوة على الجدران وعلى ارضية المعتقل.

وسبق أن أصدر كتابين برسوم الكاريكاتير الاول يحكي معاناته منذ ”اختطافه“ وفترة سجنه والثاني يحكي قصة المقاوم المغربي عبدالكريم الخطابي.





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *