جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عن "القومية العربية"الرفيق الحسين العنايات

بعض المناضلين يريدون ان يحيوا في نهاية العقد الثاني من الالفية الثالثة مشروعا مبني على "القومية العربية" انهزم غداة هزيمة الجيوش العربية في حرب 1967. 
يضنون ان هنالك حلف مقاوم مستقل بذاته ويتحمسون لقيادته الاستراتيجية لنضال شعوب "العالم العربي" ضد الامبريالية والرجعية الصهيونية
لا يأخذون بعين الاعتبار انه" من حسن الصدف" ان تكون روسيا قد تعافت من تفكك الاتحاد السوفياتي وان الصين برزت كقوة عالمية منتجة للتكنولوجيا وان هاتين القوتين في صراع مستميت ضد القطب الامبريالي الاطلسي بقيادة امريكا فيما يتعلق بالهيمنة على "اوراسيا" التي اصبحت تنتج اكثر من 70 بالمائة من الانتاج العلمي والتكنولوجي عبر العالم....
فروسيا دعمت عسكريا الجيش السوري وايران وحزب الله لانها ترى ان سوريا هي تلك النافذة التي تطل منها امريكا على اوراسيا ... فسقوط سوريا يعني سقوط لبنان وتقليم اظافر ايران وتقوية تركيا الحليفة الاستراتيجية لامريكا في الحلف الاطلسي ومن تم الهيمنة المطلقة ل "اسرائيل" كدركي بدون منازع على جميع السالك البحرية ... وتتفرغ امريكا كما خطط لها اوباما لتحويل اهتماماتها الى المحيط الهادي وتخوم الصين ....
فبدون روسيا هذا الحلف لا يساوي شيئا لانه بكل بساطة هو حلف فاقد لدعم الشعوب... حتى الشعب الفلسطيني الذي قضيته عادلة قبل التدخل الروسي كانت قواه المهيمنة موزعة الولاء بين السعودية وقطر....
فالصراع بين الثنائي الروسي الصيني من جهة والقطب الامبريالي الاطلسي من جهة ثانية ليس صراعا ذا بعد استراتيجي بل سريعا ما ستحصل التوافقات بين الامبرياليات لكي لا تجر العالم الى الفناء
بالنسبة لليسارالماركسي المناضل يجب ان يستفيد من هذا التناقض "المرحلي" بين الامبرياليات فالموقع الطبيعي لليسارالماركسي هو في اطار جبهة المقاومة بقيادة فصائل مقاومة الشعب الفلسطيني ....لكن كل ذيلية لليسار تجاه "البعثية " في موتها الكلينيكي وكل اصطفاف اعمى بجانب النظام الايراني سيعتبر خطا تاريخيا فادحا... لان المقاومة والممانعة التي هم مرغمون عليها ستنتهي بخفوت التناقض الامريكي الروسي عند التراضي حول التوزيع الجديد لمناطق النفوذ....
كما ان الجزء من اليسار الماركسي الذي يعطي دائما لتصوراته "بعدا استراتيجيا" ولا يفكر في كيفية ادماج التناقضات ولو "للفترة" في تحليله السياسي سيبقى كمثل ذلك الصوفي المنعزل عن العالم (وهذا النوع غير موجود اصلا)متعبدا في خلوة بنظريته الماركسية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *