الدكاكين السياسية : الرفيق تاشفين الاندلسي
الدكاكين السياسية :
هذا المفهوم ظهر اواسط السبعينيات من القرن الماضي مع ما سمي آنذاك المسلسل الديمقراطي .اتضح آنذاك جليا أن النظام المخزني يبحث عن شرعية سياسية و هو يجرف كل مقومات الدولة بعد الاعتقالات و الاعدامات و المنافي للعديد من المغاربة الذين سئموا انتهازية ما كان يسمى بالأحزاب الوطنية ( أحزاب البرجوازية المتوسطة ) ، كان هناك تعاقد حول هذه الشعارات مع اختلاق قضية الصحراء الغربية للدخول في ما سموه بالسلم الاجتماعي و الاجماع الوطني و المسلسل الديمقراطي و كان ثمن دخول هذه البرجوازية الذيلية الى مؤسسات فارغة من مضمونها بعض الفتات كإدماج بعض أطرها في مؤسسات النظام المخزني ، هذا الأخير سيغرق بعد ذلك مباشرة المشهد السياسي بكائنات إدارية ( سميت بأحزاب الادارة) لتترأس الحكومات المتتالية . يظهر من خلال ما سبق أن مفهوم الدكاكين السياسية ملازم للعملية الانتخابية في إطار توافق عام مع البرجوازية المتوسطة و أحزابها و كذلك في نفس الوقت ظهور أحزاب وزارة الداخلية المنفذ لمخططات النظام المخزني .
جرت مياه كثيرة تحت الجسر و دماء و دموع و سجون و منافي و خيانات و تراجعات و تغيرات عميقة في المشهد الدولي و ازداد الطغيان شراسة و أصبحت هيمنة النظام محليا و القوى الامبريالية و الرجعيات عالميا ساحقة ،لتتدحرج الأمور الى مستوى مأزوم يسوده التوحش نهبا و قتلا و جوعا و حروبا و أوبئة لتصاحبها تراجعات النخب من مثقفين و سياسيين تاركين المجال فارغا للضواري إلا من منظمات مقاومة مناضلة مفصولة من أي دعم دولي تحرري و شكلت الخط الأخير قبل التهاوي ، هذا الخط كان بمثابة تلك الشعلة التي يمكنها ان تعيد التوهج للفكر الانساني التحرري و بذلك باتت تشكل خطرا حقيقيا على القوى المهيمنة محليا و عالميا و أصبح مطروح على مراكز الدراسات و مراكز القرار أن تجد حلا للفضاء المبرم على هذه الشعلة التي ما فتأت تتسع مع الأزمة المستفحلة للرأسمالية المتوحشة فتظهر الى الوجود نظريات من قاع التيارات الفاشية كنظرية صراع الحضارات و نهاية التاريخ و الايديولوجيا على المستوى الايديولوجي و مسألة :"الشراكة" و "المساهمة" في المجال الاقتصادي الذي قد يقع بين البرجوازية و الطبقة العاملة في التفاف واضح على الفكر التحرري العمالي ، سيتوج كل هذا باحتلال بلدان بكاملها و تطبيق ما يسمى ب"الفوضى الخلاقة". سيؤدي الأمر بالجماهير الى فقدان الثقة في الاحزاب السياسية و النقابات و غيرها من الاطارات الجماهيرية و ذلك لسببين : السبب الأول هو خيانات بعض هذه الاطارات و السبب الثاني تغييب هذه الجماهير بالقمع و التهميش بحيث لم يترك لها المجال لبناء أدوات دفاعها الذاتي و صارت في متناول السياسة الاستيلابية من دون ان تكون معنية بالدفاع عن شيء إسمه تنظيم سياسي او نقابة فاكتفت برفض كل ما له صله بأي إطار لانها لم تساهم في بناءه ، إذن هي سياسة موجهة بدقة لتصبح الجماهير من دون أي بيت تلوذ به للدفاع عن مصالحها بل و مواجهة أي محاولة لبناء هذا البيت في تماهي غريب مع مخططات الطبقات السائدة و ذلك هو المبتغى الأخير للأنظمة الاستبدادية التي أصبحت عاجزة عن تحقيق اي مطلب جماهيري و التي تعلم علم اليقين أنه و لو غضبت الجماهير و ملأت عنان السماء صراخا من دون أدواتها السياسية فإن الأمر لن يفضي الى أي شيء و أغرقت المشهد السياسي المعارض من خارج نسقها في العفوية و الذي من خلاله يسهل الاختراق طولا و عرضا و أصبح شعار الدكاكين السياسية يشمل كل تنظيم مهما كانت ثوريته و صدقه و انخراطه الى جانب الجماهير و درجة مواجهته لهذه الأنظمة فيختلط الحابل بالنابل ( المستقل الممخزن و المستقل المخابراتي و المستقل الصادق و المنتظم في اطارات فاشية تنفي عن نفسها أنها منظمة ) هكذا يصبح مفهوم الدكاكين السياسية و الذي يطلق من دون تمييز انتاج مخزني محلي صرف و دولي أيضا ينخرط فيه أيضا للأسف مناضلون ليست لهم حنكة سياسية فيجنون على انفسهم و على الجماهير ما جنت براقش على أهلها .
تاشفين الاندلسي
هذا المفهوم ظهر اواسط السبعينيات من القرن الماضي مع ما سمي آنذاك المسلسل الديمقراطي .اتضح آنذاك جليا أن النظام المخزني يبحث عن شرعية سياسية و هو يجرف كل مقومات الدولة بعد الاعتقالات و الاعدامات و المنافي للعديد من المغاربة الذين سئموا انتهازية ما كان يسمى بالأحزاب الوطنية ( أحزاب البرجوازية المتوسطة ) ، كان هناك تعاقد حول هذه الشعارات مع اختلاق قضية الصحراء الغربية للدخول في ما سموه بالسلم الاجتماعي و الاجماع الوطني و المسلسل الديمقراطي و كان ثمن دخول هذه البرجوازية الذيلية الى مؤسسات فارغة من مضمونها بعض الفتات كإدماج بعض أطرها في مؤسسات النظام المخزني ، هذا الأخير سيغرق بعد ذلك مباشرة المشهد السياسي بكائنات إدارية ( سميت بأحزاب الادارة) لتترأس الحكومات المتتالية . يظهر من خلال ما سبق أن مفهوم الدكاكين السياسية ملازم للعملية الانتخابية في إطار توافق عام مع البرجوازية المتوسطة و أحزابها و كذلك في نفس الوقت ظهور أحزاب وزارة الداخلية المنفذ لمخططات النظام المخزني .
جرت مياه كثيرة تحت الجسر و دماء و دموع و سجون و منافي و خيانات و تراجعات و تغيرات عميقة في المشهد الدولي و ازداد الطغيان شراسة و أصبحت هيمنة النظام محليا و القوى الامبريالية و الرجعيات عالميا ساحقة ،لتتدحرج الأمور الى مستوى مأزوم يسوده التوحش نهبا و قتلا و جوعا و حروبا و أوبئة لتصاحبها تراجعات النخب من مثقفين و سياسيين تاركين المجال فارغا للضواري إلا من منظمات مقاومة مناضلة مفصولة من أي دعم دولي تحرري و شكلت الخط الأخير قبل التهاوي ، هذا الخط كان بمثابة تلك الشعلة التي يمكنها ان تعيد التوهج للفكر الانساني التحرري و بذلك باتت تشكل خطرا حقيقيا على القوى المهيمنة محليا و عالميا و أصبح مطروح على مراكز الدراسات و مراكز القرار أن تجد حلا للفضاء المبرم على هذه الشعلة التي ما فتأت تتسع مع الأزمة المستفحلة للرأسمالية المتوحشة فتظهر الى الوجود نظريات من قاع التيارات الفاشية كنظرية صراع الحضارات و نهاية التاريخ و الايديولوجيا على المستوى الايديولوجي و مسألة :"الشراكة" و "المساهمة" في المجال الاقتصادي الذي قد يقع بين البرجوازية و الطبقة العاملة في التفاف واضح على الفكر التحرري العمالي ، سيتوج كل هذا باحتلال بلدان بكاملها و تطبيق ما يسمى ب"الفوضى الخلاقة". سيؤدي الأمر بالجماهير الى فقدان الثقة في الاحزاب السياسية و النقابات و غيرها من الاطارات الجماهيرية و ذلك لسببين : السبب الأول هو خيانات بعض هذه الاطارات و السبب الثاني تغييب هذه الجماهير بالقمع و التهميش بحيث لم يترك لها المجال لبناء أدوات دفاعها الذاتي و صارت في متناول السياسة الاستيلابية من دون ان تكون معنية بالدفاع عن شيء إسمه تنظيم سياسي او نقابة فاكتفت برفض كل ما له صله بأي إطار لانها لم تساهم في بناءه ، إذن هي سياسة موجهة بدقة لتصبح الجماهير من دون أي بيت تلوذ به للدفاع عن مصالحها بل و مواجهة أي محاولة لبناء هذا البيت في تماهي غريب مع مخططات الطبقات السائدة و ذلك هو المبتغى الأخير للأنظمة الاستبدادية التي أصبحت عاجزة عن تحقيق اي مطلب جماهيري و التي تعلم علم اليقين أنه و لو غضبت الجماهير و ملأت عنان السماء صراخا من دون أدواتها السياسية فإن الأمر لن يفضي الى أي شيء و أغرقت المشهد السياسي المعارض من خارج نسقها في العفوية و الذي من خلاله يسهل الاختراق طولا و عرضا و أصبح شعار الدكاكين السياسية يشمل كل تنظيم مهما كانت ثوريته و صدقه و انخراطه الى جانب الجماهير و درجة مواجهته لهذه الأنظمة فيختلط الحابل بالنابل ( المستقل الممخزن و المستقل المخابراتي و المستقل الصادق و المنتظم في اطارات فاشية تنفي عن نفسها أنها منظمة ) هكذا يصبح مفهوم الدكاكين السياسية و الذي يطلق من دون تمييز انتاج مخزني محلي صرف و دولي أيضا ينخرط فيه أيضا للأسف مناضلون ليست لهم حنكة سياسية فيجنون على انفسهم و على الجماهير ما جنت براقش على أهلها .
تاشفين الاندلسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق