جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أي نوع من النقد يحتاج إليه الحزب؟المؤلف: ستيبيتشيف

أي نوع من النقد يحتاج إليه الحزب؟
علمنا لينين دائماً أن نميّز بين النقد الجدي والمبدئي والنقد الذي لا يهدف إصلاح العيوب أبداً، وأن نرى الأسباب التي تؤدي إلى نقد غير صحيح. إن النقد من أجل النقد أمر لا يطاق، ولا بد من فضح المهرجين والديماغوجيين. "... حينما تستمعون إلى نقد من هذا النوع، إلى نقد بلا محتوى، إلى نقد من أجل النقد، كونوا على حذر، وفتشوا، لعل هناك ما أصاب أنفة الرفيق الناقد أو لعل هناك ما مس شخصيته أو هيّجه، الأمر الذي دفعه إلى المعارضة التي لا مبرر لها، المعارضة من أجل المعارضة." (لينين. المؤلفات الكاملة، المجلد ٤٢، ص ٥٠.)

ووقف لينين ضد النقد الذي لا مبرر له وضد هواة لصق الاتهامات. وكتب بصدد إحدى المقالات الملاحظة التالية: "لأجل الله، لتكن كلماتكم الرنانة الطنانة أقل. إبحثوا الحجج بهدوء وكرّروا الحقيقة بصورة مفصّلة أكثر وأبسط". ومن المفهوم أنه إلى جانب النزاهة والإحترام لا بد من تقدير موضوعي واطلاع جيد على موضوع النقد أيضاً.
وهكذا، فإن التحزب أهم سمة للنقد. ولا يساند الحزب بكل الوسائل إلا ذاك النقد المباشر والصريح والنزيه، الذي يؤدي إلى تحسين العمل ويساعد على التقدم اللاحق، ولا يضعف الحزب، بل يقويه. ولذا فقد حذّر لينين قائلاً أنه يستحيل علينا أن نسمح لأي شخص مهما كان منصبه أن يستخدم الديمقراطية داخل الحزب للإضرار بقضيتنا العامة وأن يسيئ الاستفادة من حق المناقشة الحرك لقضايا سياسة الحزب.
إن الشيوعي، إذ يكشف عن الهفوات والأخطاء، فإنه في الوقت ذاته يهتم لكي يكون النقد حزبياً أصيلاً وجاداً ومبدئياً ومبني على الحجج والبراهين. ولفت فلاديمير ايليتش لينين الأنظار أكثر من مرة إلى أن النقد في الحزب لا يجوز أن يتجاوز حدود التحزب، وينبغي أن يجري طبقاً لأصول الحياة الحزبية، ومن الضروري مساندة النقد وتوجيهه بشكل لا يعارض مبادئ الحزب. إن أساس النقد الحزبي الأصيل هو السعي لإعانة الرفاق والجماعة والمنظمة الحزبية؛ ويعتمد هذا النقد الحزبي على الحقائق المضبوطة والمعلومات الموثوقة ويتخلله الشعور العميق بالاهتمان بالقضية العامة. ولا يكشف نقد كهذا عن النواقص فحسب، وإنما يظهر العوامل التي ولّدتها ويساعد على إزالتها.
إن النقد والنقد الذاتي ليسا لباساً يُرتدى في الأعياد من مناسبة إلى أُخرى، ولكنهما وسيلة دائمة الفاعلية: إنهما ينصهران بصورة عضوية بالعمل البنّاء. وأكّد لينين بقوة خاصة أن النقد ينبغي تنظيمه بحيث يتم إرسال كل اقتراح عملي وبشكل أوضح، فوراً وبلا روتينيات أياً كان نوعها إلى هيئات الحزب المحلية والمركزية لكي تبحث فيه وتتخذ القرار به.
وطبعاً، لا يجوز السماح بأي نوع من أنواع التضييق على النقد. ولكنه لا يجب أن يُفهم من ذلك أيضاً أنه لا يحق لأحد معارضة الناقد في حالة ارتكابه أخطاء في خطاباته. ولا يوجد أي جامع بين المفهوم الفوضوي "لحرية النقد" في الحزب والأصول اللينينية في الحياة الحزبية.
إن النقد الأصيل الذي تنطق به شفاه الشيوعيين ينطلق من مهام البرنامج وسياسة الحزب ونظامه الداخلي، ويستخدم أداة لتنفيذها. ويعتبر النقد الذي يخالف البرنامج وسياسة الحزب نقداً معادياً للحزب. ولا يستطيع الحزب أن يتسامح حينما يتم إبداء آراء، تحت ستار حرية النقد، موجهة للتشهير بقيادة الحزب وإضعافها ونسف أسس التحزب. وقال لينين: "إن حرية الانتقاد شيئ جميل، ولكن ما دمنا جميعاً موافقين على ذلك، فليس من الإثم أن نهتم بمحتوى الإنتقاد".
من كتاب " الأصول اللينينية في حياة الحزب ومبادئ القيادة الحزبية "
المؤلف: ستيبيتشيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *