جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عن تكريم المشتري بلعباس

اضع هنا تدقيقين الاول ان المشتري وزروال لم يكونا عضوين في الحزب الشيوعي المغرب التحقا بالمنظمة كمناضلين غير منتميين سياسيا.


 فعلا لقد التحق المشتري و زروال بمنظمة "أ/إلى الامام" بعد تاسيسها. لم يسبق لهما أن ناضلا في أي حزب سياسي، و لم يحضرا التأسيس يوم 30 غشت 1970. هذا تاريخ.
علي فقير






تجري في هذه اللحظات حفل تكريم الرفيق بلعباس المشتري،حيث ألقيت كلمات بهذه المناسبة لرفاق عايشوه ،وقصائد شعرية بالفصحى والدارجة، وقد ألقيت كلمة في حق الرفيق بلعباس المشتري،هذا نصها: المشتري ذاكرة للوطن والحرية
إن أجمل احتفاء بالمناضل الكبير بلعباس المشتري هو تقديم شهادة صادقة عن مساره النضالي والسياسي، خاصة أن الرفيق بلعباس عاش ظروف الاضطراب السياسي الكبير الذي شهده المغرب إبان مرحلة السبعينيات، والتي تميزت بغليان سياسي وبهبات شعبية قوية ، قادتها بصمود وطول صبر ومعاناة وتضحيات جسام الحركة التقدمية ببلادنا بشقيها الإصلاحي والثوري، غذتها وصقلتها الأحداث السياسية الكبرى مثل ثورات التحرير في إفريقيا والعالم العربي والثورات الاشتراكية في الصين وفيتنام وأوروبا الشرقية، والانتفاضات الطلابية في فرنسا وأوروبا الغربية وحركة السود في أمريكا، في هذا المناخ السياسي والثقافي تفتق دهن بلعباس وركب سفينة مغامرة نضالية وسياسية، ستلطمها أمواج عاتية ، لكن ربانها قاوم هذه الأمواج العاتية بمقاومة شديدة.كانت المحطة الأولى التي رست فيها هذه السفينة هي ثانوية عبد الكريم الحلو التي لقنته أبجديات النضال الأولي ، من خلال احتكاكه بأساتذة تقدميين الذين تشرب منهم أصول الثقافة التقدمية، وبنسج علاقة الصحبة والنضال مع أقرانه من المناضلين الشباب، وبمجرد ما نال شهادة الباكالوريا التي تزامنت مع انتفاضة فرنسا سنة 1968، حتى رست سفينته في المحطة الثانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ومن حسن الصدف ستربطه علاقة إنسانية وسياسية مع رفيق دربه الشهيد عبد اللطيف زروال، لديهما نفس الاهتمامات الفلسفية والسياسية وجينات العمل الثوري،فشكلا ثنائيا يشتغلان مثل خلية النحل في القطاع الطلابي ،يواكبان الحركة السياسية بكل تناقضاتها، وينخرطان في الجدل حول البديل الثوري في حزب التحرر والاشتراكية، ثم يتعرفان على أطر جديدة سيشكلون فيما بعد الطلائع الثورية التي ستقود الانشقاق عن الحزب، فالإعلان عن ميلاد منظمة إلى الأمام في 30 غشت سنة 1970 .
جاءت المحطة الثالثة في إبحار سفينة بلعباس مع انعقاد الندوة الوطنية الأولى في أواخر سنة 1971 حيث انتخب عضوا في الكتابة الوطنية إلى جانب عبد اللطيف زروال، عبد اللطيف اللعبي، أمين عبد الحميد وأبراهام السرفاتي، هذه الكتابة الوطنية المنبثقة من اللجنة الوطنية التي كانت تضم ما بين 13 و15 عضوا،بعد عشرة أشهر من النضال السري ستعرف المنظمة أولى ضربات القمع ، إذ سيتم اعتقال نصف أعضاء الكتابة الوطنية، وقد تحمل بلعباس إلى جانب رفيقيه عبد اللطيف زروال وأبراهام السرفاتي الوزر الكبير في قيادة المنظمة، وستضاف إليه أعباء أخرى أكثر بأسا على نفسه بعد اعتقال رفيقه وصديقه في الحياة والنضال الشهيد عبد اللطيف زروال سنة 1974، فقاد إلى جانب رفيقه الراحل عبد الفتاح الفاكهاني المنظمة في أحلك الظروف، متنقلا في سرية تامة بين عدة منازل ومدن: تارة يدبج مقالات سياسية تحلل الوضع السياسي وتطرح المهام الملقاة على عاتق المناضلين وتارة أخرى يدخل في تعبئة أطر المنظمة والمشاركة في التحريض عبر المنشورات وفي أحايين أخرى ربط علاقات التحالف مع الرفاق في التنظيمات الماركسية-اللينينية الأخرى.كان بلعباس آخر من اعتقل من قيادة المنظمة في 2 مارس 1976. 
ستكون الفترة الممتدة من نهاية 1977 حتى نونبر 1979،هي المحطة الرابعة حيث سترسو سفينة إبحار بلعباس بالسجن المركزي بالقنيطرة، إذ تعتبر حاسمة في تحديد مصير المجموعة سياسيا، فقد شكلت وقائع محاكمة الدارالبيضاء الأثر السياسي البالغ على التوجهات المستقبلية لمختلف تيارات الحركة الماركسية-اللينينية، حيث دبت الخلافات حول التوجه العام الذي ينبغي على المناضلين المعتقلين اختياره في المحاكمة أو فيما يخص الموقف من مسألة الصحراء أو كيفية التعامل معها إضافة للخلاف حول توقيت المحاكمة.في هذه الفترة تبلورت قناعة جديدة عند بلعباس وبعض رفاقه من إلى الأمام، ترتكز على تقييم لتجربة إلى الأمام ونقد لخطها السياسي والإيديولوجي المتضمن في أرضية 1979 على شكل بيان سياسي موقع من طرف عشرة مناضلين، أهم ماجاء فيها بعد نقد الطابع الحلقي الذي سجنت فيه من خلال تكثيف العمل بالقطاع الطلابي واعتبار الطلبة طليعة تكتيكية، وكذا الجري وراء التحريض وسباق الزمن:1-الموقف من القوى الوطنية، أي لا يمكن حصول أي تحول سياسي من دون القوى الوطنية، 2- وحول الموقف من قضية الصحراء ، فالحل الذي طرحه يقترح حلا وسط ، أي عدم القول بمغربية الصحراء وبعدم حق تقرير المصير، لان هذا لن يحل المشكل ، بل يتعلق بصراع يجب أن نعمل من أجل حله بشكل سلمي.
تعتبر المحطة الأخيرة في سفر بلعباس هو تجربته الفكرية والإعلامية والسياسية بعد خروجه من السجن في أواخر الثمانينيات، حيث انخرط بعزيمة لا تلين في التدريس كأستاذ للفلسفة في مركز المعلمين بدرب غلاف، وكفاعل جمعوي بالجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، ثم كصحفي بجريدة اليسار الديمقراطي له عمود قار يلتقط من خلاله بأسلوب نقدي و عقلاني أهم الأحداث الوطنية والدولية، وكفاعل سياسي محنك له تجربة في الحوار الديمقراطي وخبرة في التواصل مع مختلف الفئات العمرية في الحزب الاشتراكي الموحد بعد انتخابه كعضو في الكتابة الوطنية في المؤتمر الوطني الأول، وظل طيلة هذه الفترة قبل أن يقعده المرض عنصرا نشطا في مختلف الأنشطة الفكرية والسياسية وكانت يده ممدودة لكل أطياف اليسار من أجل العمل المشترك والتقدم في إنجاز مهام اليسار.
سيكون من الإجحاف الإلمام بكافة جوانب حياته النضالية والسياسية التي لا يتسع المقام لذكرها، ولكن لنا الثقة الكاملة بأن هذا المشوار السياسي الغني لن يذهب سدى، وستحتفظ به الأجيال المناضلة القادمة كنبراس في شق طريقها نحو الحرية والتقدم إلى الأمام من أجل اجتتات الاستبداد والقمع من أرضنا. 




حتى لا تغيب لحظات النضال في رماد النسيان 
احتفاء بالمناضل بلعباس المشتري، نظم فرع الحزب الاشتراكي الموحد / الفداء درب السلطان أمسية باذخة ،تناغم فيها الفني والسياسي والشعري من تنسيق السيدة فاطمة خليفي ، وتقديم السيدة كبيرة شطير ،وتسيير فتيحة الصادق ..
شارك في الأمسية نخبة من الشعراء والمهتمين والمتتبعين ،استهلت بكلمة محترمة في حق المحتفى به من قبل مصطفى كمال المقيم بشيكاغو ،والتي قدمها بالنيابة عنه السيد علي فراد ،ذاكرا فيها بعض المحطات النضالية ،مثل 23 مارس ،وانتفاضة 65 وغيرها ... منوها بأعمال السيد بلعباس المشتري ،النضالية والسياسية والمجتمعية والإنسانية ،مستعرضا التجارب التي تقاسمها معه أيام الدراسة ،وفي زنازن قنيطرة، خاتما كلمته بقطعة شعرية في حق المحتفى به ،منوها فيها بخصاله الحميدة ،وأخلاقه النبيلة ،وشخصيته الفريدة ..
وبعد روائع من الكلمة الملتزمة على ترانيم العود المدهشة للفنان سعيد ذهبي ، سافر الحضور الكرام في درب الكلمة النبيلة مع الشاعرة مالكة عسال بقصيدتين شعريتين ، تشخصان معاناة المقصيين ..وتفضحان المفسدين ...
تلاها الزجال عادل الحر بقصائد ملتزمة ،تصب في بوتقة الفقراء والمهمشين ..
ثم يعود المكرفون من جديد إلى السيد المناضل حسن صعيب ،ليلقي شهادة صاد قة في حق زميله المحتفى به ،السيد بلعباس المشتري ،الذي أنبته مناخ مضطرب في ظل غليان سياسي ،وتضحيات جسام ،إلى جانب ثورات أفريقيا ،والفيتنام وفلسطين ،وحركة السود في أمريكا ؛فركب السيد بلعباس المشتري سفينة النضال ،حيث ربطته اهتماماته السياسية والثورية، برفاق انخرطوا في الجدل التقدمي، مثل عبد اللطيف زروال ،وعبد اللطيف اللعبي وغيرهما ،ذاكرا المواقف الحاسمة التي اتخذها المحتفى به ، والمناصب التي شغلها في حياته ..
بعد هذه الوصلة السياسية ،التي توهجت على مرآتها أعمال المناضلين الأحرار، وتحركاتهم السياسية من أجل التغيير بتحقيق طموحهم المنتظر، يهمس المكرفون في أذن الشاعر المقتدر السيد توفيقي بلعيد ،ليُحلّق الجمهور مع روائعه الشيقة ،بعد كلمته المقتضبة حول الاعتقال ،واللحظات المشرقة من أيام النضال..
تلاه المغرد البشوش السيد سعيد بركة ليتحف عشاق الزجل ،بما أملته عليه قريحته من قصائد مبهرة شنفت أسماع الحاضرين ،ودغدغت حواسهم ..
وحتى لا يتسرب الملل إلى المتتبعين ،تُكسّر مجموعة الرغيف الأسود برفق لحظات الرتابة، بأناشيد ملتزمة تصب كلها في الهم الإنساني ..
ثم يصعد إلى المنبر الشاعر المقتدر نورالدين قبة ليحلق بالجميع في فضاء الكلمة الساحرة بصوته الهادئ الجذاب ..
ويكمل اللحظة الشيقة الزجال جمال المستكفي ،بما جادت به مشاعره في البعد الإنساني والهم الوطني ...
أخيرا ،تتختتم الأمسية الشعرية بالشاعرة المقتدرة السيدة حكيمة الشاوي ــ التي تكبدت عناء السفر من مدينة الرباط ـــ بملحمتها الراقية التي شدت الجمهور بقوة الكلمة ، ونفوذ المعنى ،ومتانة اللغة ..
هذا وقد حضر الأمسية جمهور غفير، من عشاق الكلمة ، والمهووسين بالتطلعات الحالمة والانتظارات المزهرة ،والأحلام الوردية وحب التغيير ، حيث لم تستوعبهم القاعة ، مما جعلها تكلل بالنجاح ،وتترك أثرا محمودا في جيد تاريخ حزب الاشتراكي الموحد ...كما اختتم اللقاء بكأس شاي على شرف الضيوف والمشاركين الذين دعموا الملتقى بحضورهم المشرف ...
ـــ شكرا للرائدة فاطمة خليفي على الدعوة الكريمة
ــ شكرا للطاقم المشرف والمنظمين
ــ شكرا للحضور النوعي من المهتمين والمتتبعين
ــ شكرا للمشاركين الذين كانوا صادقين في آدائهم
مالكة عسال
بتاريخ 26/01/2019























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *