جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الاخلاق .والاخلاق الشيوعية فلاديمير لينين

الاخلاق .والاخلاق الشيوعية
فلاديمير لينين
ولكن هل ثمة اخلاق شيوعية ؟ هل ثمة سلوك شيوعي ؟ اجل بكل تاكيد . غالبا مايزعم ان ليس لدينا اخلاق خاصة بنا وفي معظم الاحيان تتهمنا البرجوازية باننا نحن شيوعيون ننكر كل الاخلاق وتلك طريقة لتشوية الافكار لذر الرماد في عيون العمال والفلاحين .
باي معنى ننكر الاخلاق وننكر السلوك ؟
بالمعنى الذي تبشر به البرجوازية التي كانت تشتق هذه الاخلاق من وصايا الله . وبهذا الصدد نقول بالطبع اننا لانؤمن بالله . ونعرف جيدا جدا ان رجال الدين والملاكين العقاريين والبرجوازية كانوا يتكلمون باسم الله لكي يؤمنوا مصالحهم كمستثمرين . كذلك كانوا لايشتقون هذة الاخلاق من قواعد السلوك ومن وصايا الله وانما كانوا يستخلصونها ايضا من جمل مثالية او نصف مثالية تعني دائما شيئا يشبة كثير الشبه وصايا الله . ان كل اخلاق من هذا النوع مستسقاة من مفاهيم مفصولة عن الانسانية مفصولة عن الطبقات . ان كل اخلاق كهذه ننفيها وننكرها ونقول انها تخدع العمال والفلاحين وتغشهم وتحشو ادمغتهم حشوا وذلك في صالح الملاكين العقاريين والراسماليين .
اننا نقول ان اخلاقنا خاضعة تماما لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي ان اخلاقنا تنبثق من مصالح نضال البروليتاريا الطبقي .
لقد كان المجتمع القديم قائما على اضطهاد جميع العمال وجميع والفلاحين من جانب الملاكين العقاريين والراسماليين . كان علينا ان نهدم كل ذلك ان نسقط هؤلاء ولكن كان ينبغي تحقيق الاتحاد لاجل هذا الغرض ولم يكن اللههو الذي سيحقق هذا الاتحاد .
ان هذا الاتحاد لم يكن من الممكن ان ياتي الا من المصانع والمعامل الا من بروليتاريا متعلمة استيقظت من سباتها الطويل وفقط عندما تشكلت هذه الطبقة بدات الحركة الجماهيرية التي ادت الى مانراه اليوم . الى انتصار الثورة البروليتارية في بلد من اضعف البلدان في بلد يدافع عن نفسه منذ ثلاث سنوات ضد هجوم برجوازية العالم باسره . وها نحن نرى الثورة البروليتارية تنمووتتعاظم في العالم باسره ونقول اليوم بالاستناد الى تجربتنا ان البروليتاريا وحدها كانت تستطيع ان تنشى قوة متجانسة تجانسا كافيا لكي تجتذب ورائها الفلاحين المبعثرين المشتتين . قوة صمدت بوجة جميع هجمات المستثمرين . هذه الطبقة تساعد الجماهير الكادحة في توحيد صفوفها وحشدها في صيانة المجتمع الشيوعي نهائيا في ترسيخهنهائيا في بنائه نهائيا ...
لهذا نقول : ليس ثمة اخلاق بنظرنا خارج نطاق المجتمع الانساني والقول بوجودها خارج المجتمع خداع وتضليل فالاخلاق بنظرنا خاضعة لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي . ولكن ماهو قوام هذا النضال الطبقي ؟ قوامة اسقاط القيصر واسقاط الراسماليين ومحو طبقة الراسماليين . وماهي الطبقات بوجه عام ؟ انها مايتيح لقسم من المجتمع ان يستاثر بعمل الاخرين . فاذا استاثر قسم من المجتمع بكل الارض كانت طبقة الملاكين العقاريين وطبقة الفلاحين . واذا امتلك قسم من المجتمع المصانع والمعامل والاسهم والرساميل بينما القسم الاخر يشتغل في هذه المصانع  كانت طبقة الراسماليين وطبقة البروليتاريين .
ان طرد القيصر لم يكن صعبا – فقد كفت بضعة ايام ولم يصعب صعوبة طرد الملاكين العقاريين - فقد استطعنا تحقيق ذلك في بضعة اشهر كذلك ليس من الصعب صعوبة طرد الراسمالييين . ولكنه من الاصعب الى ماحد له محو الطبقات فان الانقسام الى عمال وفلاحين مايزال قائما فاذا اقام الفلاح على قطعة من الارض واستاثر بفائض حبوبه أي الحبوب التي لايحتاج اليها لا لنفسه ولا لماشيته في حين يظل جميع الاخرين بلا حبوب فان هذا الفلاح يستحيل اذ ذلك الى مستثمر .وكلما احتفظ بحبوبه كلما راى ذلك في فائدته ولاباس ان يجوع الاخرين " كلما جاعوا بعت حبوب بسعر اغلى " ينبغي ان يشتغل الجميع وفقا لبرنامج مشترك على ارض مشتركة وفي المصانع والمعامل المشتركة وفقا لنظام مشترك . فهل من السهل تحقيق ذلك ؟ انكم ترون ان الحل هذه المرة اصعب مما كان علية حين كان يتعلق الامر بطرد القيصر والملاكين العقاريين والراسماليين . فهذه المرة ينبغي ان تعيد البروليتاريا تربية وتعليم قسم من الفلاحين وان تجتذب اليها الذين هم فلاحون كادحون لكي تسحق مقاومة الفلاحين الاغنياء الذين يثرون من بؤس الاخرين . ولذا فان الهدف من نضال البروليتاريا لما يتحقق لكوننا اسقطنا القيصر وطردنا الملاكين العقاريين والراسماليين . والحال ان انجاز هذا النضال انما هو بالضـــــــــبط مهــــــــــــــــمة النظــــــــام الذي نسمية "ديكـــــــــــــــتاتورية البروليتـــــــــــــــــــــاريا "
ان النضال الطبقي مستمر ولم يتغير الا شكله فالبروليتاريا تخوض هذا النضال الطبقي لكي تحول دون عودة المستثمرين السابقين . ولكي توحد في حلف واحد جماهير الفلاحين المبعثرين الجاهلين . ان النضال الطبقي مستمر وواجبنا ان تخضع جميع المصالح لهذا النضال ولهذه المهمة تخضع كل اخلاقنا الشيوعية . ونحن نقول الاخلاق هي ما يتيح هدم مجتمع المستثمرين القديم وتوحيد جميع الشغيلة حول البروليتاريا التي تنسى المجتمع الجديد الشيوعي . ان الاخلاق الشيوعية انما هي الاخلاق التي تخدم هذا النضال وتوحيد الشغيلة ضد كل استثمار ضد كل ملكية صغيرة لان الملكية الصغيرة تضع في يدي فرد واحد ما ابدعة عمل المجتمع باسره ان الارض عندنا ملكية مشتركة . ولكن اذا اخذت قسما من هذه الملكية المشتركة واذا انتجت منها كمية من الحبوب تزيد الضعفين عما هو ضروري لي . واذا ضاربت بفائض هذه الحبوب ؟ واذا قلت في نفسي ان كلما ازداد عدد الجياع ارتفعت الاسعار التي تدفع لي ؟ فهل اتصرف على هذا النحو كشيوعي ؟ كلا اني اتصرف كمستثمر كمالك ينبغي ان نناضل ضد هذا . فاذا تركت الامور على حالها فكل شي يسير الى وراء نحو حكم الراسماليين نحو حكم البرجوازية كما تبين مرارا عدة في الثورات الماضية .... ولاجل الحؤول دون المضاربة ينبغي الحؤول دون اثراء البعض على حساب الاخرين ولهذا الغرض ينبغي ان يتحد جميع الشغيلة مع البروليتاريا ويكونوا المجتمع الشيوعي . ذلك هو الطابع الخاص الاساسي لما يشغل المهمة الاساسية الموضوعة امام اتحاد الشباب الشيوعي وتنظيمه.
كان المجتمع القديم قائما على المبدا التالي : اما ان تنهب قريبك واما ينهبك قريبك اما ان تشتغل في صالح اخر واما ان يشتغل هو في صالحك . .اما ان تكون مالك عبيد واما ان تكون انت عبدا . ومفهوم ان يرضع الناس الذين تربوا في هذا المجتمع مع حليب امهاتهم اذا جاز القول نفسية وعادات ومفاهيم مالك العبيد او العبيد . او الملاك الصغير او المستخدم الصغير او الموظف الصغير او المثقف وبكلمة موجزة انسان لا يفكر الا بامتلاك ماهو ضروري له ولا يبالي بمصير الاخرين ..
اذا كنت استثمر قطعة ارضي فليس لي ان اهتم بالاخرين واذا جاع الاخر كان ذلك افضل : فاني سابيع حبوبي بسعر اغلى . واذا كان لي منصب صغير كطبيب او مهندس او معلم او مستخدم فما يهمني الغير وربما تملقت المتسلطين على زمام الحكم وسعيت الى ارضائهم فاحافظ على منصبي . بل قد انجح في شق طريقي واصبح انا نفسي برجوازيا .
ان مثل هذه النفسية مثل هذه الحالة الفكرية ليستا من صفات الشيوعي . فعندما اثبت العمال والفلاحون اننا قادرون بقوانا الخاصة على ان ندافع عن انفسنا وان ننشئ مجتمعا جديدا حينذاك بدات تربية جديدة شيوعية تربية تمت في غمرة النضال ضد المستثمرين تربية بالتحالف مع البروليتاريا ضد الانانيين وصغار الملاكين ضد النفسية والعادات التي تحمل المرء عل القول : اني اسعى وراء فائدتي انا . 
والباقي لايهمني ابدا ..
ذلك هو الجواب على مسالة معرفة كيف ينبغي على الجيل الفتي الصاعد ان يتعلم الشيوعية . ان الجيل الصاعد لا يستطيع ان يتعلم الشيوعية الا اذا ربط كل خطوة يخطوها في دراسته وتربيته وتعليمه بالنضال الدائب الذي يخوضه البروليتاريون والشغيلة ضد مجتمع المستثمرين القديم . وعندما يحدثوننا عن الاخلاق نقول " ان الاخلاق بنظر الشيوعي تقوم كلها في هذا الانضباط والتضامن والتراص وفي هذا النضال الواعي الذي تخوضه الجماهير ضد المستثمرين اننا لانؤمن بالاخلاق الابدية واننا نفضح جميع القصص والحكايات الكاذبة الملفقة حول الاخلاق . ان الاخلاق تتيح للمجتمع الانساني ان يرتفع الى اعلى ان يتحرر من استثمار العمل . ولاجل بلوغ هذا الهدف ينبغي ان يكون هذا الجيل من الشبان الذن اخذوا يتحولون الى رجال واعين في جو من النضال النظامي الضاري ضد البرجوازية . وفي معمعان هذا النضال سيربي هذا الجيل شيوعيين حقيقيين . ولهذا النضال وبه ينبغي على هذا الجيل ان يخضع ويربط كل خطوة يخطوها في دراسته وتربيته وتعليمه .
 ان تربية الشبيبة الشيوعية لاتعني التكرم عليها باتلخطب المعسولة وبقواعد الاخلاق فليس هذا قوام التربية فان الذين راوا ابائهم وامهاتهم يقضون حياتهم تحت نير الملاكين العقاريين والراسماليين .والذين تحملوا قسطهم من الالام التي عاناها اولئك الذين بدؤوا المعركة ضد المستثمرين . والذين راوا  أي تضحيات تقتضيها مواصلة هذا النضال دفاعا عن المكتسبات واي اعداء الداء ضراة هم الملاكون العقاريون والراسماليون .
ان هؤلاء هم الذين يتربون في هذه الاحوال تربية شيوعية .ان مايقوم في اساس الاخلاق الشيوعية هو النضال في ترسيخ الشيوعية . وانجاز بنائها ذلك هو ايضا اساس التربية الشيوعية والتثقيف الشيوعي والتعليم الشيوعي .
ذلك هو الجواب على مسالة معرفة كيف ينبغي ان نتعلم الشيوعية ...
المصدر
البرافدا الاعداد ..221-222
-الخامس والسادس–
تشرين الاول .. اكتوبر . 1920
لينين المؤلفات الكاملة المجلد 41
من صفحة 298
تعريب دار التقدم موسكو .
لينين في الثورة والثورة الثقافية 1966

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *