لقاء بطعم الألم ...الاستاذة اسماء الوديع
لقاء بطعم الألم ...
زيارتي أمس لمعتقلي حراك الريف كانت بطعم الألم ، فقد طلبت كلا من محمد المجاوي ، محمد الحاكي، الحبيب الحنودي، أشرف اليخلوفي و ناصر الزفزافي ....
محمد الحاكي كان عائدا للتو من المستشفى عند دخولي إلى المؤسسة السجنية كما أخبرني المعتقل محمد المجاوي الذي بدا متماسكا قويا كعادته رغم بنيته الضعيفة ورغم الوجوم المخيم على الزنازن بفعل ما أقدم عليه الزفزافي ومحمد الحاكي من خياطة لفميهما احتجاجا على عدة أمور من بينها تلك الأحكام الجائرة التي تنهل من منطق الإنتقام .
ضغطنا بكل الوسائل عليهما لنزع تلك الخيوط التي أسالت الدماء من أفئدتنا و أرواحنا قبل أن تنزل من شفتي رفيقينا يقول محمد المجاوي ... مضيفا أن ما شعرنا به من ألم لا يوازيه سوى ما استشعرناه من تضامنكم وتفاعلكم معنا فشكرا للجميع .
أشرف اليخلوفي عبر بدوره عن اعتزازه بهيئة الدفاع التي سانتدهم رغم سحنته التي كانت تشي بكثير من الألم و المعاناة ... معاناة وألم كان يحاول مداراتها بابتسامة شاحبة .
كل ذلك لم يمنع أشرف من التأكيد على شعار ومنعو مطلب تحقيق الكرامة للجميع ، لا فرق بين أمازيغي أو إسلامي او ريفي ، لا يهم المهم يقول أشرف هو وحدتنا و تماسكنا ... لقد استطعنا الضغط على رفيقينا من أجل إيقاف هذا الألم وتدخلتم أنتم كدفاع لحل هذا المشكل فيما كان العائلات دور في هذا الموضوع ... أما الإدارة فقد سحبت كل الحراسة المشددة واستجابت لمطلب نقل الحاكي إلى المستشفى ووعدت ناصر بتسليمه التقرير الطبي الذي منعوه عنه سابقا .... لقد استطعنا بفضل كل ذلك أن نربح المعركة و نقنع رفاقنا بالتراجع عن قرار خياطة الأفواه من قبل الآخرين أيضا ....
ثم جاء دور المعتقل الحبيب الحنودي فكانت جلسة ممتعة معه رغم أثر الغضب في نبراته ...لقد تدخلت لمنع باقي الرفاق من الحذو حدو الزفزافي و الحاكي رغم أنني أكبر فيهما شجاعتهما ورغم ما سببه ذلك من ألم لنا جميعا .
لماذا يشنون علينا عقابا جماعيا يشمل الأبناء والزوجات و الأمهات ...؟ لماذا يحرمون الأبناء من آبائهم ويعرضونهم للحاجة ، يقول الحنودي بمرارة !
المغرب وطننا أحب من أحب وكره من كره ، نحن من سنواجه أي انفصال ، الصراع الحقيقي ليس صراعا إثنيا ولكنه صراع من أجل تحسين ظروف وشروط حياة الإنسان و تحقيق الكرامة للجميع ....
ناصر الزفزافي جاء كعادته منتصرا على الألم مبتسما رغم أثر الدماء على شفتيه ... وقد ختم حديثه بجملة انتزعت مني ابتسامة عريضة :"حينما فتحت فمي تلقيت حكما بعشرين سنة ، ولما قمت بخياطته طلبوا مني فتحه من جديد ههههههههه" يقول ساخرا .
وقد أكد لي أن الإدارة رفعت فعلا العسكرة عن الجناح ووعدوه بتسليم التقرير الطبي الذي منع منه سابقا و عاد الإتصال بالهاتف لسابق عهده برفع التضييق عن المكالمات . ربيع الابلق لم يستطع تلبية طلبي في الزيارة لكونه كان متعبا بفعل الأضراب عن الطعام.
عاش الريف و لا عاش من تآمر عليه .
الحرية للأبطال المعتقلين .
نقلا عن الأستاذة: Asma Elouadie
زيارتي أمس لمعتقلي حراك الريف كانت بطعم الألم ، فقد طلبت كلا من محمد المجاوي ، محمد الحاكي، الحبيب الحنودي، أشرف اليخلوفي و ناصر الزفزافي ....
محمد الحاكي كان عائدا للتو من المستشفى عند دخولي إلى المؤسسة السجنية كما أخبرني المعتقل محمد المجاوي الذي بدا متماسكا قويا كعادته رغم بنيته الضعيفة ورغم الوجوم المخيم على الزنازن بفعل ما أقدم عليه الزفزافي ومحمد الحاكي من خياطة لفميهما احتجاجا على عدة أمور من بينها تلك الأحكام الجائرة التي تنهل من منطق الإنتقام .
ضغطنا بكل الوسائل عليهما لنزع تلك الخيوط التي أسالت الدماء من أفئدتنا و أرواحنا قبل أن تنزل من شفتي رفيقينا يقول محمد المجاوي ... مضيفا أن ما شعرنا به من ألم لا يوازيه سوى ما استشعرناه من تضامنكم وتفاعلكم معنا فشكرا للجميع .
أشرف اليخلوفي عبر بدوره عن اعتزازه بهيئة الدفاع التي سانتدهم رغم سحنته التي كانت تشي بكثير من الألم و المعاناة ... معاناة وألم كان يحاول مداراتها بابتسامة شاحبة .
كل ذلك لم يمنع أشرف من التأكيد على شعار ومنعو مطلب تحقيق الكرامة للجميع ، لا فرق بين أمازيغي أو إسلامي او ريفي ، لا يهم المهم يقول أشرف هو وحدتنا و تماسكنا ... لقد استطعنا الضغط على رفيقينا من أجل إيقاف هذا الألم وتدخلتم أنتم كدفاع لحل هذا المشكل فيما كان العائلات دور في هذا الموضوع ... أما الإدارة فقد سحبت كل الحراسة المشددة واستجابت لمطلب نقل الحاكي إلى المستشفى ووعدت ناصر بتسليمه التقرير الطبي الذي منعوه عنه سابقا .... لقد استطعنا بفضل كل ذلك أن نربح المعركة و نقنع رفاقنا بالتراجع عن قرار خياطة الأفواه من قبل الآخرين أيضا ....
ثم جاء دور المعتقل الحبيب الحنودي فكانت جلسة ممتعة معه رغم أثر الغضب في نبراته ...لقد تدخلت لمنع باقي الرفاق من الحذو حدو الزفزافي و الحاكي رغم أنني أكبر فيهما شجاعتهما ورغم ما سببه ذلك من ألم لنا جميعا .
لماذا يشنون علينا عقابا جماعيا يشمل الأبناء والزوجات و الأمهات ...؟ لماذا يحرمون الأبناء من آبائهم ويعرضونهم للحاجة ، يقول الحنودي بمرارة !
المغرب وطننا أحب من أحب وكره من كره ، نحن من سنواجه أي انفصال ، الصراع الحقيقي ليس صراعا إثنيا ولكنه صراع من أجل تحسين ظروف وشروط حياة الإنسان و تحقيق الكرامة للجميع ....
ناصر الزفزافي جاء كعادته منتصرا على الألم مبتسما رغم أثر الدماء على شفتيه ... وقد ختم حديثه بجملة انتزعت مني ابتسامة عريضة :"حينما فتحت فمي تلقيت حكما بعشرين سنة ، ولما قمت بخياطته طلبوا مني فتحه من جديد ههههههههه" يقول ساخرا .
وقد أكد لي أن الإدارة رفعت فعلا العسكرة عن الجناح ووعدوه بتسليم التقرير الطبي الذي منع منه سابقا و عاد الإتصال بالهاتف لسابق عهده برفع التضييق عن المكالمات . ربيع الابلق لم يستطع تلبية طلبي في الزيارة لكونه كان متعبا بفعل الأضراب عن الطعام.
عاش الريف و لا عاش من تآمر عليه .
الحرية للأبطال المعتقلين .
نقلا عن الأستاذة: Asma Elouadie

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق