متى ألبستم الناس حجاب "الأخلاق" ؟! وقد ولدتهم أمهاتهم عراة !!الرفيق عزيز عقاوي
اللغة و"الأخلاق".... ؟!
عفوا صديقي "الأخلاقوي" !
قد تزعجك تلك الكلمات "الاخلاقية" ، وتربك حساباتك تلك العبارات "الساقطة" ،وتردد في دواخلك ،حسرة وألما ، ذلك البيت الشعري الذي حفظناه عن ظهر قلب في المرحلة الاعدادية : "وإنما الأمم الاخلاق ما بقيت ..." وتخلص الى أن لاشيء بعد، يعجبك في زمان الرداءة اللغوية ...!
جميل ...لكن ،
منذ متى كانت لغتنا معزولة عن سياقها التاريخي؟!
ومنذ متى كان راهن الأمم ومستقبلها، رهين " بتخلق " لغتها و" سموها" ؟!
ومنذ متى كان راهن الأمم ومستقبلها، رهين " بتخلق " لغتها و" سموها" ؟!
وما "الأخلاق" صديقي الأخلاقوي ؟!
أهى عندما يقتل خالد، مالك بن نويرة، ويزني بزوجته ،وهو يتكلم لغة عربية فصيحة، منمقة بالمحسنات البديعية ؟!
أم هي عندما تتوسع الغزوات شمالا وغربا، وتهدر الدماء، وتيتم الاطفال، وترمل النساء وتسبيهن ، وتأتي على الاخضر واليابس ... وهي تنظم شعرا ،وتنشد كلاما منمقا ومقفى، وترتل الكتاب المقدس ترتيلا ؟!
أم عندما تتوسع فرنسا ،وانجلترا، واسبانيا ،في مشارق الارض ومغاربها على حساب الشعوب الاصلية، وهي تقتل، وتغتصب، وتدمر ، وتسرق وتنظم الخطابات المبررة لاجرامها، مستعملة اجمل التعابير "الحضارية" و" التبشيرية" التي تفتقت بها العبقرية اللغوية ل موليير ، وشكسبير، وسيرفانتيس؟!
عفوا صديقي "الأخلاقوي " ...لسنا نغني على نفس الايقاع ،
فأنت تكره زقزقة العصافير ...وأنا تطربني كل أصوات الطبيعة حتى وإن كانت : نقيق الضفادع ...أو نهيق الحمير ..!
فأنت تكره زقزقة العصافير ...وأنا تطربني كل أصوات الطبيعة حتى وإن كانت : نقيق الضفادع ...أو نهيق الحمير ..!
متى ألبستم الناس حجاب "الأخلاق" ؟! وقد ولدتهم أمهاتهم عراة !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق