وصية الفقيد حسين المبروكي...
وصية الفقيد حسين المبروكي...
"خاطرة في زمن الأحلام المنسية ....هذا النص يعني الكثير ممن أعرفهم:
إنتهيت الآن من كتابة الوصية ...
و لم يعُد لي في الحياة أية أُمنية .... عشتُ إنسانا بنفس غنية ... عانيت الوجع و ظُلمة الطريق و ما الحياة كانت هنية و ما كنت شقيا .... أخلاقي و مبادئي و أخطائي ربما تكون تقية ... وهبت علما و نُصحا و رُبما أنرت الطريق لكثير من البشرية .... لي رسالة ضحيت من أجلها مع الناس و ستتواصل على أيدي بررة و لن تبقى منسية .... كدت أنسى ليس بالوصية مال و لا ذهبُ و لا سُلطان و إنما قيم و أفكار و تجارب بكل معاني الانسانية .... لا ينفعك شئ إلا ما نحتٌه بالحياة في القلوب و العقول و بهذا رُبما كنتُ غنيا ... ألهمتني الظروف كيف أختار الصُحبة و الرفقة و ما الأمر كان هيٌنا فبالمواقف و الأزمات و تحدي الواقع ميٌزت في ذلك رغم أن الأمر كان عصيٌا .... رغم الجوع وهبنا الخبز و رغم الحاجة وهبنا المال و رغم الحيرة وهبنا الطمأنينة و رغم الألم وهبنا الأمل و رُبما كنت في ذلك سخيٌا .... لك يا من تقرأ هذه الوصية حين ترحل لن تنتهي معك أفكارك و لا ما قدمت للناس و لا ممن تركتهم يواصلون الدرب من بعدك وفاء جليٌا .... إنتهيت الآن من كتابة الوصية ... أبنائي و زوجتي و أهلي و صُحبتي و كل من عرفت .. ألمُ الحياة كبير و لن تُكسروه إلا بتضامنكم و تعاونكم فأرعوا أنفسكم و من حولكم و لا تيأسوا و أضحكوا و أحبوا الحياة من خلال تواصلكم و تلك هي الحياة تقبٌلوها بكل ما فيها من الألم و المعاناة و لا تنسوا يوم الوداع فأعدوا له من الحقائب ثقل الجبال و وُسع الكون و بما إستطعتم له من كنوز الفكرة و التضحية و نكران الذات و اعملوا على أن تتركوا للناس بالمثل و لن يكون ذلك صعبا و لا عصيا ...لا تخونوا في الحق فكرة أو صديقا أو مظلوما أو إنسانا أو شهادة أو قضية ... و الضمير الضمير أجعلوه حيا ما حييتم و لا تقتلوه أو ترموه نسيا بين أوساخ الحياة فإن ذلك شقاء و بلية ....... إنتهيت الآن من كتابة الوصية و ستتواصل الأمنيات من بعدي و لكن لم يعُد لي في الحياة أية أمنية .... أحفظوا الوصية و لا تنسوا من كتبها و لن يكون منسيٌا...
الحسين مبروكي"
و لم يعُد لي في الحياة أية أُمنية .... عشتُ إنسانا بنفس غنية ... عانيت الوجع و ظُلمة الطريق و ما الحياة كانت هنية و ما كنت شقيا .... أخلاقي و مبادئي و أخطائي ربما تكون تقية ... وهبت علما و نُصحا و رُبما أنرت الطريق لكثير من البشرية .... لي رسالة ضحيت من أجلها مع الناس و ستتواصل على أيدي بررة و لن تبقى منسية .... كدت أنسى ليس بالوصية مال و لا ذهبُ و لا سُلطان و إنما قيم و أفكار و تجارب بكل معاني الانسانية .... لا ينفعك شئ إلا ما نحتٌه بالحياة في القلوب و العقول و بهذا رُبما كنتُ غنيا ... ألهمتني الظروف كيف أختار الصُحبة و الرفقة و ما الأمر كان هيٌنا فبالمواقف و الأزمات و تحدي الواقع ميٌزت في ذلك رغم أن الأمر كان عصيٌا .... رغم الجوع وهبنا الخبز و رغم الحاجة وهبنا المال و رغم الحيرة وهبنا الطمأنينة و رغم الألم وهبنا الأمل و رُبما كنت في ذلك سخيٌا .... لك يا من تقرأ هذه الوصية حين ترحل لن تنتهي معك أفكارك و لا ما قدمت للناس و لا ممن تركتهم يواصلون الدرب من بعدك وفاء جليٌا .... إنتهيت الآن من كتابة الوصية ... أبنائي و زوجتي و أهلي و صُحبتي و كل من عرفت .. ألمُ الحياة كبير و لن تُكسروه إلا بتضامنكم و تعاونكم فأرعوا أنفسكم و من حولكم و لا تيأسوا و أضحكوا و أحبوا الحياة من خلال تواصلكم و تلك هي الحياة تقبٌلوها بكل ما فيها من الألم و المعاناة و لا تنسوا يوم الوداع فأعدوا له من الحقائب ثقل الجبال و وُسع الكون و بما إستطعتم له من كنوز الفكرة و التضحية و نكران الذات و اعملوا على أن تتركوا للناس بالمثل و لن يكون ذلك صعبا و لا عصيا ...لا تخونوا في الحق فكرة أو صديقا أو مظلوما أو إنسانا أو شهادة أو قضية ... و الضمير الضمير أجعلوه حيا ما حييتم و لا تقتلوه أو ترموه نسيا بين أوساخ الحياة فإن ذلك شقاء و بلية ....... إنتهيت الآن من كتابة الوصية و ستتواصل الأمنيات من بعدي و لكن لم يعُد لي في الحياة أية أمنية .... أحفظوا الوصية و لا تنسوا من كتبها و لن يكون منسيٌا...
الحسين مبروكي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق