نص مداخلة الحزب الشيوعي اليوناني في اللقاء الأممي اﻠ20 للاحزاب الشيوعية و العمالية-2-
نص مداخلة الحزب الشيوعي اليوناني في اللقاء الأممي اﻠ20 للاحزاب الشيوعية و العمالية، المنعقد حول موضوع:
"الطبقة العاملة المعاصرة و تحالفها. مهام الطليعة السياسية- الأحزاب الشيوعية والعمالية، في النضال ضد الاستغلال والحروب الامبريالية، من أجل حقوق العمال والشعوب، من أجل السلام والاشتراكية".
2. عن دور الطبقة العاملة
إن الطبقة العاملة هي القوة الإنتاجية الرئيسية. حيث يتلازم تركيز رأس المال و تمركزه في مجموعات احتكارية كبيرة أيضاً مع تركيز القوى العاملة، و مع إضفاء السمة الاجتماعية على العمل والإنتاج، مما يجعل الطبقة العاملة مركز وعصب الإنتاج والاقتصاد بنحو أعم، وبنحو خاص في القطاعات الاستراتيجية كالطاقة، والاتصالات والمعلوماتية، والنقل، وفي قطاعات إنتاج وسائل الإنتاج، إلخ.
إن الطبقة العاملة هي القوة الاجتماعية الوحيدة التي لا تملك وسائل الإنتاج ولكنها تنتج معظم ثروة المجتمع الرأسمالي. هي موضوعياً تلك الطبقة القادرة على قيادة الصراع من أجل إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، والطبقة الوحيدة ذات المصلحة في مطابقة علاقات الإنتاج مع تطوير القوى المنتجة عبر التملُّك الاجتماعي لوسائل الإنتاج. حيث ستقوم فوق أساس التملُّك الاجتماعي لوسائل الإنتاج، والدولة العمالية (ديكتاتورية البروليتاريا) بتخطيط مركزي لتطوير متناسب للإنتاج، بغرض اﻹرضاء الموسع للحاجات الاجتماعية. وعلى هذا النحو، يتناغم العمل الاجتماعي مع الدافع لإرضاء الحاجات الاجتماعية ويُحل تناقضها من ناحية دافع الاستيلاء الفردي، والربح الرأسمالي. هذا هو طابع الطبقة العاملة باعتبارها القوة الثورية الوحيدة، وحامل العلاقات الشيوعية في منظور المجتمع اللاطبقي.
وعلى نقيض الطبقة العاملة، فإن حلفائها من المزارعين الفقراء والعاملين لحسابهم الخاص، يمتلكون موقعا معيناً في نظام الإنتاج الاجتماعي يحدد مسبقا عدم اتساقهم وتذبذبهم بالنسبة للصراع من أجل إسقاط الرأسمالية وبناء الاشتراكية. وكان ماركس وإﻧﮔلز في عصرهما قد شددا على أنه: "من بين جميع الطبقات، التي تُـناهض الطبقة البرجوازية اليوم، فإنّ البروليتاريا وحدها هي الطبقة الثورية حقا. فالطبقات الأخرى تنهار وتتلاشى أمام الصناعة الكبيرة، في حين تمثل البروليتاريا نِتاجَها الخاص المُميِّز[6]".
وفي الحاصل، فإن الحركة العمالية وحدها هي القادرة على اتخاذ ملامح ثورية، والتطور لتغدو حركة ثورية متسقة، في حين تعجز حركات القوى الشعبية الأخرى أن تغدو حوامل متسقة لرفض الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج.
واستنتاجاً، يمكننا أن نسجِّل أن الطبقة العاملة ومن موقعها بذاته في الانتاج اﻹجتماعي، هي موضوعياً القوة المحركة من اجل اﻹنتقال نحو أسلوب إنتاج وتنظيم اجتماعي أرقى عبر إسقاط النظام الرأسمالي وبناء المجتمع الاشتراكي الشيوعي.
وبالتأكيد، ينبغي أن تتصدى محاولات تطوير الكفاح ضد الرأسمالية ومن أجل السلطة العمالية، باستمرار في أيامنا، لآراء وضغوط متجددة مستمرة، تمارسها قوى انتهازية وبرجوازية أو حتى جماهير عمالية شعبية مُضلَّلة، من أجل التخلي عن المهمة التاريخية للطبقة العاملة ومن أجل حلول سياسية لإدارة "داخل جدران الرأسمالية" تحت يافطة الوحدة الوطنية الذائعة الصيت. إن هذه النداءات تقوم بإخضاع مصالح الطبقة العاملة والأغلبية الشعبية الكبرى لمصالح الأقلية المستغِلة أي الطبقة البرجوازية. حيث تتنامى مخاطرها في ظروف إعادة تراتبات الهرم الامبريالي وزعزعة التحالفات الإمبريالية وظهور جديدة منها، وظروف أزمة أحزاب برجوازية حكومية وظهور جديدة منها، وظروف إعادة تسخين المواجهة بين الليبرالية البرجوازية والاشتراكية الديمقراطية، وبين البرلمانية البرجوازية والديكتاتورية الفاشية أو العسكرية، وبين التحديث البرجوازي وبين المخلفات الدينية والعرقية وغيرها.
ولا تزال مسألة أساسية للكفاح الإيديولوجي والسياسي في صفوف الحركة العمالية، متمثلة في الصراع ضد الأوهام القائلة بإمكانية الإنتقال نحو الإشتراكية، من خلال الإصلاحات البرلمانية ومن خلال التحسين التدريجي للتوازنات الانتخابية ومن خلال حكومة إدارة "يسارية" للرأسمالية.
حيث تثبت كلٌّ من نظرية وتاريخ الحركة الشيوعية، بأن إعلان الطابع الاشتراكي للثورة والسلطة هو ركيك، حينما تتخلله في الممارسة أهداف حكومية انتقالية في ظل الرأسمالية، تحت ذريعة الأزمة الاقتصادية المديدة، وتشديد عنف الدولة و رباب العمل، والإرهاب السافر الممارس بحق الحركة العمالية والشيوعية، والعنف النازي الفاشي، وتعليق الإجراءات البرلمانية وتهديد الحرب الإمبريالية أو خوضها. حيث لا ينبغي أبداً فصل النضال السياسي اﻷيديولوجي اليومي الجاري حول جميع المسائل، عن المهمة السياسية الثورية الرئيسية في الصراع من أجل السلطة العمالية. هذا وستخلق مشاكل تماسك الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وتعزيز البريكس، وتدخلات الولايات المتحدة لترسيخ مواقعها في أوروبا وآسيا، في الفترة القادمة، ظروفاً من شأنها وعن جديد إثبات راهنية الأهمية-المصيرية للحركة الثورية- في ربط الصراع ضد كافة صيغ اﻹدارة الرأسمالية وضد الحرب الإمبريالية مع النضال من أجل السلطة العمالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق