جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

خيانة الإخوان المسلمين والاسلام السياسي لثورة 25 يناير" بقلم المفكر الاقتصادي : سمير امين

خيانة الإخوان المسلمين والاسلام السياسي لثورة 25 يناير" بقلم المفكر الاقتصادي : سمير امين
"تأكد لي أن ترتيبات إجهاض ثورة يناير2011 بدأ الإعداد لها رسميا وعمليا عندما بدأ الإخوان المسلميين وباقي قوي الاسلام السياسي معركتهم المبكرة مع الأحزاب والقوى السياسية المدنية في شهر مارس 2011، حين دعت بعض الحركات للتظاهر بهدف التعجيل بمطالب الثورة، إلا أن المنابر الإخوانية هاجمت تلك الدعوات بهدف الحفاظ على الدولة، متهمة أعضاء الأحزاب والقوي المدنية بالوقيعة بين الشعب والجيش... وكان هذا ظاهر جليا في استفتاء 19 مارس عندما عكف الإخوان وباقي قوي الاسلام السياسي على تحويل أي مناقشات دستورية أو سياسية إلى صراعات دينية، الاستفتاء أجري لأخذ الرأي في تعديلات فى 6 مواد من الدستور، حيث حشد الإخوان والسلفيين آنذاك أنصارهم للتصويت بنعم لنصرة لـ"الدين"، إذ أشاروا إلى أن التصويت بـ"لا" يؤدي إلى إلغاء المادة الثاني من الدستور التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة، وهي اللعبة التي يجيدها قادة التنظيم جيدًا، مشددين على ضرورة التصويت بـ"نعم"....وعقب إعلان النتيجة، خرج شيوخهم علي المنابر في شتي بقاع مصر، ليذيعوا : "إنها غزوة صناديق"، وانتهت بـ"وقالت الصناديق للدين.. نعم"، وأن من لا يعجبه نتيجة الاستفتاء فليهاجر....29 يوليو 2012 أو ما يعرف بـ"جمعة قندهار".. تغيرت ملامح ميدان التحرير فأصبحت ترى ميدانا كبيرا مليء بشعارات سوداء وجلابيب بيضاء وهتافات "إسلامية.. إسلامية" وتهديدات بسحق وتكفير المعارضين، هذا حدث في ظل تواطؤ قوى داخلية. رفعت شعار "لم الشمل" واعتبار الاخوان والاسلام السياسي "فصيل وطني" حتى لا تترنح الثورة ومسيرتها. بعض من هذه القوى تواطأ عن غير وعي وعن جهل بتاريخ الإخوان الإرهابي الدموي والمعادي للحركة الوطنية والديمقراطية في مصر. والبعض الآخر تواطأ عن عمد وسبق الإصرار، وشكل طابورا خامسا للإخوان واحلافهم من اليمين الديني. ويتكون هذا البعض الأخير من عدة مجموعات تواجدت على الساحة، وكانت حليفة بشكل وثيق لجماعة الإخوان منذ عدة سنوات سابقة على ثورة 25 يناير2011....الاخوان المسلميين يروا ان الصندوق الانتخابي مصدر الشرعية الوحيد ليس ايمانا منهم بالديمقراطية، مصدر قوة الاخوان هو فقر الجماهير والافقار المستمر لهم عبر عمليات الاحسان والذي يرافقه خطاب اسلاموي، وهكذا يمكنهم الحصول على أصوات هذه الطبقات الفقيرة. اذن الاخوان لهم مصلحة موضوعية في استمرار سياسات الافقار. وحديثهم عن العدالة الاجتماعية لا يعني في قاموسهم سوى الاحسان، ويسمحون بالاثراء الفاحش وتراكم الثروات عبر تأويلات خاصة بهم للايات القرآنية..وتساعدهم الاموال الخليجية في تثبيت مشروعهم حيث تتولى قطر تمويل الاخوان والسعودية تمويل السلفيين تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية... انا قد كتبت منذ فبراير 2011 ان السيناريو الامريكي للحالة المصرية هو اقرب للسيناريو الباكستاني، حيث يوجد برلمان باغلبية اسلاموية على النمط الباكستاني، ومن ورائه مؤسسة عسكرية اسلامية هي الاخرى، من اجل تنفيذ المشروع الامريكي...ويكفي المقارنة بين الهند وباكستان لنتعرف على نتيجة سيطرة الاسلام السياسي فباكستان قبل 1948 لم تكن افقر من الهند بل على العكس كانت تضم مناطق من اغنى الاراضي في شبه الجزيرة الهندية، لكن اليوم استطاعت الهند مع كل ملاحظاتي على النموذج الهندي تحقيق تطور هائل بفضل العلمانية والديموقراطية...نموذج اخر لحكم الاسلاميين في الصومال أدى إلى تحطيم الدولة بالاساس. الان لا توجد دولة في الصومال بل توجد مراكز قوى وصلت طبقا لبعض الدراسات إلى 35 دويلة في الصومال الان....النموذج الثالث لحكم الاسلاميين هو السودان، عبر ومن بعد سياسات حسن الترابي، فقد انفصل ثلث السودان الجنوبي، رغم ان اهداف جيش التحرير الجنوبي منذ البداية لم تكن الانفصال ولكن دولة علمانية ديموقراطية لجميع السودانيين، والان يأتي الدور على الغرب السوداني الذي يقطنه مسلمون بالمناسبة اي نحن امام حالة جديدة من تفكك الدولة في السودان."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *