جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مخلوقات غريبة الأطوار!ابو علي

مخلوقات غريبة الأطوار!
نترجى من ساتر العورة أن يستر بعض المخلوقات غريبة الأطوار بشيء من العفة ويقنعها بالسكوت والتواري عن الأنظار فقد أصبح البعض حِملا ثقيلا ومعرة وسط الرأي العام الذي لا تذكر أسماءهم إلا للهزل والسخرية والامتعاض ، يعتقد هؤلاء المصابون بمرض اللهاث وراء الجيمات المصطنعة في سوق الاشاعات التي لا ينخدع لها إلا من لم يمتلك ناصية التحليل بعد أو ديماغوجي يساير الموجة لترضى عنه الحاشية وهو من نوع من البشر يصنفون ضمن ما يعرف بالمثقفين على السريع ، هؤلاء شغلهم الشاغل هو افتعال العراك بدل النقاش والخلاف والهجوم بدل الجدل ، هؤلاء البشر ، والسيكولوجيا قد سلطت الضوء على خبايا حقيقتهم ، يستبد بهم الخوف والجبن وهو ما يدفعهم إلى التقيئ بنزعاتهم الذاتية على العالم وهو نوع من تحقير الذات..كل الأساليب بالنسبة لهم مشروعة بما فيها استعمال كل الوسائل من أجل اغتصاب العامة بالشائعات المغرضة اعتقادا منهم أن هناك من يريد أن يزاحمهم على المساومات والتنازلات.. 
الجبان معروف بالتظاهر بالمبدأ والجدية وقدسية الممارسة ونظافة اليد والفعل المبارك وهلم جرا من الألفاظ الدينية التي شاع استعمالها في نسق ما عرف بحراك الريف، قد يكون هناك فعلا من يكد ويجاهد بصدق من أجل هذه الأهداف لا سيما الشباب اعتقادا منهم أنهم يخوضون صراعا ضاريا من أجل مسح الطاولة عبر معاداة الجميع ومن أجل خلق دائرة مغلقة، تلك الدائرة سرعانما تم اختراقها من طرف بعض الفاشلين سياسيا وحزبيا يوجد بينهم من تلطخت سمعتهم في واد الفساد ووجدوا في الحراك ما يقوي غودتهم إلى الواجهة الفيسبوكية .. والغريب في الأمر أن الخارج عن هذه الجوقة يعد في نظر هؤلاء مارقا لكن الزمن كشاف كما يقال وحبل الكذب قصير إذ سرعان ما تفككت أوصال هذه الجوقة إربا إربا وتحولت إلى ما يشبه عصابات فيسبوكية تنفث الكراهية والفحش الاعلامي الساقط ..
ففي كتابه بؤس العالم يستعرض السوسيولوجي بيير بورديو ميزة ما يتفرد به كماركسي من كونه خلق ما يعرف بنظرية الحقول بالاضافة إلى تراتبيتها الطبقية فهي تمتاز بالتنازع الداخلي( أي الحقول) : السياسية والفنية والرياضية...فإذا كانت السيطرة في يد من يمتلك السلطة ووسائل الانتاج واحتكار "العنف الشرعي"، فإن المسيطر عليهم يعملون فعلا على التحرر من السيطرة بالصراع وفق وحدة المتناقضات ..فإن منطق الواقع يفترض أنه مهما اشتد التناقضات الثانوية وسط حقل من حقول الصراع فإنها تذوب في مواجهة التناقض الرئيسي فإن استمرت في الغليان فاعلم أن هناك أمورا غير عادية بتاتا وما يحدث في وسط حراك الريف من تهويل للتنازعات الداخلية خير دليل على انهيار نسق الوحدة ، فيفضي الأمر بالنتيجة إلى إعطاء فرصة ذهبية للخصم من أجل انتزاع المعركة والظفر بها وفرض شروط إعادة السيطرة ، فأن يتجرأ شخص مسجل ضمن موديل مناضلي 2016 بالقول أن تظاهرة الدار البيضاء المناصرة للمعتقلين السياسيين كانت من أجل امتصاص الغضب وأشياء أخرى اعتاد على ترديدها وهو  في مخبئه وحيدا على اللايف كشخص مفترض معتقدا أن بإمكانه تسييد الفكرة في الواقع وعلى منصة في الأرض قبل أن يفاجأ باللعنة والخروج من القاعة منبوذا كشيطان رجيم لم يفلح معه حتى من برمج معه سيناريو لإفشال الندوة مسبقا وكان يردد " اعطيهم العصير" والحال أن صاحبه "عصّروه تعصيرا" حتى جن جنونه وبدا وجهه عبوسا فاتحا فاه وكأنه أصيب بلسعة مفاجئة لم يكن يتوقعها لأنه ببساطة عجز عن مجاراة النقاش العمومي مع أقرانه ولم يعتاد أصلا على الجلوس ليختبر حجم الغباء الذي عاش في كنفه قبل أن يفاجئ بأن تلك الجمل المنفكة التي اعتاد ترديدها كالببغاء لا تصمد لبضعة دقائق بمجرد ما أن توضع على محك النقاش العمومي ، أصناف هذه المخلوقات التي تزايد على تنظيمات صلبة ومناضلين ظلوا أوفياء للشعب في أحلك شروط القمع ولا زالوا على نفس النهج ، فقد قدموا الشيء الكثير لهذا الشعب ليعيش في كرامة وهم الذين لم يطأطأوا الرأس حتى في أحلك الظروف، ويأتي اليوم من يتشبه بالمناضل جرفته الصدفة ليعتلي منصة الخطابة لكي يلعن من عبّد له الطريق ليكون إنسانا، أصناف هذا البشر الذي يقدر الآخرين لا يستحق الاحترام حتى لا نقول لا يستحق الحياة ، هؤلاء لا يخجلون في نعت القوى المساندة لقضية المعتقلين بالركوب علما أنها لا تقوم إلا بواجبها مع استحضار أنه إذا كان هناك من ركوب، فإن الركوب الأكبر على مآسي الآخرين يتزعمه هؤلاء لصنع أبّهة وزعامة موهومة ...لقد وصل الغباء بهؤلاء إلى حد استهجان الرقص انفعالا مع أغاني ملتزمة كتعبير عن التفاؤل والأمل بالانتصار لأنهم بكل بساطة من هواة التشاؤم ومن أنصار عبس وتولى ..لكن الحقيقة أن هؤلاء بمجرد ما يختلون بأنفسهم يمارسون الفحشاء والمنكر على طريقة مدرسة الرقية الشعرية ..
سير الله إلعن اللي ما يحشم !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *