جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الرفيق الحسين العنايات...كل المغريات لن تثنينا عن العودة للوطن

حصلت على الباكالوريا سنة 1973 وطلبت ان اتابع دراستي باحدى الجامعات الفرنسية.... لم اولي اهمية الحدث.... ذهبت الى قريتي لاهتم بضيعة الفقيد ابي منذ الصباح الباكر وبعد صلاة العصر اذهب للعب كرة القدم مع ابناء بلدتي.... ذات يوم من ايام الصيف جاءني "المقدم" بتلغراف من السفارة الفرنسية يخبرني ان وزارة التربية الوطنية اخبرتهم بحصولي على منحة لمتابعة الدراسة بفرنسا... في نفس التلغراف اقترحت علي السفارة الفرنسية ان اعبر لهم عن رغبتي من عدمها ان كنت اريد ان استفيد من المنحة الفرنسية بدل المنحة المغربية.... في اليوم الموالي سافرت الى مدينة انزكان واجبتهم بالتلغراف معلنا لهم عن القبول بالمنحة الفرنسية دون ان استشير مع احد لانه ببساطة لم اعرف احدا ببلدتي ولا بقبيلتي قام بدراسة مقارنة في الموضوع ... في قرارة نفسي فضلت "افتراضيا " المنحة الفرنسية على المنحة المغربية... ما كنت اعيش في عصر التكنولوجيات الحديثة للتواصل الاجتماعي ولا في عهد الفيديوهات الجادة والمزورة ووو ...
سيارات ولباس واناقة اولئك الاساتذة الفرنسيين الذين يدرسوني هو ما اثر على اختياري..... لكن لما اتممت دراستي رفضت شخصيا ان ابقي في فرنسا والتحقت بالمغرب....
بعد ثلاث سنوات من التدريس بالجامعة عدت من جديد الى فرنسا لمدة اربع سنوات ولما انتهيت من دكتوراه الدولة رفضت من جديد ان ابقى بفرنسا وعدت للمغرب....
وهذه ليست برغبة شخصية منعزلة عن المحيط العام... بل هي مرتبطة بالسؤال حول شروط نقطة الانطلاق.... لماذا حصلت على المنحة المغربية؟؟؟؟ وانا ابن فلاح صغير في قرية مغمورة بسوس لم يعرف عنها المغاربة الا بعد ان استحوذ المفترسون عملاء الشركات الاجنبية على اراضيها الغنية وفرشتها المائية الجيدة.... وشوهوا بيئتها وافقروا ساكنتها وهجروا اليها من كل مناطق المغرب يد عاملة فلاحية تشتغل تحت قوانين العبودية في بيئة تلوثها المخدرات والمواد الكحولية المصنعة والسرقة والاجرام...
حصلت على المنحة لان هناك قوى نقابية وسياسية جادة تدافع على المقهورين وكانت قادرة على ردع النظام المخزني وانتزاع بعض الفتات بين مخالبه الوحشية.... تلك القوى باستماتتها وتضحياتها ومواجهتها الشجاعة بناء على مشروع سياسي بديل وليس على هرتقات وفرقعات "ثورية"هي التي علمتني ان احب بلدي وان اناضل قدر المستطاع لاجتثات الافتراس والاستبداد المخزني....
اتفهم الطبيب الذي درس هنا وفضل ان يخدم في فرنسا.... والمهندس الذي تخرج هنا وفضل ان يذهب الى اوروبا او امريكا.... اتفهم الشاب العاطل الذي يسهر على شواطئ الشمال في انتظار الخلاص.....
لكن ما اكرهه هي تلك النخبة الببغاء المفلسة التي تتعاطى للسياسة الكلامية وتدعي انها ضد المخزن وانها ستحرر المغرب بافراغه من طاقاته الشابة.... تلك النخبة المفلسة التي تروج للعداوة ضد التنظيمات المناضلة الجادة والتي تتوهم انه لربما سيذهب المخزن من تلقاء نفسه وسيترك لها الساحة ولا يجب ان يتواجد بجوارها اطارات منظمة لربما ستنافسها في الاستيلاء الخيالي على الحكم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *