جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

العمل النقابي بالمغرب. إشكالية قيادة ...أم أزمة بنية.مصطفى عبد الهادي

العمل النقابي بالمغرب.
إشكالية قيادة ...أم أزمة بنية.
التاريخ الاسود للزاير ...الزعيم الجديد ل ك د ش
الزعيم الحاللي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل مثال حي عن العمالة والردة والتواطئ مع الشركات ضد العمال ولا يختلف عن موخاريق او الاموي او غيرهما ممن تربعوا لعقود على راس المركزيات النقابية الصفراء التي قامت وعبر سنوات من تكريس دات الوضع وانتاج نفس الوعي المتسم بسيطرة الشركات وتعزيز تسلط راس المال مع تنامي واستمرار تراجع وضعية العامل من سيء الى اسوأ . حيث يسجل التاريخ المساومات التي قام بها في حق العمال عن طريق بيع الوهم لهم ثم المتاجرة في معركهم اضافة الى طرد مكتي نقابي كامل من الكونفدرالية رفض الانصياع لمطالب المساومة وبيع المعركة .وهنا نتحدث عن معركة عمال شركة كوكا كولا حيث تنكرت لهم كل النقابات وتمت تصفية معركتهم باستغلال كل امكانات الباطرونة حماية لمصالحها . والصور الملحقة تبين كل شيء من خلال منشور الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وتغطيات بعض الجرائد للمعركة التي ذهبت فيها اسر وعائلات مهب الريح لحماية ارباح شركة امبريالية وتصفية حقوق ومكتسبات عموم ابناء الشعب الكادح.
نتفق جميعا على ان ازمة العمل الجماهيري بالمغرب والتي تدخل ضمن اطارها اشكالية التراجع والانحصار النقابي ليست مسألة اشخاص بعينهم او سيطرة جيل عمري دون غيره ولكنها ازمة بنيوية تدخل ضمن منظومة مترابطة موجهة من قبل التحالف الطبقي المسيطر اضافة الى عجز النقيض المقهور عن اعطاء الإجابة الحقيقية المقابلة لهذا الفعل كما تتجسد اساسا في بيروقراطية الشكل التنظيمي للنقابة كما القوى ومجمل الاطارات الجماهيرية من جهة وطبيعة ولاءات قياداتها المتربعة بيروقراطيا على هرم المجالس التنفيذية .
النقابات في شكلها التنظيمي المنعكس هرميا من الاعلى نحو الاسفل متطابق تماما والشكل التنظيمي البيروقراطي المعتمد في القوى السياسية او ما يصطلح عليه عبثا بالأحزاب وهو تجلي واضح من تجليات الديمقراطية البرجوازية المشوهة فهما ومضمونا وتنزيلا ، وهو ما يشكل ازمة تنظيمية تمنع صعود اي توجه او تيار مناهض لتوجهات الردة والخيانة ثم ازمة قيادية تقف حجرة عثراء امام اي محاولة لتشبيب النقابة او تغيير كوادرها البيروقراطية الهرمة وهو ما يزيد من حجم الهوة الشارخة بين راس الهرم الضيق المستفيد والمستفرد بالقرارات وبين قاعدته العريضة المهمشة والمستبعدة عن اي تأثير للوصول الى مراكز القرار والمتضررة التي تعقد امالا كبيرة للتغيير وتحسين وضعيتها اعتمادا على خيال سراب قاتل يستمر في جرها الى هوة المستنقع الواسع .
ان مسألة خيانية القيادات النقابية الصفراء وتواطؤها المعلن مع الباطرونا ممثلة مصالح الشركات الاستغلالية بالمغرب ومتاجرتها في عرق ودماء ومصالح العمال شيء بديهي وجد عادي وغير مطروح للنقاش والدليل امامكم واضح وجلي للعيان تماشيا وسنوات العسل الطويلة التي تجمع هاته المركزيات النقابية الصفراء مع النظام مند مطلع التسعينات الى اليوم حيث تكتفي بفلكلور فاتح ماي وبيانات دورية وموسمية هنا وهناك مع اعتماد بعض اسابيع الهرج والرقص في محطات بعينها لتأثيث مشهد حواراتها الماراطونية _الحوار الإجتماعي _ مع ما يسمى بالحكومة لتحقيق مزيد من المكتسبات المادية والعينية لأفراد وبيروقراطيين وقياديبن بعينهم ورمي بعض الفتات لعموم العمال والفلاحين . وعلى سبيل الذكر لا الحصر فهناك .
في ذات الصدد وفي اطار عملية التدجين التي تقوم بها النقابات الصفراء بالمغرب في حق العمال لقتل اي وعي لديهم بضرورة النضال للتحرر من سيطرة رأس المال فقد قام الزعيم الحالي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بطرد المكتب النقابي لعمال شركة كوكا كولا رفقة كاتبه نور الدين الرياضي لان الاخير رفض الدخول في تسويات مشبوهة للزحف على قضية هؤلاء العمال الذين تم تشريدهم ظلما وعدانا. بمعنى اخر فالنقابة تحولت من الية لتحصين مكتسبات العمال والرفع من وعيهم وبلورة وعي نضالي بضرورة الدفاع والتحصين عن مكتسباتهم الى وسيلة لتشريد العمال والاسترزاق على حساب عرقهم وآلامهم ومعاناتهم خدمة للمصالح المشتركة التي اضحت تجمع هاته القيادات النقابية البيروقراطية مع الباطرونا.
منذ سنة 1991 او ما يعرف بأحداث مدينة فاس في الاضراب الوطني الذي اسقط وجوها قيادية بالمدينة وابرز اخرى وغير ملامح القوة من الحزب الى النقابة بصعود مجموعة من زعماء المافيا والبلطجة على رأسهم شباط عمل النظام على تدجين النقابات من اجل السيطرة وتلجيم حركية العمال وعموم الكادحين حيث نجح في استقطاب مجمل قيادات المركزيات النقابية وادخلهم تحت حمايته وسلطته وانعم عليهم من خيرات إقتصاد الريع فتحولوا الى مجرد عملاء اخرين تابعين مباشرة لوزارة الداخلية التي تملي عليهم ما يفعلون ومتى يتحركون او يتراجعون للتحكم في موازين القوى بين مختلف فرقاء المهزلة السياسية ولأجل الحفاض على التوازنات التي لا تزيد الا من تكريس نفس الوضع الاستغلالي للعمال واستمرار سيطرة التحالف الطبقي وتمكنه من مفاتيح اللعبة السياسية . وفي ذات السياق عمد النظام الى منع تكرار تجربة انتفاضة مدينة فاس بإعطاء توجيهاته الملزمة لمجمل النقابات عن الامتناع في الدخول في اي اضراب وطني موحد او بعدم التهييئ والإعداد والتعبئة الكاملة له فاصبحت النقابات تمارس انشطتها الفلكلورية المتنوعة متفرقة هنا وهتاك زمانيا ومكانيا مما ادى الى قتل الفعل النقابي وافراغه من مضمونه الكفاحي ليتحول الى محرد وسيلة للاسترزاق الاقتصادي والابتزاز السياسي نجحت القوى والقيادات النقابية البيروقراطية في القيام به.
مصطفى عبد الهادي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *