جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أحبك "هيرمانا".الرفيق تاشفين الاندلسي

سنة 1979كان عمري تسع سنوات ونصف لما كنت نزيلا في مستشفى محمد الخامس بالحسيمة ( سبيطار مليتار) و كان هذا الملك (بفتح اللام) تعتني بنا نحن الأطفال . كنت طفلا بدويا منطويا صارما شبيها بكهل عركته الحياة . كانت تجوب الغرف لا تكل و لا تتعب ، ابتسامتها لا تنتهي بلباسها الابيض الأنيق . كانت تناديني "أبد الخاي" (بالخاء) كنت استغرب لماذا لا تنطق حرف الحاء ، لم أكن أعرف غير ابناء مدشري و لم يكن عهدي بغيرهم . كنت أسمع الأطفال ينادونها "ايرمانا" لكن بدويتي جعلتني أعتقد انهم ينادونها "رمانة" بقيت على هذا الاعتقاد ردحا من الزمن .
أول مرة أتعرف على الياغورت كان على يديها في صالة التليفيزيون الذي أيضا لم أتعرف عليه ( التليفزيون) إلا هناك حيث كانت تجلس معنا و نحن نتفرج على طارزان . كنت أكثر الأطفال الذين تتعاطف معهم لسلوكي القويم الصارم الذي لا يقبل اعتداء طفل على طفل آخر و في نفس الوقت الحنون الذي يتجاوز تعليمات "هيرمانا" لما يتطوع بارضاع الصغار جدا الذين خصصت لهم صالة طويلة لوحدهم ، كانت تحدد لي المستوى الذي يجب أن أتوقف عنده في الرضاعة لكن توسل الرضيع يجعلني اتجاوز ذلك المستوى فتوبخني ظاهريا لكنها كانت تعجب لحناني اتجاه الأطفال . أحبك "هيرمانا".
"هيرمانا" اليوم غادرت الحسيمة الى بلدها بعد أكثر من ستة عقود من العمل الانساني في مستسفى محمد الخامس بالحسيمة . أتمنى لها عمرا مديدا وصحة و عافية .
حزن لكن مو حزين .




هي وأخواتها ...
دون ان أنسى انها تكفلت بتريبة الكثير من الاطفال المتخلى عنهم ،هؤلاء الأطفال حضوا عندها بعناية خاصة جدا بحيث ان كلهم درسوا بcolegio joveanos بالحسيمة وانتقلوا للدراسة العليا بإسبانيا وطبعا أصبحوا اطرا"إسبانية"لسبب بسيط هي ان الدولة لم تستطع إدماجهم ...
وأنا أرى صورتها تذكرت كل هذا وتذكرت كيف كانت تضع يدها مبتسمة على رأسنا ونحن صغيرات ذاهبات للمدرسة مارات من قرب مسكنها (الكنيسة)ونحن فرحات بذلك ونتفانى في إلقاء التحية عليها بالإسبانية ههه ،تذكرت بعض وجوه الاطفال (حاليا نساء ورجال )كانوا ابناءها ,رغم ان كل المجتمع الحسيمي يناديها بmadre...
لك كل الحب والتقدير ايتها الحسيمية الطيبة ...أنت وأنتن من معدن مختلف فعلا!!
*************

La madre sojosesa 
دخلت الحسيمة وعمرها 15 سنة.. خرجت منها وهي تبكي.. ولحد الساعة دائما تتصل بأخواتها وتوصيهن خيرا بزوار المستشفى بصفة عامة وبصفة خاصة الاعتناء بالغرفة حيث تجرى العمليات الجراحية...
وبعيدا عن المستشفى زارت ذات يوم منطقة بني عبد الله فوجدت امرأة تحمل جرة ماء على ظهرها، استوقفتها وسألتها عما إذا كانت تملك مكانا تستطيع جعله حظيرة لدابة، فأجابت المرأة بالإيجاب.. في أقل من ساعة اشترت لها دابة لتستعملها في الاستسقاء... ثم بعد ذلك توجهت لجماعة " شقران" ، حيث اشترت مجموعة من الأبقار ووزعتها على فلاحي المنطقة... 
بعيد زلزال 2004 تكلفت بفتاة اسمها " عائشة " إن لم تخني الذاكرة، هذه الفتاة التي فقدت كل ذويها في تلك النكبة الأليمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *