تغيير الموقع لا يبرر الافتراء/ الرفيق علي فقير
تغيير الموقع لا يبرر الافتراء
مما جاء في تدوين المناضل إبراهيم ياسين
“لقد ورث النهج الديمقراطي تشدده عن منظمة إلى الأمام في السبعينيات، هذا التشدد خاصة في موضوع الموقف من شكل النظام السياسي، أي الملكية، هو الذي دفع بتنظيم إلى الأمام سابقا إلى التقرب من جبهة البوليساريو بعد منتصف السبعينات لمعاكسة استغلال النظام المغربي بطريقة انتهازية لقضية الصحراء في حساباته السياسية الداخلية، دون التفات ذلك التنظيم للبعد الوطني للقضية”.
وتابع ابراهيم ياسين” ونفس العقيدة هي التي تدفع اليوم بالنهج الديمقراطي إلى التحالف مع تيار أصولي صوفي متخلف، لمجرد أنه لا يعترف بالشرعية الدينية للنظام ولأنه يتوفر على سند شعبي. هذا هو القاسم المشترك الأساسي مع هذا التيار، وسبب إعجاب النهج به وتطوعه اليوم كوكيل له لتسويق فكرة التحالف مع العدل والإحسان في سوق اليسار، لقد كان موقف إلى الأمام من قضية الصحراء المغربية يُنعت بالعدمية الوطنية، فماذا يمكن أن نسمي تحالفه اليوم مع الأصولية التي لا تؤمن بفلسفة الديمقراطية كحد أدني؟ هل هي العدمية الديمقراطية أو العدمية الحداثية؟.”
*****
تعقيب.
1 – أن يغير الإنسان مواقفه من النظام المخزني، و يجعل من معارضي هذا النظام خصومه الرئيسيين، فهذا شأنه. لقد قيل قبلنا “الرأس لما يدور كدية”.
2 – لكن أن يغير الإنسان، و عن عمد، معطيات تاريخية فهذا يطرح إشكال الموضوعية، و يشكك في كل ما يمكن أن يدعيه هذا الانسان.
سأشير فقط لقضية الصحراء الغربية.
ففي بداية السبعينات، كان الشهيد مصطفى الوالي (الذي قتل خلال غارة فرنسية على الحدود الموريتانية الصحراوية)، و مجموعة من رفاقة بالرباط في علاقات مع مؤسسيي الحركة الماركسية اللينينية المغربية، وكان التعامل معهم كصحراويين و ليس كمغاربة. و كذالك تعامل معهم عبد الرحيم بوعبيد و على يعته و علال الفاسي، و عبد الله ابراهيم و محجوب بن الصديق خلال مختلف اللقاءات.
ساهم الشهيد الوالي في مجلة أنفاس بمقال حول الصحراء الغربية. كانت آنذاك المجلة (باللغة العربية) تسير من طرف هيأة التحرير التي تضم على الخصوص عبد اللطيف اللعبي، محمد الحبيب الطالبي (أهم مؤسس 23 مارس)، محمد البردوزي (من مؤسسي 23 مارس)…الخ.
باستثناء أحمد حرزني و بعض رفاقه في “لنخدم الشعب – صوت الكادح – تنظيم “ج”)، كانت الحركة الماركسية اللينينة المغربية بمختلف فصائلها تتبنى حق تقرير مصير الصحراويين بأنفسهم. و هذا ما عبر عنه المؤتمر الخامس عشرة (غشت 1972) الذي أعطى القيادة لمناضلي (23 مارس/تنظيم “ب” و “إلى الأمام/تنظيم “أ”). لقد صوت، و بدون استثناء مناضلو “23 مارس” و “إلى الأمام” على مقرر حول “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”. هذه معطيات تاريخية لا يمكن نكرانها. كان المناضل عبد الواحد بلكبير ، نائب الرئيس من كوادر “23 مارس”.
لقد غيرت قيادة “23 مارس-الخارج” موقفها من قضية الصحراء الغربية و من النظام الملكي بالمغرب بعد التحاقها بإحدى التيارات الاتحادية التي انفصلت عن المناضل الفقيه محمد البصري، و ذلك بزعامة محمد بنسعيد أيت يدر.
فمن مدعمين لنضال الصحراويين ضد الاستعمار الاسباني، و من الجمهوريين المغاربة (أنظر وثائق 23 مارس، بداية السبعينات)، إلى أعداء قادة “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب)، و إلى مناصري النظام الملكي بالمغرب.
ممن عايشوا تلك الفترة، و تلك الحقائق أذكر من مؤسسي 23 مارس: محمد لحبابي، محمد الحبيب الطالبي، الكرفاتي، المريني، حرزني الذي غادر التنظيم و أسس في أواخر 1971 تنظيم أخر (تنظيم “ج” – لنخدم الشعب-صوت الكادح).
أتساءل اليوم: لماذا لم يلتحقوا جنود “القضية الوطنية” ( من ماركسيين و اتحاديين) بجبهة القتال ضد الاستعمار الاسباني و تحولوا فيما بعد إلى مدعمي “مسيرة” الحسن الثاني المستبد، و وجهوا بنادقهم نحو المقاومين الصحراويين الذين هزموا الاستعمار؟
أتحدى أيان كان أن يأتينا بوثيقة واحدة نشرت باسم “23 مارس/تنظيم-ب”، تتحدث عن «مغربية الصحراء” قبل مارس 1973، التاريخ الذي التحقت فيه قيادة-الخارج بالتيار الاتحاد المذكور أعلاه تاركة ورائها الحركة الماركسية اللينينية المغربية و أطروحاتها.
على فقير، من مؤسسي “الحركة الماركسية اللينينية المغربية”.
“لقد ورث النهج الديمقراطي تشدده عن منظمة إلى الأمام في السبعينيات، هذا التشدد خاصة في موضوع الموقف من شكل النظام السياسي، أي الملكية، هو الذي دفع بتنظيم إلى الأمام سابقا إلى التقرب من جبهة البوليساريو بعد منتصف السبعينات لمعاكسة استغلال النظام المغربي بطريقة انتهازية لقضية الصحراء في حساباته السياسية الداخلية، دون التفات ذلك التنظيم للبعد الوطني للقضية”.
وتابع ابراهيم ياسين” ونفس العقيدة هي التي تدفع اليوم بالنهج الديمقراطي إلى التحالف مع تيار أصولي صوفي متخلف، لمجرد أنه لا يعترف بالشرعية الدينية للنظام ولأنه يتوفر على سند شعبي. هذا هو القاسم المشترك الأساسي مع هذا التيار، وسبب إعجاب النهج به وتطوعه اليوم كوكيل له لتسويق فكرة التحالف مع العدل والإحسان في سوق اليسار، لقد كان موقف إلى الأمام من قضية الصحراء المغربية يُنعت بالعدمية الوطنية، فماذا يمكن أن نسمي تحالفه اليوم مع الأصولية التي لا تؤمن بفلسفة الديمقراطية كحد أدني؟ هل هي العدمية الديمقراطية أو العدمية الحداثية؟.”
*****
تعقيب.
1 – أن يغير الإنسان مواقفه من النظام المخزني، و يجعل من معارضي هذا النظام خصومه الرئيسيين، فهذا شأنه. لقد قيل قبلنا “الرأس لما يدور كدية”.
2 – لكن أن يغير الإنسان، و عن عمد، معطيات تاريخية فهذا يطرح إشكال الموضوعية، و يشكك في كل ما يمكن أن يدعيه هذا الانسان.
سأشير فقط لقضية الصحراء الغربية.
ففي بداية السبعينات، كان الشهيد مصطفى الوالي (الذي قتل خلال غارة فرنسية على الحدود الموريتانية الصحراوية)، و مجموعة من رفاقة بالرباط في علاقات مع مؤسسيي الحركة الماركسية اللينينية المغربية، وكان التعامل معهم كصحراويين و ليس كمغاربة. و كذالك تعامل معهم عبد الرحيم بوعبيد و على يعته و علال الفاسي، و عبد الله ابراهيم و محجوب بن الصديق خلال مختلف اللقاءات.
ساهم الشهيد الوالي في مجلة أنفاس بمقال حول الصحراء الغربية. كانت آنذاك المجلة (باللغة العربية) تسير من طرف هيأة التحرير التي تضم على الخصوص عبد اللطيف اللعبي، محمد الحبيب الطالبي (أهم مؤسس 23 مارس)، محمد البردوزي (من مؤسسي 23 مارس)…الخ.
باستثناء أحمد حرزني و بعض رفاقه في “لنخدم الشعب – صوت الكادح – تنظيم “ج”)، كانت الحركة الماركسية اللينينة المغربية بمختلف فصائلها تتبنى حق تقرير مصير الصحراويين بأنفسهم. و هذا ما عبر عنه المؤتمر الخامس عشرة (غشت 1972) الذي أعطى القيادة لمناضلي (23 مارس/تنظيم “ب” و “إلى الأمام/تنظيم “أ”). لقد صوت، و بدون استثناء مناضلو “23 مارس” و “إلى الأمام” على مقرر حول “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”. هذه معطيات تاريخية لا يمكن نكرانها. كان المناضل عبد الواحد بلكبير ، نائب الرئيس من كوادر “23 مارس”.
لقد غيرت قيادة “23 مارس-الخارج” موقفها من قضية الصحراء الغربية و من النظام الملكي بالمغرب بعد التحاقها بإحدى التيارات الاتحادية التي انفصلت عن المناضل الفقيه محمد البصري، و ذلك بزعامة محمد بنسعيد أيت يدر.
فمن مدعمين لنضال الصحراويين ضد الاستعمار الاسباني، و من الجمهوريين المغاربة (أنظر وثائق 23 مارس، بداية السبعينات)، إلى أعداء قادة “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب)، و إلى مناصري النظام الملكي بالمغرب.
ممن عايشوا تلك الفترة، و تلك الحقائق أذكر من مؤسسي 23 مارس: محمد لحبابي، محمد الحبيب الطالبي، الكرفاتي، المريني، حرزني الذي غادر التنظيم و أسس في أواخر 1971 تنظيم أخر (تنظيم “ج” – لنخدم الشعب-صوت الكادح).
أتساءل اليوم: لماذا لم يلتحقوا جنود “القضية الوطنية” ( من ماركسيين و اتحاديين) بجبهة القتال ضد الاستعمار الاسباني و تحولوا فيما بعد إلى مدعمي “مسيرة” الحسن الثاني المستبد، و وجهوا بنادقهم نحو المقاومين الصحراويين الذين هزموا الاستعمار؟
أتحدى أيان كان أن يأتينا بوثيقة واحدة نشرت باسم “23 مارس/تنظيم-ب”، تتحدث عن «مغربية الصحراء” قبل مارس 1973، التاريخ الذي التحقت فيه قيادة-الخارج بالتيار الاتحاد المذكور أعلاه تاركة ورائها الحركة الماركسية اللينينية المغربية و أطروحاتها.
على فقير، من مؤسسي “الحركة الماركسية اللينينية المغربية”.
محمد البردوزي
ولد السيد محمد البردوزي عام 1948.
حصل على دكتوراه الدولة في القانون العام والعلوم السياسية. ويعمل أستاذاً جامعياً ومستشاراً متخصصا في مجالات التكوين والسياسات العمومية واستراتيجيات التنمية المؤسساتية.
وهو عضو في جمعية مغرب 2020 ومستشار سابق لدى وزارات الأشغال العمومية، والفلاحة والاستثمار الفلاحي، والتكوين المهني.
أنجز العديد من الدراسات والأبحاث من بينها كتاب: "تحديث التعليم : من الميثاق إلى التفعيل" "Rénover l’enseignement : de la charte aux actes". (نشر Renouveau)، كما ترجم إلى اللغة العربية كتاب " Psychologie et pédagogie» لصاحبه جون بياجي (نشر توبقال).
وبالإضافة إلى كونه عضوا سابقا بهيئة الإنصاف والمصالحة، فالسيد البردوزي أيضا عضو باللجنة العلمية للفريق الذي أنجز تقرير "50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق 2025".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق