مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير ومن أجل غد أفضل-فترة1929 - 1907-
مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير
ومن أجل غد أفضل
تقديم:
إن أغلب المقاومين والأغلبية الساحقة لفئات الشعب المغربي تملكتهم الصدمة والشعور بالاحباط والقهر والغربة في بلدهم الذي ناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس لإنعتاقه من بؤرة الاستعمار واستقلاله. لأنهم سرعان ما عاينوا أن لا صوت لهم ولا اعتبار بل أصبحوا طريدة للأجهزة الأمنية العلنية منها والسرية واضطهد أولادهم وعائلاتهم وذووهم. وانتشر الاحباط إلى درجة ان هؤلاء المناضلين بدؤوا يفكرون في طريق للخروج من العتمة التي أسقط فيها المغرب ليعيش في ظروف أنكى وأقسى من ظروف أنكى وأقسى من ظروف الإستعمار الفرنسي أو الاسباني.
واعتباراً للقمع والتسلط والاستبداد والرعب وإرهاب الدولة أضحى الكثير من المغاربة يرون في الاستقلال نقمة ويعتبرون أن البلاد عرفت تقهقراً ملحوظاً مقارنة بالماضي.
لذلك فإن النضال أو الكفاح أو المقاومة، كل ذلك ظل ولازال دائماً عملاً مشروعاً مادام هناك طغيان، سواء كان هذا الطغيان أجنبياً أو محلياً. وتضحية المناضلين والمكافحين والمقاومين من أجل قضية عادلة هي التي تعطي المعنى العميق للحياة والوجود والحرية والكرامة الانسانية.
فعلى امتداد عقود عاش المغاربة في نفق مظلم قوامه السجون والمعتقلات السرية والاختطافات والتعذيب والموت البطيء والاغتيالات والقتل والدفن قي أماكن سرية والاغتصاب والقهر الجسدي والقمع المادي والمعنوي والاهانة والدوس على الكرامة الانسانية والصفة الآدمية.
وقد أدى الشعب المغربي الثمن فادحاً في الغلاء بأرواح أبنائه سواء على امتداد مرحلة الحماية والاستعمار أو في سبيل الخبز ومن أجل الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية بعد الاستقلال في وقت كانت كمشة تراكم الثروات الفاحشة بدون موجب شرع ولا قانون على حساب أكثر من سبعة ملايين من أبناء هذا الوطن يعانون من وطأة الفقر المدقع.
وإذا كانت حصيلة الشهداء من أجل التغيير وغد أفضل ثقيلة وثقيلة جداً، فلا زال المغاربة ينتظرون هذا التغيير وهذا الغد الأفضل وقد طال انتظارهم.
وإذا كان لابد من الإقرار بحصيلة فإن المعطيات المتوفرة لازالت غير كافية بما يساعد على طرح حصيلة كاملة.
وقصد الاقتراب من الصورة يمكن الاكتفاء ببعض المعطيات التي أضحت واضحة للجميع ولا جدال فيها، ومن ضمنها الشهداء من أجل الاستقلال والاعدامات التي عرفها المغرب في عهد الاستقلال، وشهداء المظاهرات في ستينات وسبعينات وثمانيات القرن الماضي وشهداء المعتقلات السرية ومخافر الشرطة.
إنه لا مناص من جرد الحصيلة حتى نتعرف على الثمن الغالي الذي أداه الشعب المغربي من أجل التغيير وغد أفضل.
1929 - 1907
لم تتوقف المقاومة منذ نزول القوّات الفرنسية في ميناء الدار البيضاء سنة 1907 ، باعتبار أن الاحتلال ارتبط بالأساس بالاستعمار الفلاحي، وبالتالي بالسطو على الأراضي بقوّة النار والحديد، ولم يكن أمام الفلاحين إلا الدفاع على أراضيهم ووجودهم، ولم يكونوا يبالون بأعداء الشهداء الذين يقدمونهم قرباناً لأن حياتهم هو الثمن الواجب أداؤه لاستعادة الحرية المسلوبة.
وفي هذا الفترة سجل التاريخ سقوط العديد من الشهداء، نسوق كمثال استشهاد فتاة لا يتعدى عمرها 16 سنة في معركة ضد القوات الفرنسية في منطقة تادلة، وفي مكان آخر اغتيال المرأة مسنة كانت تحمل حقيبة مليئة بالرصاص وقد قاد محمد امزيان حرباً للتحرير على رأس متطوعين من سنة 1909 إلى سنة1912. وبعد استشهاده استمر عبد الكريم الخطابي على الدرب وحمل مشعل المقاومة والفداء.
وفي ساحة المعركة سنة 1921 استشهد موحى أحمو وابنته يطو.
كما سقت دماء الشهداء أرض الريف منذ أن قاد عبد الكريم الخطابي (1883-1963) الكفاح ضد المستعمر، وأعطى لكفاح سكان الريف بعداً أمميا يربطه بالحركات التقدمية والجمعيات الحقوقية والانسانية في أورو با وأمريكا. وتمكن من إلحاق الجيش الاسباني خسائرباهضة. وقد سقط المئات من فدائيي الريف من أجل التغيير ومن أجل غد أفضل.
وقد قال الزعيم الصيني ماوتسي تونغ في حق محمد بن عبد الكريم الخطابي ما يلي:" إن أوّل درس تعلمته في حرب التحرير الشعبية هو من تجربة النضال والكفاح الذي قاده محمد بن الكريم الخطابي في الريف بالمغرب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق